الفصل الثامن... بدون إدراة

760 32 2
                                    

الفصل الثامن... بدون إدراة....
بدون إدراة تسلب الايام ما تريد، نقاوم احيانا وأحيانا ولكن في كل الأحوال نحن مغرقون....
..............................
عاد متعب من العمل... ونظر حوله ليجد بعض الوجوم سيطر على جدته وفتون، حاول التجاهل، فوجدها تهبط السلم بهدؤء وصمت... تبدو أفضل حالا، هي من عدة أيام تتجاهله وتتقوع في غرفتها بدون عودة... اشتاقت عينه لها وهي صامتة، وقفت أمامه قائلة : معتصم حابة اتكلم معاك...
هتفت الجدة متساة : استهدي بالله يابني..
نظرت لها بحسرة قائلة : انا جيت هنا بلعبة وأظن وقتها انتهي
فطن عقله للحديث، وغضبت ملامحه، وامسكها من مرافقها وخانه الألم وشدد عليه قائلا : تجصدي صمتت تتحمل ألم قبضته وتحاول الصمود وهتفت قائلة أمام نظر الجميع : طلقني يا معتصم...
الفتت يده ونظر لها بشئ من الصدمة واخفضت ووجهها وثم دخل فاضل قائلا : جهزتي يابنتي
نظر له معتصم بتساؤل، فكانت عيون الآخر المستلسمة خير دليل، سحبها من مرفقها وهمس في اذنها بكل الطوفان بفحيح  ودمر يصيبها بالألم :كل الحب انزرع شوك، ولو اتقابلنا في يوم متسالنيش عنك قبلها....
جمدت عيونها، وانتظر منها اي تراجع، ولكنها خلعت خاتم الزفاف ووضعته في يده ليقول بكل القوة : انتي طالق يا وسام، طالق بالتلاتة.... وألقي خاتم وخاتمه أرضا عند قدمها وصعد غرفته متجاهلا الرحيل، فقد فاض قلبه من الصبر والعذاب، لترحل وليغيب هو بذكريات أخري... تعب من الانتظار والخامس والحروب، فقد الأمان وهي لم تكن ملجأه، تصعد به عنان السماء بكلمة وتحطمه بغضب، تغيب وتأتي وهو لا يتحرك خطوة عنها ولا يحيد، كره هذا الحب الذليل، مقسما بذات الله أن مثلما وضعه لينتشاله، وان عادت وأقرت يوما بما يرضاه قلبه فإنه لن يعود... فتح غرفته واستقر فيها وخانته قدمها لينظر للنافذة ويرها ترحل ببطء واما هي نبضها متقطع عينها يملئها الدمع وفاض فور الخروج، ساقطة في الانهيار عارمة فيه، تمسح عبرة فتجود أخري، تضع يدها على قلبها راجية منه الصمت، ترحل السيارة وتغيب ويغيب معها كل شيء... ويبقي الحاجز الأثري الذي أقيم بينهم.......
لمسة من يد رضوانة أطاحت بافكاره وهي تقول : خت الشر وراحت يا ولد عمي....
وأكملت قائلة : اصل الناس أجدام " أقدام" وهي جدمها من يوم ولادتها شؤم....
ليتهرب هو من مغزى متجها لفراشه : لعله خير....
..............................................
دخلت سناء غرفتها وهو تزيل وشاحها ولم تلبس حتي قال زوجها بلؤم : ارتاحتي
كادت تحاول أن تدعي الجهل ولكن فشلت عندما اكمل حديثه : كسرتي جلبهم...
دافعت وقالت : حميت ابني
ذهب بكرسيه الي الشرفة قائلا ببآس : حسبي الله ونعم الوكيل... لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، ونظر لها قائلا : تعرف لولا اني حماكي كنت عملت فيكي اي....
ترجته قائلة : يوسف، انا مش هيعيش عمري خائفة من ابني من الموت، كل يوم يحصل شيء كل يوم بيجرب، جلبك مش بيوجعك عليه رد عليا، انا مش عفشة بس جولتها الصدج، والصدج بيقولوا انها لو مبعتدش هتكون سبب في موته...
احتار حاله ونظر للفضاء بحزن شديد، لا يستطيع أن يحطم خوف ام ولا ينقذ بقايا عشق، ربما الك الرصاصة التي أوقفت حياتها أن لم تصبه، لصنع أشياء توقف الآلاف من الأشياء التي تختبي وراء الستار.... ربما لهم عودة وبداية أفضل... وربما هذا النهاية.................................................................
