الفصل التاسع، بئر الخطايا وجميعا مذنبون

851 24 4
                                    

الفصل التاسع، بئر الخطايا وجميعا مذنبون
فانهض فضوء الغسق يختفي ولا مكان للعودة... وأنه ليس ببئر يوسف ولا انت حليم كيعقوب ولكنك مخطئ ومذنب سقيم في ذنب اخوته......
.................................................
عودته من السهر اقلقتها حتي قالت بشيء من العتاب من فرط خوفها وعجزها عن السؤال خوفاً من غضبه، فهو ليس بطفل، الأسوء في كرم انه حساس احيانا للأمور العادية إذا حدثت ولكنها ستتحمل وقالت : حمدالله على السلامه يا شيخ، جلجتني عليك...
ابتسم قائلا : كنت في مشوار واتاخر شوية
أخرجت من الخزانة الخاصة بالثياب ثوب نومه قائلة بابتسامة : والسهرة كانت فين انهاردة...
أجاب وهو معلق نظره عليها وقال : كنت حدا الخواجة مريو....
تعجبت وعيناها طلبت تفسير، هي قد علمت من الفتيات أن هناك مشكلة شائكة طلب منه الحكم فيها ولكن ماذا يفعل عن ذاك... إلا يعلم أنه من أصحاب السير التي لا يحبك أن يرتبط بها اسمه، وهو قد بلغ منه مقصد الصمت قال : ناوى اسافر. أكمل دكتوراة برا مصر...
دهشت واصابها شيء من القلق قائلة : وهتهمنلي لحالي اهنه...
داعب خصلات شعرها الأسود : هاخدك وكنت بشوف جامعة بتقبل طلبة تعليم مفتوحة عشانك...
أبتسمت في خجل عندما أدركها بالحديث مطمئنا وقالت :  ودلك على كدا...
هز راسه وقال : لينا جاعدة كمان، هعرف منه التفاصيل وهيوصلني بحد عشان لازوم السفر من سكن وغيره...
ابتسمت وقالت بحبور : ربنا ينولك الخير، اعملك شيء...
طلب بتادب : اعملينا حاجة سخنة، يبارك فيكي ربنا...
قبلته من وجنته وهي تنظر له قائلة : يخليك ليا ويباركلي فيك.....
.... ووضعت وشاحها ونزلت لإعداد مشروب ساخن لهم، أغلقت الباب ولكن صوت صداه كان بداخله وهو يتذكر حديث شيخه الذي عهده من ايام دراسته وهو يصفعه بحقيقة لا يتحملها قائلا : من حجها يا كرم، تجبلك بكل عيوبك، هي رادتك بعتلك الأولي، من حجها تشوف حالها وتختار في التانية... " من حقها يا كرم تقبلك بكل عيوبك وهي اختارتك بعيبك الأول ومن حقها تختار وتشوف حالها في التانية"....
...... اغمض عيونه والتفكير يطرق أبواب الحروب لا يعطي له بال، لولا إيمانه لكفر بكل هذا المحن، فجسد اعاقه عن الحياة وحبيبة يخاف من مغادرته عالمه لعيوبه وطفل لن يظفر به، وأشياء أخري من نظرات وهمسات لا يعطيها وقته ولكنها تسلب روحه... بلا اكتراث من هنا حتي اكتمال قوته ليعترف عليه أن يبقي متمسكا.....................................
................... أشرق الصبح وهبط الجميع لتناول فطوره و مع التجمع سأل أدهم بجهل : وسام فين كنت عاوز ابلغها تفاصيل عشان للمستشفي....
صمت لثوان واجابت هدير بشيء من اللؤم عليه أو عليها فقد نسيت أخباره انها عملت في الصباح من الحديث الجانبي للفتيات : وسام ومعتصم اتطلجوا وسافرت امبارح مع خالها " اتطلقوا"....
نظر لها بحزن يلمئ عينه ولم يرفعها لأحد آخر قائلا بصوت جوهري :  لعله خير.....
