الفصل الخامس عشر، علي ناصية المقصلة

657 25 4
                                    

الفصل الخامس عشر، علي ناصية المقصلة
علي ناصية المقصلة، تكون الحياة مستحيلة، والهلاك مرير، والكل مظلم.......فلا تهوى بالموت أمنية، فتحلق بك.... علي ناصية المقصلة هناك حكم وجب التنفيذ، هناك روح تغادر
...............
اسطبل الخيل، والخيل في وقت التربيض، والصغير يتابع والكلاف يتلقي التعليمات من الطبيب بشأن الطعام والرعاية ويتابع هو عن بعد، بحواسه الباقية، يكاد الصغير أن يحلق مع الطيور ؤتحرك بجرأة المواجهة هاتفا لابيه : بابا عايز اركب حصان
ووضع يده على طرف يد ابيه، ليله انتباه ، ليبتسم الآخر ويقول : هختارك لك مهر وليد تربيه بنفسك ويكون ملكلك وانت من ركابه
ليكمل متابعه بحكمة : أو ملكه الوحيد، وأشار لأبعد فرس اسود، ضخم الهيئة ولكنه رشيق، يركض برأس مرفوع... ويتلي من عنقه خصلات سوداء من شعره وعيون السوداء تضيف له السحر، وجذبته بشكل كبير، ليتابع الآخر والفرس يرفع حوافره ويكمل في ركضه وسط الجموع قائدهم : دا، شاهين فرس بابا..
لمعت عيناه قائلا : عايز اركبه يابابا...
تجاهل الأمر في البداية، فزداد إلحاح الطبيب، والأب لا يعتاد على تكرار أمره مرتين وقال بصرامة : إيفان انا قولت لا، انت صغير.  ..
ضجر وصرخ في وجه ابيه قائلا : انا عايز اركبه، وععرف، ولو مكنتش اعمي كنت هتشوف بنفسك
حاول التابع إبعاده ولكن أشار بإيقاف مجهوده اوقفته، وترك المحاسب بحاسباته التي يملئها عليه ويشرح الميزانية وكل المستلزمات... نعم لا يري ولكن يسمع ويشعر ويفكر.... لحظة صمت وخوف ألحقت بالتابعين له، ليقول : هات ليه فرس
محاولة اعتراض : بس ياباشا...
غضب سوف يلحق بهم : انا قولت هاتوا.....
خاف الصغير من تغير لجهة ابيه، ظلام عنيه اشتد، كاد يعتذر ويتراجع ولكن سرعان ما اتي الفرس وترك أمامه، ليامر الأمر بصرامة أشد علي الصغير: اركبه
كاد يعترض، ولكنه اكمل قائلا : خلي الاعمي يشوف هتعمل اي
أشار للتابع مساعدته على الامطاء....، لحظة تتابع أن ركض الفرس واصطدم وسقط الطفل شوف يقتل، والأب لم يرمش له جفن، لك يروا به شفقة، هذا طفله الوحيد آخر ذكره، ما تبقي من خلود اسمه، يجز به الي الموت..... لحظات من تراجع الصغير، ولكن تماسك بعناد أمام رغبة ابيه، وركل بقدمه الصغير، علي ظهر الفرس ليتحرك، لينطلق الفرس بسرعة، وازدادت، حاول الآخر التمسك ولكنه إدراك أن الوضع في الانفلات، الجميع مجمد، يكاد التابع يرجوه أن ينقذ الصغير، يظهر الخوف واهتزازه والخيل المدرب سوف يقتله وخاصة بأن شاهين حر ومزاجه متقلب، واستجاب لغضب صاحبه وتحرك في المضمار، واضاق بالفرس، ليخرج من خبايا المارد صوت فور سماعه صوت فرسه المميز : احلقوه....
.... لحث سريع من الرجال ولكنه لم يكن أسرع من شاهين، اهتزت قوة الصغير مع تغير سرعة الفرس تحركاتها ورفعه ساقيه وزاده الوضع سوء وعدم اتزان، وصرخ باسم ابيه في بكاء، لينقطع لجام الفرس، ويمسك بخصلاته في هرع، ليستطيع الرجال السيطرة علي الموقف ومحاصرة الجواد، ليهبط بمساعدتهم، لتهبط الدموع ويتجه راكضا وهو يري أمامه الي ابيه، متعذرا صارخا باسمه ، تسرع خطواته ويفتح ذراعيه، يطفي نيران المارد ويلقي نفسه في أحضانه وسط رجاله وحاشيته باكيا، صارخا بطبيعة، لم يعلم أبويه وعندما علم علم واحدا فقط وبقي الآخر مجهول، والحقيقة لن يعلمها، الا عندما يأذن هو، يتمسك به ويرفع الآخر يده ويرفع جسده، ويناوله الحراس معطفه ليضعه عليه، ويشير لهم بالرحيل، ويضمه في لحظة خاصة ويقبل جبته، والكل ينكر أن الصلب الماضي، هو نفس الحاني عليه الآن، ربما يقسو عليه ليعود باكيا إليه، ويتلذذ بمشاعره التي تحييه من جديد، مشاعره التي تبقيه في الحياة بأمل مجهول، هو لا يعرف موته اب ماذا يفعل، لا يدرك الأمر، لا يفهمه ولا أحد يساعده، يقف يشفق على صغيره ولكنه يحتاج، اجتياح منه يشدو به كل صباح أن يسمعه ويراه وان لم يبصره، يقضي بعض الوقت ان يستمع له، في شيء لا قصة ولا معني ولا أهمية ولكنه يدرك أن له سحر يضيفه في حياته، تمرده، ومكثوه في غرفته والنوم يشكل له سعادة خاصة لا يعترف بها، يسكن بداخله يخشي عليه، أصبح ونسه وونيسه وحياته، ومافقد وما أحيي، يري  الكون كله هو، ولكن لن يخبر أحدا، حتي صغيره الذي غفي..............................

خطايآ المارد، الجزء الثاني من سلسة معزوفة العشق Donde viven las historias. Descúbrelo ahora