.................................
لم يعد الي المنزل منذ أيام، فاستغلت انشغال العائلة مع حور، وتخطيت القصر ورحلت للمزرعة ولكن بعد الغروب كان الأمر ليس بكل الجود، لتقف أمام الحراس قائلة : هو أدهم موجود...
نظر لها مستنكرا قائلا :  اسمه سيدك أدهم وبعدين انتي مين يا حرمة...
ليأتي خليله قائلا وهو يصيح فيه : اسمها ستك هدير يا بجم، خير ياست الكل في حاجة... مش
قطعت باقي حديثه : عايزة ادخل... هو أدهم فين..
أشار وهو يقول : جاعد في استراحة استطبل الخيل........
تقدمت وتبعها لتقف خلفه وليبتعد هو قليلا لتقول : قولت انت مش بتجي، اجيلك بنفسي
فزع من سكونه وهو يراقب السماء في تيه، لينتفض من مكانه مندهشا، ويأخذ أنفاسه بذهول قائلا : هدير، ايش جابك... هنا ودلوك....، وأشار للحراس قائلا بشيء من الغيرة : روح... وخلي الرجالة تاخد راحة... 
فهم قصده واذعن له وهو يهز راسه وغادر، لتجلس هي وينعكس على وجهها ضوء القمر الذي غمر المكان، وقالت : لدرجة شايل في خاطرك مني
غضبت ملامحه وهو يرفع وشاحها الذي سقط واظهر خصلاتها الشقراء المميزة : هدير جومي، مش مكانه ولا ساعته ...
رفضت غضبه وقالت برجاء : خلاص ارجع مكانه في بيتك، ويكون للحديت مكان ووجت "وقت"
نفض يدها عنه قائلا : مش عاوز...
امسكت بها قائلة برجاء : عشان خاطري يا أدهم، الزعل بينا طال وأنا محتجالك وربنا عالم، اني في بالي وحشتني وليل طويل ويومي حزين من غيرك، انا غلطت وبس والله في حاجات لازم تعرفها شوف الصورة كاملة يا ولد العم....
حاول التقدم عنها بخطوات وأدار لها ظهره، وقال : اللي شوفته بعيني مالوش غير معني واحد يابت الناس....
غضبت وقالت وهي تحاول الرحيل من هذا الصراع قبل أن تنهار باكية، شعور الرفض سقيم وقاتل : لا في، في أن عندي  الجلب وانت خابر " القلب" وبسببه مش هجدر بسببه اخلف جبل ما الدكتور يأذن ويقول إن مش خطر عليا... في انك مكنتش عاوزة اجولك عشان متحسش أن مرضي هو اللي هيحرمنا من فرحة انك تكون اب وقت ما تحب... وحاولت الرحيل باكية ولكنها اوقفها وهو يلؤم على حاله طول العقاب وقسوته، وضمها إليه يمنعها من البكاء ولكنها لم تتوقف عنه وضمته بشدة وزدات من بكائها، فقبل رأسها بلطف قائلا : خلاص حجك عليا..
لتقول وهو تبكي وتقاوم التزايد : والله ما بكذب عليك، تجي معايا للدكتور اللي تحبه ياكدلك...
ليبتسم قائلا : يبجي معايا الليلو سماه ونجومه وجمره "وقمره" واروح لدكتور... بردك...
ابتسمت وقد صبغت وجنتها باللون الأحمر وأعطت مظهرها مظهر طفلها في العاشرة تبكي على عصفورها الفقيد : يعني هترجع معايا.. 
ضمه إليه قائلا : في كلام كتير كنت ناوى اجوله، وضحك قائلا : عملنا عشاء اي انا جعان.؛.
و أكملوا همسهم حتي خرجوا وسط بعض الضحك، ليهتف احد الحراس : يا بخته...
لينهره آخر : اتحمش يا بغل....
هز راسه في قطن :اتهببت... بس بالهوى علي صوتها وهو بتسأل على صوتها كروان...
ليهدر به آخر : اتحمش يا هباب الطين، لو حد سمعك وبلغه هيجطع خبرك.. " هيقطع"
ليهمس في داخله : عنده حج "حق"...
..................... .......................... ................
تهتم اختها بزينتها قائلة : كذا خلصنا انتي جاهزة
اومات قائلة : جاهزة...
