.. الفصل الأول ..

9.3K 245 12
                                    

بسم الله نبدأ ..
بنّي سليمان •• ملحمة شياطين الأنـس ••

_الفصل الاول .

.. ! بداية حرب صامتة ! ..

' من يظهر الحب ويخفي الكراهية ك ثعلب مكار لا يستحق ان يحيا بين البشر ابدا '
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ارتفعت اصوات زقزقة العصافير بارجاء الشارع الهادئ، المطل علي ناصيته عـدة محالٍ فخمة ومطاعم، علي نهايته ومن اطرافه سكنت بعض الشركات التجارية، كبيرة كانت او صغيرة، المكان كان هادئ بالساعة السابعة والنصف صباحا، فقط عـدة خطوات تخطو فيه كل حينا والاخر، فمعاد العمل لم يأتي بعد، علي بداية الشارع ظهرت فتاة تسير بخطوات متمهلة، رائقة علي اقل من المهل، خطوات رشيقة من جسد مثالٍ، مرتسمة علي شفتيها بسمة رائقة ادت الي ابتسام عينيها الفيروزية بلا سبب، تتماشي بيتهادي وغنج فتتحرك ضفيرتيها الكبيرتان علي جانبيها بدلال واضح معها، كانت خصلاتها بنية فاتحة تميل الي اللون ' الكافية ' ضفيرتيها علي طريقة ' السنبلة الفرنسية ' فكانت تبدو ك طفلة بجسد انثوي ممشوق، زاد من براءة هيئتها، فستانا بسيطا من عدة الوان فاتحة وزاهية ك الوان الربيع، من اقمشة ثقيلة لتناسب موسم الشتاء القارس، كان قصيرا يصل الي ركبتيها، لكن ما منع وصول البرد لها جوارب سوداء شفافة اللون قليلا ..

وصلت اخيرا لمكانها المنشود، وقفت امام احدي المحالٍ المنتشرة في المنطقة، واخرجت من حقيبتها مفاتيحا خاصة بفتح قفل المحل، فتحته ..
ودخلت ، اشعلت الضواء المحل فظهرت قنينات العطر بكل مكان، موزعة بطريقة راقية، في شكل متهادي، تصاعديا بتدريج من الرائحة الأرق الي الأقوي ..

توجهت نحو زجاجة عطر معينة وفتحتها، قامت برش قليل منها عليها، وفي الأرجاء، ثم وضعتها مكانها مرة اخري وهي تهمس بنبرة باسمة بــ حيوية:-
_عطور بيسان لو اكتشفها حد بيفهم .. بلا شـك هتدخل بيها العالمية

وابتسمت بفخر، رغم علمها تماما ان ذلك حلماً من المستحيل ان يتحقق، فعطورها التي تقوم هي بصناعتها بنفسها، لا احد يعلم بها سواها، وبعض المشتريين العزاز فقط، لكن الباقيين فـلا يتطلعون لها، هم فقط يأتون ليشترون قنينات يعلمون اسمها ويحفظونها علي ظهر قلب .. لانها ببساطة ماركة عالمية !
                             . . . * . . .
استراحت السيدة سوزان علي مقعدها بـ بهو المنزل، المقعد كان هزازا لكنه مريحا لها، بجوارها كانت تقف الخادمة ' وجيدة ' كبيرة خدم هذا القصر، والتي تجمعها علاقة وطيدة مع السيدة سوزان، وضعت وجيدة كوب من الشاي الأخضر علي طاولة مجاورة لـ مقعد السيدة سوزان وهي تهتف بمرحها المعتاد:-
_احلي شاي اخضر لأحلي ست في البيت
ابتسمت سوزان لمرحها بسمة وقورية مازال فيها حزناً لم ينضب، تحاول ان تنزعه عنها وجيدة بلا كلل او ملل، فسنوات عمر وجيدة التي تتعدي الأربعون لم تنجح في جعلها تتخلي عن مرحها ونشاطها الذي امتازت بهم منذ طفولتها لحتي هذا عمر، ولحبها لـ السيدو سوزان هي تكرث كامل مرحها نحوها هي، لتحاول ان تضحكها ولو قليلا، فـ بـلا فماً مبتسما تنعص الحياة بلا شك وتتحول الي كأبة لا مفـر منها ..
هتفت سوزان وهي تأخذ جراب نظارتها من علي الطاولة وتقوم بفتحه:-
_منال مصحيتش ؟
وجيدة مجيبة عليها:-
_لا ياسوزان هانم، دور البرد اللي وخداه كان قوي والدوا اللي اخدته باين كان في نسبة مهدء، فـ دا مع دا خلاها تنام من الساعة عشرة امبارح ومتصحاش لدلوقتي

" بنّي سليمان ' ملحمة شياطين الأنـس ' لــ زينب سميـر "Where stories live. Discover now