الجد أصابه الصمت ليقول : فضوا حالكم في جعدة حدنا عشية... وألقي نظرة على حور وقال : عاوز جبل ما تاخدي شيء، تعرفي بالأول شروط العهد يابنت الغالي.... واخوكي العاجل يعجلها...
خانها لسانها فقالت : لو خائف يا جدي انا ...وصمتت في ثوان عندما أدركت الخطأ    ولكنها
أثارت غضب ابيها بالكلمة فهدر بها قائلا : علي فوج يا حور... حاولت الاعتذار ولكن أمره لم يتغير واعتذر لأبيه قائلا : حجك على راسي يابوى عيلة صغيرة متعرفش الدينا.... واخوها الكبير شكله مش خابر ، ان عمك كان الغلطان وركبنا الغلط زمان، وكتر الجتل والعند بيهد في اللي اتبني من سنين حتي لو الأمر مكيدة.... عازواة تطلج تطلج بالاصوال والي شال جربة " قربة" مخروبة هتخر على راسه....
........ وحرك كرسيه ورحل... وبعد ثوان تبتعه سناء واحدا تلو الآخر خرجوا لأعمالهم...........
.......................... هواء الاسكندرية في الصباح يهديك الحياة، وبعض الزحام يعطيك لوحة و الطرقات ترسم قصة والعيون والشوارع والاناس والمواد تعطي حكاية بالف معني.... عيون عرفت المكان بوصف تشبيهي لما رأته في آخر رسالة بينهم، مبني ضخم يكتب عليه اسم عائلة خورشيد والبحر أمامهم بخطوات والمبنى علي الطراز السيتني ولكنه حديث، دخول بخطوات مترددة وسأل من بواب المبني وتأكد من الهوية وصعود منها، لتطرق باب الدور الثاني وصبر أمام الباب لثوان، لتفتح الأخري لثوان وهي تقول لزوجها : ثواني يا مالك هشوف مين من البنات... لتفتح وتقف لثوان تستوعب اللقاء، ابتسمت وضمتها بحب واشتاق قائلة : وحشتني اوى، مردتش لي علي اخر جواب... ونظر لها ولبعض الإصابات الباقية عليها قائلة في توجس وقلق : انتي كويسة، ولكن ابتسامة منها اخبرتها أن كل شيء جيد وقالت : انا بخير متخفيش... وصوت مالك وهو يحمل الصغير بخطواته بطيئة حتي لا يسقط بسبب التواء حركة قدمه قائلا بتساؤل : مين يا زمزم، ووقف متحيرا لا يعلم حتي قالت وهي تدخلها : وسام يا مالك، كنت حكيتلك قبل كدا نسيت ولا اي..
ابتسم لها وقال : اهلا وسهلا، اتفضلي اقعدي البيت بيتك، وانتي خدي محمود وانا هتنازل واحطلكم الفطار...
خجلت الأخري قائلة : مالوش لزوم التعب...
رحيل بابتسامة : مافيش تعب ولا حاجة..
واجابت الأخري من خلفها وهي تتبعه وقد اعطتها الصغير : لا لسا مروقة المطبخ حرام عليك... استني يا مالك....
دقائق وقد وضع الإفطار وقالت زمزم : بيض بالبسطرمة انما ايه، عجب... هيعجبك اوى...
وحملت الصغير تطعمه الحليب : كل يا كوكو... ولكنه ابدا رفضه لمزيد من الطعام...، فاطعمها مالك لانشغالها بالصغير طيلة الجلوس وقالت وهو تبوك الطعام في فمها : فلافل محشية، هات الكبيرة...
و اخذتها تلتهما بتلذذ كطفلة وهو يشرب بعض الشاي بعد تناول بتقول تمزاح وسام : معلش يا دكتور، زى ما انتي عارفة ان الشاي غلط بعد الأكل علطول بس هو متعود...
نظر نظرة جانبية، فقالت بضحك : بهزر الله...
وقال وهو ينهي كوبه : انا نازل، عايزين حاجة...
اصطحبته للباب قائلة : مالك ممكن طلب..