أكدت اختها قائلة : لو تعبانة هنبلغ الباشا و
قاطعتها وهو تقف : يالا ننزل.  
هزات رأسها بقبول، واصطحبتها للأسفل، ليعبر احد الحضور بإشارة عن حضورها فور وضع الشربات قائلا بثقة : فال حلو يا عروسة...
وبين مباركات من الأهل ولقاء معجل بين أهل العريس، ليهتف الباشا قائلا : غسان الشامي، عريسك يا عروسة....
ابتسامة منه ونظرة صامتة منها، ليكون هناك قصة بلا ختام. ................
........ ........
تجمعاتهم معا تبدأ بالمزاح وطول الحديث لتذهب ترنيم قائلة : هدخل انام عشان الكلية وانتي مش ناوية تحضري يا اخت زمزم
قالت بحيرة : هاتلي بس المحاضرات، وهحاول اعوض اللي فاتني
تملكها النعاس قائلة : خلاص هشوف بكرا الموضوع ده... تصبحوا على خير..
وقالت  زمزم فور رحيلها : تفتكري الشب اللي اتكلم عنه هيكون كويس
حزن رأسها بحيرة : معرفش والله، بس اتمني انه يكون كويس... واتمني العائلة توافق عليه
أنهت زمزم الأمر قائلة : خلينا في وقتها نفكر ونشيل الهم..... وسكنت لدقائق وقالت : سلمي كنت عايزة أسألك علي حاجة...
ابتسمت قائلة : كمن حاسة قولي
فركت يدها قائلة : تعرفي اي سر العلامات اللي علي ظهر مالك..
وجم وجهها في برهة واختفت منه ملامح الحياة، واخفضت عيناها قائلة بتساؤل : مالك حكالك
ردت دون تفكير : لا انا شوفتها بالصدفة
ملجأ للهروب من الحديث قطعته سريعا وقالت : صدفة، مش انتم متجوزين برضو
انتبها الخجل والقلق وقالت : احنا أخذنا شوية وقت نتعرف على بعض بصورة أشمل فاهمني
غمزت قائلة : انا عارفة كل حاجة
صدمت وقالت : هو مالك حكالك حاجة.
نفت قائلة : لا محكاش بس انا عارفة من زمان انه بيحبك واكيد هيدكي كل الفرص لحد ما تقربوا من بعض...
ابتسمت قائلة : بجد
ردت الأخري بهدؤء : مالك امين مش بيحكي أسرار لحد ما بالك أسراره، وهو بحبك واكيد مستني منك خطوة لو بتحبيه أو بداتي هو انتي بتحبيه بجد يا زمزم!؟!
هزات رأسها قائلة : ايوة بحبه أو حبيته لقيت فيه كل الي كان نفسي فيه وزيادة حسيته اب وأخ وزوج وحبيب وسند وعايز أقرب منه مش عارفة، عايزة طريقة تسهل عليا الموضوع وخصوصا انه سايبه ليا...
_ الموضوع هيبقي جديد عليكي وصعب لخوفك يا زمزم بس يستاهل ومالك أظن أنه يستاهل تحاولي وهو بس يحس خطوة رضا منك هيقدملك بلاد قرب، وقتها كل حاجة نفسك تعرفيها هو هيقولها ليكي... ماشي...
اومات قائلة : ماشي..................
.........................
جمعتهم الصداقة و ظلت بينهم الايام ليقول أحدهم : ياه يا مجدي انت عبيط يابني يقول اي لمراته
أجاب الآخر قائلا : يقول الحقيقة من حقها تعرف
يا عزت
ليضحك قائلا : انت عايزة تدمر صورته قدام مراته صح وتفتح باب الشيطان بينهم
اجابه قائلا : شادي لازم مراتك تعرف بمرضك، طلما هو مش هيمنعك من الخلفة ومع الأدوية كل المشاكل هتتحل.
ليهتف الآخر قائلا :  طز كل الكلام دا في الهواء، هتسمعي كلامي ولا كلامه... بقولك اهو انا ماليش دعوة بأي حاجة بعدها متجيش تشتكلي
نظر لهم بحيرة عقله مشتت، ظل منهم علي صواب والأكثر صوبا لكبربائه كان الكذب.....
............................................
يتبع... "  هنعوض الايام الجاية ببارت كبير وجامع كل الشخصيات، نشوفكم الجمعة :+"...

خطايآ المارد، الجزء الثاني من سلسة معزوفة العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن