.. الفصل الثاني ..

6.2K 211 7
                                    

بسم الله نبدأ ..
بنّي سليمان •• ملحمة شياطين الأنـس ••

_الفصل الثاني .

.. ! عطـر ! ..

' ك المسك انتي والعنبر .. كالخمر والميسر، تزهليني بقربك وعند بعدك أَرْجف '
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
توقفت سيارته عند اول محل عطور قابله، فالمعروف عن حسان والشائع عنه انه مهتم بــ اقتناء قنينات العطر دوما، ما يجد منها وما قَدم، رغم تفاوت الأيام الان انه لم ينسي بعد تلك العادة التي يملكها حسان، هبط من السيارة وتوقف بطوله الفارع امام المحل، الذي كُتب علي يافطته
                               ' BeSSan's PerFume '    
توجه بخطواته نحز المحل، فتح بابه الزجاجي ودخل، فوجد روائح العطور تملئ المكان، استنشق نفسا عميقا من الروائح بإنتشاء ثم زفره، جال بنظره في المكان فلمح خلف طاولة مكتب صغيرة تقف فتاة علي مقعد وتضبط بعض القنينات علي رف زجاجي، تعطيه ظهرها وتعمل بنشاط وأنتباه بالغ حتي انها لم تشعر به عند دخوله، اقترب منها قليلا وهو يتنحنح
انفزعت الفتاة عندما سمعت صوته والتفتت ترمقه بفزع فالتوت قدميها الاثنتين ببعضهم البعض، اختل توازنها أثـر ذلك واهتز جسدها معلنا عن اقتراب سقوطها، عندما لمح ذلك اقترب سليمان منها سريعا وأحال يده بين جسدها وبين الأرض، ومع تماسكه لجسدها ومنع جسدها من السقوط ابتلعت الفتاة صرخة كادت تنفلت منها، توقف الزمن عند هنا لثانية حتي رفعت عيونها الفيروزتين له، حينها ايضا توقف الزمن مرة اخري، لكن عنده هو فقط، فتح فمه مشدوها وهو يراقب عيونها الفيروزتين اللأتان اصطدما بعينيه، وخصلات شعرها النية الفاتحة تسقط علي جفن عيونها فتمنع عينيه من التمتع بهما، كأنه غرق فيها ! حيث لم يرفع عينيه او ترمش جفنيه منذ ان سقطت عينيه عليها
أول من فاق من تلك الحالة هي، فتنحنحت وهي تنزع نفسها من بين ذراعيه، اخذت لحظات حتي استعادت جأشها، ثم هتفت بنبرتها العملية:-
_شكرا لحضرتك جدا
فاق اخيرا من تطلعه لها الغير مهذب علي حديثها، فنظف حلقه وأعاد الثبات لنبراته:-
_عفوا .. علي اية !
نقل ابصاره بتوتر نحو قنينات العطر و:-
_انا عايز ازازة برفان رجالي لو سمحتي
توجهت نحو إحدي الرفوف:-
_عايز حضرتك ماركة معينة ؟
فكر قليلا قبل ان يتوجه بخطواته نحو نفس الرف الذي توجهت هي له وهو يقول:-
_تسمحيلي اختار بنفسي ؟
اؤمات بحسنا بكل رحب، فراح هو يبحث بين القنينات عن مبتغاه، وسط تحديقها به، كان سليمان طويل جدا، وهذة صفة تميزه في بعض الاحيان وتعيقه في احيان اخري، ملامحه كأنها منحوتة، ملامح رجولية شرقية ربما تكون عادية، لكنها فيها لمحة من التميز، له كاريزما خاصة هي التي تجعل العيون تتعلق به، نظرات عينيه في بعض الاحيان ولبعض الاشخاص تكون أسـرة، لـذا اذا طالع احدهم ونظراته رائقة .. قد تتعلق عيني الشخص بتلك النظرات الي أبـد الدهر، خصلات شعره البنية الفاتحة، حتي خصلات ذقنه المنبتة قليلا كانت بنية، ملابسه كانت تدل علي مدي ثراءه، رائحة عطره التي تنبعث منه تدل كذلك علي مدي ذلك الثراء، فذلك النوع من العطور هي لا تأتي به في محلها لغلاء سعره، كادت تكمل تفحصها له، لكن التفاف جسده لها لـ يناظرها اوقفها عن ذلك، فجالت ببصرها نحو إحدي الاماكن كي لا يعرف انها كانت تجحظ عيونها فيه منذ قليل، لا تعلم انه شعر بها وبمراقبتها منذ البداية، مـد يده بقنينة العطر لها وهو يهتف:-
_عايز الازازة دي
اخذتها منه وهي تساله بعدم تصديق:-
_بجد ؟

" بنّي سليمان ' ملحمة شياطين الأنـس ' لــ زينب سميـر "Where stories live. Discover now