شخص فريد من نوعه

231 26 3
                                    

كان يسير في ذاك الممر الطويل لإحدى المستشفيات و تحديدا نحو صديقه الذي بدى الحزن منتشرا على ملامحه
ميدوريا و هو يضع يديه على كتف رفيقه في محاولة بائسة لتهدئته:كيف حال كاي تشان
باكوغو بنبرة هادئة دون المعتاد و كأنه يتحدث رغما عنه دون ان يزيح بناضريه عن الأرض:لقد حاولت الانتحار للمرة الثالثه منذ استيقاظها... لا تقلق... لم يصبها مكروه
ديكو:لا تقلق عليها ستكون بخير فكاي مثلك تماما...قوية و باستطاعتها تجاوز كل محنها
باكوغو و هو يحاول كتم صراخه:انها ك.. كل ما تبقى ليييي لا يمكنني... لا يمكنني حتى تخيل فقدانها...-ليكمل مخفيا وجهه حتى لا يرى احد القطراة التي انزلقت من عينيه غصبا عنه-لقد باتت كمن لا يود العيش-قطب عينيه ليكمل بالم شديد غزى وجدانه-تلك الطفلة المدلله... لا يمكنني العيش من دونها.... 💔-هدئ قليلا و قد تمالك نفسه ليكمل-ماذا عن ابنك
ديكو بصوت حمل كل هموم الدنيا:لا تقلق عليه لقد شفيت كل جروحه و لكن لسبب ما... هو في غيبوبة لا احد يعلم... اجلها و لكنني... أنا اثق به
باكوغو و هو يشد على قبضته:انا لن ارحم ابناء العا***ة على ما فعلوه بهما
**************
كانت تجلس على ذلك السرير الأبيض بعينين خاويتين لا تبديان اي مظهر من مظاهر الحياة كانت تحدق الى اللاشيئ و كأنها فقدت وعيها في وعيها مرة أخرى لقد حاول والدها و الأطباء الحديث اليها او حتى جعلها تنطق و لو بحرف واحد او حتى تستجيب لهم و لكن دون جدوى فكل ما كانت تسمعه هي تلك الضحكات الماكرة للشخص الذي وثقت به و سلمته مفاتيح قلبها و تقابلها صرخات يوليان... ملاكها يو تشان ذاك الشخص الفريد من نوعه الجهة المضيئة من حياتها فرؤية ابتسامته الطفولية فقط قادرة على جعلها أسعد شخص في هذا العالم البائس و لكن لم تعد تملك سوى الذكريات منذ ان استيقظت هي لم ترى ابتسامته لم تسمع تذمره  من غبائها و تهورها... هل يعقل انها لن تراه مجددا... ان حصل له شيئ ما... فهي و بكل بساطة لن تزيد و لو ثانية واحدة في هذه الحياه...
لتقول بصوت مرتجف:يو تشان أنااا آس... فه آسفه.... لا تتركني بمفردي أنا لا شيئ بدونك أرجوك لا تكن مثلهم و تتركني... لا تكن... مثلهم
ظلام إلتف حول وجدانها بتملّك واضح، وكأنه يحاول إحتواءها باستماته؛
البرد والفراغ ملآ روحها، هي لم تكم نقوى على الصراخ كأنما كانت مستسلمة لذاك البؤسِ الذي تملكها.. إلى أينَ المفر الآن ؟ هل من سبيلٍ لأمانٍ قريب ؟! هل من سبيل ؟!
تداعى ذلك الضلام و هي تشعر بضحكات تتخبطُ بين جدران جوفها الفارغ .. نسماتٌ عليلة تلفح بشرتها  تأخذها من غيبوبتها تلك الى حيث الضحكات الشقية .. ليعرض أمامها مشهد لم تدرِ أنهُ لا يزال مطبوعا بذاكرتها الى زمن حيث كانت البراءة تغلف قلبها الصغير و تحديجا حيث جلست تلك الفتاة ذات الأربع سنوات في الكرسي الخلفي في السيارة المخصص لها
باكوغو الشاب بغضب:كفاك عبوسا...او ستخيفين كل الأطفال هناك
كايا الصغيره بتذمر:لا لن أفعل أنا لن أذهب لذلك المكان فهو مليئ بالأطفال الأغبياء و كل ما يفعلونه هو الصراخ و البكاء لرئية أهلهم
باكوغو و هو يسحبها من السيارت بالقوه:ستذهبين رغما عنكي
كايا و هيا لا تزال ممسكة بباب السياره:لاااا يعني لا اي جزء من جملة لن أذهب لا تفهمه أيها العجوز
ليقاطع شجارهما ذلك الصوت الطفولي:كاااي تشان انتي ايضا هنا
كاي بصدمه: لا لا لاااااا لن أذهب مع ذلك الأحمق اللعين
باكوغو بصراخ:فلتنتبهي لألفاظكي سيطردونكي ان بقيتي هكذا
كايا :خذني من هنا لن أبقى مع آلة الازعاج يوليان ذاك
باكوغو:لقد ظننت انكما رفيقان
كايا بهمس:ان علاقتنا أشبه بكلب شرس و مروضه
****في داخل الحضانه و تحديدا في وقت الغداء***
كان الجميع منسجمين معا ما عدى كايا لقد كانت تحدق بنظرات قاتلة نحو كل من يقترب اليها ما عدا آلة الازعاج كما سمتها سلفا كان يوليان يتحدث و يثرثر عن أمر ما لا تذكره حتى بينما هي تنظر للجدار بملل
كايا:دعنا نتفق على ان نحافظ على مسافة الأمان بيننا
يوليان:و لكنكي ثديقتي الوحيده و ايضا يقول بابا اننا سننسجم معا بما اننا في نفس السن
كايا:لكنني كبيرة كفايه حتى لا أكون هنا لكن ذاك العجوز أبي لا يفهم
يوليان باعجاب:هاااه كاي تشان انتي رائعة جدا
كايا:بالطبع انا كذالك ايها الغبي.... حين تأتي أمي ستفوم بتأديب ذاك العجوز على لئمه معي
يوليان ببرائه:و لكن ماما أخبرتني أن والدتكي لن تعود
كايا بغضب:ان والدتك حمقاء فأمي لن تتركني هي وعدتني انها لن تفعل... انها دوما تقول لي انها لن تترك فراشتها و التي هيا انا... ستعود يوما ما
غزى الحزن قلبها ليمسك الفتى يديها و يقول كأنه رجل ناضج:لكنكي تستطيعين ان تكوني فراشة أي أحد آخر فعلى الفراشة ان تبفى حرة دوما او ستموت
رمشت كايا عينيها باستيعاب لما يقوله رفيقها
ليقاطعهم صوت مجموعة متكونة من ثلاثة أطفال ليقول الأول موجها كلامه لكايا:يقول المعلم ان لكي قدرة رائعه و مبهرجه فلماذا تقفين بجانب هذا الأحمق
كانت ستجيبهم بأن لا علاقة لهم لكن يوليان أمسكها من طرف قميصها و قد طئطئ عينيه البريئتين نحو الأرض ليقول بصوت متوتر: م... معك حق أنا سئذهب... فلتحظو بوقت ممتع
الفتى:أنت مجرد عار على ديكو البطل رقم واحد عليه ان يتخلى عنك في أسرع وقت فأنت مجرد اهانة بالنسبة له كبطل فأنت من دون قوه
تحولت عيناه البريئتان و وجهه ذو الابتسامة الملائكية الى مستودع للحزن حيث أخذت نظراته الخاملة تعانق الأرضية ويديه تعتصر قميصه الرمادي  لتقول كايا و هي في أوج غضبها:اوي أنتم  من سمح لكم بالحديث معه هكذا-قالت ذلك و قد خرجت انفجارات صغيرة من يديها ليفرو راكضين بعد ان نشرت الرعب داخلهم
يوليان بحزن:ش... شكرا لكي كاي تشان
كايا و هي تحدق نحوه بغضب:ايها الغبي لا تسمح لهم بالتنمر عليك ان بقيت ضعيفا هكذا فسيتمادون في أفعالهم... أحمق... و لكن لا تقلق في المرة القادمة سأقضي عليهم
يوليان و قد شقت ابتسامة ضريفة وجهه:هل ستفعلين ذلك لأجلي
كاي و قد وعت عن ما قالته:لا لااا.. م مالذي تقوله فقط... الأمر انك ضعيف جدا و انا لا احب رؤية صديق لي ضعيف هكذا
يوليان و قد اتسعت ابتسامته:هذا يعني انكي تعتبرينني ثديقكي
لنعد الآن للوقت الراهن حيث شقت ابتسامة باهتة وجه كايا لتقول بصوت مرتجف:يو تشان
.... :هااااه وضعكي مزر جدا.... أغيب عنكي لمدة و تصبحين بهذا الوضع المزري... الى متى عليا الاهتمام بكي...
متى يصل الانسان لأقصى مراحل سعادته؟ متى تصل درجات الحبور في قلبه الى أقصاها؟ متى تطلق حناجرنا صرخات لعدم الاستيعاب لشيئ تمناه ان يحصل و حصل؟ هذا بظبط يمثل شعورها في تلك اللحظه و هي ترى ملاكها يقف أمامها لقد ظنت للحظة انها فقدته للأبد و لكنه... حقيقي غمرت نفسها بين أحظانه متلذذة بتلك اللحظه
كاي:يوليااااان أ... أنت. (شهقه) حيييي.... أرجووووك لا تتركني مجددا.... لا لاااا يمكنني العيش بدونك أرجووووك
بادلها عناقها ليقول بصوت حنون :لا تقلقي فراشتي لن أترككي ما حييت

الملاك الشرير (أكاديمية بطلي الجيل الجديد)_مكتمله_ Where stories live. Discover now