وقف ونظر لها بابتسامة قائلا : اومري...
أمسكت يده قائلة :ممكن تجبلي مكسرات... زى بتوع الأسبوع اللي فات..
كطفلة تحدث والدها فقال بضحك وابتسامة : مربي قرد... اختفت ابتسامتها، فداعب وجنتها قائلا : هجبلك زيادة عن المرة اللي فاتت...
وأضافت له وهو يرحل :  زود البندق... يالا مع السلامة... وأغلقت الباب بهدؤء وقالت لها بحب مجددا :وحشتني...
وأكملت الأخري ببعض السخرية مقلدة  : شكلي مش هعرف احب حد يا وسام.... انا شايفة اخويا اوى... انا محتاجة اخ او اب، بس مش زوج وحبيب.... ولزكتها في ذراعها قائلة : والبت فضلها شوية وتحطه في شنطة وتقعد جنبه...
ابتسمت بخجل قائلة : يوه يا وسام، كنت خايفة من رفض أهله، بس هو حبيبي حبيبي يا روحي عليه
_ ربنا يخليكم لبعض...
و انتبهت الأخري لاصاباتها قائلة : مش هتقوليلي في أي...
صمتت لتنتبه الاخري لاختفاء خاتم الزفاف الخاص بها وقالت  بصوت قلق، ينادي وهو يحارب احد المخاوف : وسام...
ابتسمت الأخري بشق الأنفس، بجرح الهوى، بمنتصف القلب وقالت : اتطلقنا....
لعب الصمت لحظة واختفي حينما قالت : في أي وقت كنت محتاجة وقت بعيد أن أي حرب، بعيد أن أكون وسط لعبة مين يثبت انه الأقوى وانا من حق مين اكتر، كنت محتاجة اعيش لوحدي... فترة أو وقت أو عمر مش عارفة، بس انا عرفت ان وجودة جنبه مسبب خطر ليه ووجع ليا... مش هتحمل اعيش لو مات بسببي، لذا العيون بترملي كل الشر اللي بيحصل في حياتهم... وانا واقفة عاجزة ولما فهمت اتوجعت اكتر، مبقتبش عارفة ألوم حد ولا ألوم اهلي ولا حتي نفسي، ياريت الباشا قتلني...
عقبت زمزم قائلة : أظن انتي بالنسبة ليه كارت انتقامه... ولو عايز ياخد حق لو ليه حق الف مرة هياخده من وجودك بوجعك بوجع غيرك والسبب ان يقرب ليكي ووجع روح اهلك وحزنهم عليكي حتي في موتهم... قصتهم كانت مؤلمة صح!، سألت وراقبت الإجابة التي كانت : قصتهم مؤلمة وموتهم كان غدر....
وضعت الصغير في فراشه وضمتها قائلة : الصبر يا روحي بإذن الله ليها حل.. متزعليش...
بينما سكنت الأخري بدون حراك داخلها يدها والدمع متجمد في مقلتيها.... وأكملت الأخري بتفهم لمصدر الصمت : وجعك..
قطعت عليها السبل وقالت :كرهني.....
....................................................
............
دخل عرفتهم بكل سعادة وهي ترتب بعض ثيابه ليقول عابثا : كنتي خليتي حد غيرك يرتبيها...
وضعت الملابس في الخزانة ومالت عليه قائلة : انت وكل حاجة تخصك ملكي لوحدي يا كوكو... وانزل راسه لتطبع قبلة على خده ويجذبها إليه قبل أن تستعيد وضعها السابق قائلا وهو يرفع الأوراق : غالي والطلب رخيص...
ناولها الأوراق لتفتحها بعدما تحررت منه بشيء من الدهشة، ليخطف باقي انتباهها : الشركة والبيت واي شيء باسمي ليك فيه حق الإدارة ونسبة ٥٠٪
نظرت له بصدمة وقالت بشيء من عدم الفهم، هالة من الارتباك حلت بها : بس دي مخاطرة يا شادي..
تقدم خطوة واحاط خصرها بيده قائلا : انا بحبك وواثق فيك، ومحتاجك جنبي ولو غلطت توقفني، عشان نوصل لحلمي..
نظرت له وانعكاس الضوء على عيناها أعطاها قوة وجمال، أعطاها سحر الذي يطلبه دائما والذي احبه من اول لقاء.... ألقي الأوراق علي أقرب منضدة، فهو بحوزته ملك آخر أكثر قيمة، شيئا يجذبه من الحياة الي الأمان، ينتشله من الظلام، ليبحر معه في عالم خاص، يضع فيه كل خيوطه واركانه يرسم المستقبل والحاضر ويمحو بكل هدوء الماضي، يتقيد بكل بسالة قيود المعركة، هي تجهل الكثير ولكن تعشق أكثر ولكن أحيانا يكون العشق سم قاتل طويل الصبر وفاتك الهلاك.....................
.....................
ايام عادية تمر هي مازالت بنفس اللطف وهو قد اعتاد عليه وربما طمع في المزيد، عشاء هادئ لا يلوثه الا سؤاله الذي فاض من عقله ليقول : لوجين ممكن اسالك سؤال...
.......... فطنت لسؤاله :  كنت مستنية السؤال من يوم جوزانا أو اتفاقنا
الأولي كانت حلوى والآخر عقلم... نظر لها بكامل الحواس واجابت هي بنص عقل : انا معرفش أن كنت بحب مالك ولا لا، انا محستش بغيرة ولا وجع لما اتجوز زمزم، ممكن كان عندي الامتلاك، بس انا محستش انه وحشني، انا رسمت وعملت وبعد ما بعدت عن الصورة قولت لنفسي بعد أيام... فين حب مالك والتحدي... ولقتني بدور على شيء جديد ودي كانت غلطة بابا... مكنش لازم يعودني ابدا اني أمر أطاع... اني لو مطولتش اتحدث أو لما عملت كدا موقفليش... لأني بنته الوحيدة....
أراد من سؤاله مغزى لعله تدركه : يهني انتي في حياتك مشوفتيش غير مالك...
ابتسمت وقد فطنت لسؤاله وقالت : انا في الحقيقة مشوفتش مالك ولا غيره...
وتركته ترمي سهامه في فخ الأمل من جديد... لتظل الانثي صاحبة كبرياء أن ام تسطير عليه يمنح غيرها الآلاف الآلام بدون مقابل... فالبعد في اسؤء الأزمات عدل.........................................
...............
سكنت في إحدي المقاهي وهو يقول : اتمني تكوني مبسوطة...
ابتسمت وقالت : جدا جدا يا حاتم... ومتشكرة على فرصة التدريب وانك كلمت المدير...
خجلت ملامحه وقال : هتقولي لاخوكي...
اومات بالقبول... واكمل قائلا : اشربي العصير.....
...............................................
عائلاتان بينهم نسب واخوة واليوم في نزاع وصراع يفتك بهم، وسوف يفتكم بالحاكم بينهم، ليقول بكل هدوء : يا حج ناصر بنتك مش موافجة علي ابن عمها
هدر الرجل بغضب : هتعمل اي بعاجز يا شيخ.. تصرف عليه ولا تشتغل ليه خدامة طول عمرها وشبابها يموت... مش هغصب بتي لا...
فهدر به والد الشاب : المعروف أن الواد لبت عمه، اي اللي تغير...
فعقب الشيخ : لابن عمها بالرضا يا شيخ...
فاكمل الأب بغضب : بلا كلام فارغ ودلج ماسخ، البن مالهاش غير لجمتها وفلوس وبيت يسترها ودا انا متكفل بيه
فعقب الآخر مقاطعا : متجوزاك هي إياك، وهتعيش ليهم طول العمر...
غضب وهدر الآخر : اتحشم يا ناصر...
