.. الفصل الرابع عشر ..

4.9K 211 16
                                    

بسم الله نبدأ..
بنّي سليمان •• ملحمة شياطين الأنـس ••

_الفصل الرابع عشر .

.. ! فائز ! ..

' ستفوح رائحة فوزي بكافة الأفق '
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ميزان العدل.. له كفتان كل منهم يجب أن تتعادل مع الاخري، وان لم تتعادل فعلي كل منهم ان ترتفع عن الأخري مرة، كفة واجد منذ بداية الحرب كانت هي الفائزة، ضرباته كانت متتالية نعم لم تؤثر كثيرا بسليمان لكنه كان علي الاقل يضرب! الان.. ضربة واحدة من سليمان أسقطت كفة واجد أرضًا ورفعت كفته الي سحاب السماء، بات الفائز هو الأن بضربة قاضية واحدة، فهو لم يفعل شيئا بسيطًا بل كسر ودمر ما كان يجهز له واجد منذ سنين تقريبًا وبدأ بتنفيذه منذ سنة بكل همة..

الساعة الثانية ليًلا.. حيث غرق الجميع بالنوم ومنهم سليمان النائم قرير العين، قطع صمت القصر رنين هاتف واجد بغرفته، لم تيقظه الرنة الاولي ولا حتي الثانية، لكن مع تعالي الثالثة تلملمت سلمي في نومها وحركت كتف واجد بنوم هامسة:-
_واجد تليفونك بيرن كتير، رد شوف فيه اية
همهم بضيق وهو يمد يده ليتناول الهاتف الذي علي الطاولة الصغيرة التي تجاور الفراش اغلق في وجه المتصل وعاود النوم، لكن المتصل لم يصمت بل راح يتابع الرنين بأصرار وتكرار دون ملل او كلل
هتفت سلمي بتزمر:-
_ما ترد بقي ياواجد
ضغط اخيرا علي زر الاجابة ووضعه علي اذنه، فجاءه الخبر الصادم:-
_الحقنا ياباشا.. المخزن بيولع ياواجد باشا
انتفض واجد عن فراشه بفزع وهو يصرخ بعدم اسيعاب:-
_اية؟!!؟!!؟
اعتدلت سلمي في جلستها وقد اصابها القلق.. سألته برهبة:-
_في اية ياواجد؟!
ترك الفراش وتوجه نحو خزانته فورًا وهو يرد بعيون تكاد تخرج منها دمعات القهر:-
_مصيبة ياسلمي.. مصيبة

لا يعلم واجد كيف أرتدي ثيابه وأستطاع أن يتحكم في رعشة يداه وجسده الذي كان ينتفض نفضًا بسبب ما سمعه لـ التو، لكن بالنهاية ها هو قد صار جاهزًا

أخذ هاتفه وتوجه لباب غرفته ليخرج، لكن أوقفه صوت سلمي المستفهم:-
_في اية ياواجد؟ مصيبة اية دي؟
نطق بلا تفسير:-
_المخزن ولع..

راح يقطع الممر الموصل بين الغرف ببعضها البعض، بخطوات شبة راكضة قبل ان يتوقف امام باب غرفة سليمان الذي انفتح بدوره وطل منه سليمان، الذي اسند يداه علي طرفي الباب واقفًا بالمنتصف بجسده الشامخ، نظر لواجد نظرات ذات معني وهو يقول:-
_خير ياواجد.. شكلك قلقان؟ في حاجة ولا اية؟
اندفع واجد نحوه ممسكا بياقة منامة الاخر الكحلية، خرجت الكلمات من بين شفتاه المضمومتان بقهر:-
_لو طلع ليك ايد في اللي حصل، انا مش هسيبك.. سامع؟
ابعد سليمان كفا واجد عنه، وربت علي كتفه ربتتين خفيفتين مليئتين بالسخرية و:-
_متتكلمش كلام انت مش قـده ياحبيبي

ثم دخل غرفته وأغلق الباب في وجه ذاك ذو الجسد المنتصب بسبب الغضب..

في طلال الساعات الاولي لـ الفجر، حيث سيطر علي السماء لون ازرق صافٍ غير متبلد بالغيوم عكس الايام الماضية، كان واجد يقف علي مقربة من مخزنه الذي تم أطفاء النار اخيرًا التي نشبت فيه، كان قد اصبح كتلة من الرماد.. اسود اللون من داخله وخارجه، لا شئ فيه بقي فيه الروح، يحتاج فقط ليرممه وتعويض ما به ضعف ما دفعه فيه من قبل، تنهد بـ هم تنهيدة حارة.. عالية
قاطعها وقاطع خلوته رشاد الذي انشم له وهو يسأل بأستفهام وعيون ضيقة مفكرة:-
_المخزن بتاع حضرتك فعلا ياواجد باشا؟
اؤما واجد بنعم.. بشرود، تعجب رشاد وزادت حيرته، فقال:-
_بس اللي عرفته ان دا مش تبع ممتلكات آل سليمان
نطق واجد بنبرة مفسرة.. واجمة:-
_بتاعي انا بس
اؤما بتفهم وقد استعد ليغادر إلا انه نطق قبل ان يغادر:-
_تقرير الطب الشرعي هيطلع علي الساعة عشرة ياباشا، بس قبل ما يطلع احب اقولك انه باين اوي انه بفعل فاعل
قطع سيره وخطواته صوت واجد الذي أنتبه اخيرًا لرشاد وقال بنبرة كارهه:-
_وعلشان انا كمان متأكد أن اللي حصل بفعل فاعل، أحب اقدم شكوي في سليمان توفيق
توسعت عينا رشاد و:-
_ميـن؟!

" بنّي سليمان ' ملحمة شياطين الأنـس ' لــ زينب سميـر "Where stories live. Discover now