فوقف الآخر وقال : لا مش هسكت، وأشهر سلاحه  قائلا : وبتي مش هتتجوز عيل حتي لو الشيخ حكم
..... صوت أعيرة معتصم آخرصتهم وبرفقته جده وهو يقول بغضب : مش مالي عينك ولا حرمة المكان هماكم..، دا عمايل رجالة بشنبات، بس معلش بردك في بيتي... اجعدوا...
توسط الجد المجلس وعلي يمنه كرم ويساره معتصم، وقال لكرم : اي العبارة يا ولدي
فنطق ناصر : بعد ازنك، انا هجولك
هز كرم راسه بياس قائلا :  جول...
نطق بكل غضب : انا و حليم ولاد عم وبينا نسب وعشرة سنين واللي مرضهوش على ولدي مرضهوش على ولده...
نطق معتصم بضيق : كمل يابو الشهامة...
فاكمل قائلا : ربنا رزجه ابتلائه بولد عاجز عن ولدكم هبابة... أخطأ التعبير وأصاب غضبهم بدقة، وانهي في المجمل : وعايز يجوزه لبتي غصب والا كل النسب اللي بينا ينجطع... وانا قولت لا وحتي لو الشيخ حكم ليه...
فقال كرم وهو يتجاهل حديثه الجارح : ومين جال اني هحكم ليهم ، طول ما البنت مش رايدها ميجوزش الجواز.. 
فغضب اخ المقصود وهدر : ويعني انت كنت عملت أكده، احكم زى ما بتعمل يا شيخ.. انا جولتلكم بلاشه
فرد الجد قاطع الحوار : كرم حكم بالحج والشرع "الحق" وجال الجواز باطل وابوها على حج ومحدش يشيل ذنب حد... أما بتنا مش احنا اللي نجوز ولادنا بالغصب يا ولدي واتحشم في حديثك
وأمر الحارس قائلا : الشاي يا ولد...
نظرات ابيه تنهره عما صنع ليقول : انت هتصدجه، انتي عايز تجولي أن بت عمه اللي تجعد مطرح الجمر هتقبل بعاجز وهي جابلة لي مجنونة ولا جليلة عجل.......
وقف معتصم وهو ينهي الجدل : الحكم اتجال، وانا مش هرحم حد يجول لا، شرفتوا يا رجالة...
وأكمل قائلا لحارسه : مطاوع ابدر الرجالة في البلد واي حركة غدر يتصفي أهلها برا البلد... خدلهم طريج
............ لحظات قبل رحيلهم وقال لأخيه   وهو يربت على كتفه : هتزعل من جاهل يا كرم... ولا هتغضب على أمر ربنا...
صمته كان غضب في صمت نظر له يطمنه أن بخير ورحل للداخل وتبعه معتصم والجد، فسأل عن أبيه، فوجده مع إيهاب في الخارج... وادهم سيعود متأخرا اما كرم كان وجهته غرفته كما يفعل دائما وقت الضيق والحزن، لتخرج فتون واخته من غرفة النساء ليقول الجد : روحي طلي علي جوزك يا فتون
قلقت وقالت : حصله حاجة يا جدي...
هز راسه نفيا وقال : لا يابتي روحي اطمني عليه
..... لحظات قبل أن تخطو الدرج سريعا الي غرفتهم، لتججه جالس بصمت فجلست بجواره قائلة : انت زين...
وجدته يحرك خاتم زفافه ونظراته حائرة تتوه بين الحين والآخر فضمته وضمت راسه لصدرها قائلة : فداك الدينا كلها يا نور عيني، مش هسالك اللي زعلك، انا مش هغيب عنك...
قربها الذي اسكت حديثهم عن رأيه أشعل قلبه خوفا من الفراق.....
......................
وقف معتصم أمام ابيه مثل طفل صغير وهو يقول : يعني اخوك مش مخبي حاجة علينا
نفي وهو يهز راسه وقال :  احط حد عليه
نظرة غاضبة اسكتته واسكتت اقتراحه... ليقول الأب : روح ارتاح... ويحلها ربنا...
غادر فقالت الأم : شاكك في حاجة يا يوسف...
نفي وقال : لا، مخابرش اي بس في وحاجة كبيرة كمان.......
..............
.حمدالله على السلامه يا ولد عمي، قالتها وهي في غاية زينتها وهدؤئها وقال : الله يسلمك
فساعدته في خلع عباءته إرتداء ثيابه الأخري، فقال شاكر : تسلملي...
ابتسمت قائلة : سلمك ربنا من كل شر، لينا نصيب فيك ولا هي أخذته كله ومشيت...
صحح لها وهو يرفع سبابته : اللي بيرحل بيرحل لحاله يا رضوانة....
مدحت، فالرجال في اسؤء الأوقات يحتاجون المدح والثناء : طول عمرك سيد الرجالة...
جلس ليتناول الطعام، طلما هي قررت وضعه في غرفتهم : عطر زينة
وهي تضع أمامه بعض الطعام : زينة ومش ناجصها حاجة
وأكملت قائلة بعتاب يلمؤها الغنج : وأم عطر مالهاش نصيبك منك...
حاول تجاهل التلميح وقال : محتاجة حاجة...
قالت بوضوح : عايزة حجي فيك...
اعطها شرارة الانفجار ليقول : هو انا جصرت معاكي...
برزت عيناها بالغضب وقالت :  جصرت، انا مش في حساباتك عشان تجصر أو لا يا ولد العم، وانا مش هقبل بالحال دا بعد أكده ولولا كل منا يشوف حاله طريجه....
انهي طعامه قائلا : جلبك جوى...
صمتت ومالت خصلات شعرها علي وجهها تشاركها العبث، ليجفف يده ويقف أمامه : زعلانة انتي...
لم تجيب بل اخفت وجهها في خصلات شعرها بتحريكه على الجانب الآخر...
فأراد هو إنهاء المعركة، وفالنساء مجرد كلمة، وغضب وتبكي وتصعد النجوم وتنجو وتغرق وتغفو وتفيق وتقتل وتحي بها، وهو الرجل في كل هذا المعارك منتصر...
............ ليقترب منه وهو يجذبها إليه قائلا : حجك عليا ياست الكل...
ابتسمت قائلة : دلوك بجيت ست الكل
وهو يشرع في مهمته ويقربه إليه : مش مرتي
هزات راسه قائلة : ايوة مرتك...
ولعب لعبة كل الرجال، فسحر الكلمات وخاصة الخاصة منها بحرافية ينهي اغلب الخلاف ويكون دائما بغض الاهتمام... وكلا له صورته في اهتمامه... وهو ربحت بادراته بجزء من اهتمامه، ولأول يكون معها بكامله هو كامل القلب والعقل والجسد...
...........................................
في عمله ملئ بالمخاطر، فهو الموزع الأكبر للحوم في الإسكندرية وجودة لحومه تشهدها مطاعم العائلة الشهير، ولكن خطأ في عمله مع الرجال وعراك بينهم طالته أسلحة العمل ومحاولة الفض إصابته بجرح بليغ... فقد علي أثر وعيه وهو ينزف.... صراخ الرجال وتم حمله وغضب من الجد واسراع في النقل وخرج في الكشفي وصراخ بين الأطباء الحالة صعبة والمريض ينزف، أين الطبيب المتخصص لابد من جراحة ... لابد من إنقاذه، غرفة عمليات مغلقة انتظار وصمت وتجول من قبل مساعده وتكم علي الخبر، حتي خرج الطبيب بعد طول ساعات قضاها  والتفاف الجميع حوله ليقول : خير خير يا جماعة سرعة نقله انقذته من أي مضاعفات، الحمدلله الوضع مستقر، يفوق من العملية ونطمن عليه وممكن يروح انهاردة..
قال الجد بلهفة وخوف : بجد يا دكتور...
ربت على كتفه بحنان قائلا :  بجد يا جدي... عن ازنكم.....
لعل في المصائب قصة، تخفيها الايام والحكايا...
...............................................
يتبع ..........

خطايآ المارد، الجزء الثاني من سلسة معزوفة العشق Where stories live. Discover now