فلتعش ما لم اعشه انا

127 10 21
                                    

وكأن ذاك الجسد يجلس ضيفا مرحبا به بين أحضان الصمت الذي يعج بالضجيج المبتئس.
يداعب أنفاسها الرتيبة ليحكي لها عن حكاويِ السكون، ويتخلل بنسماتٍ ناعمة خصلات شعرها الحريري ليثبت لها أنه أنيسها الوحيد...

هي أنثى فاض بها الكلام، فما ملكت سوى أن تستوطن جدران ذاك الصمت بقرار حكمته قوانين الحياة القسريّة

وما كانَ الصمت سوى وطنا اختار الترحيب بها، ليكحّل عيناها بسوادِ الوهن... ويضفي رونقا غجريا على محياها الصارخ رغم رتابة ملامحه.... كانت تفكر في ما جرى ليلة البارحه.... كيف فقدت السيطرة على نفسها و اخبرته بكل ذالك.... لابد انه اشمئز منها بعد ما جرى

ما أوشكت بسمة الغروب على أن تشق ثغر السماء، حتى عكّر صفوَ ذاك الصمت طرقات منتظمة على الأرضية الرخامية ..
لم تتحرك من مكان خلوتها قيد أنملة، بل لم يبد عليها التأثر لاقتحام هذا الدخيل مكانَها الخاص ...
اقتربت صاحبة القوام الرشيق من الصامتة، لتجلس بالقرب منها حيث جلست الى الطاولة
- رينا؟ هل الطعام سيء لهذهِ الدرجة !

رمشت بعينيها حالما طرق مسمعها همسات رفيقتها المتوتّرة, لتسترعي جملتها إنتباهها فترفع بصرها نحو من جلس أمامها بهدوء. تداركت جملتها بعد لحظات لترسم ابتسامة باهته وتجيبها بتساؤل : مالذي تقصديه؟

تمعنت - المعنية بالتساؤل - النظر نحوَ رفيقة جلوسها لتقول بتساؤلٍ أكبر: أنت لم تلمسي الطعام أبدا. كأنه لم يعجبك

سُرعان ما رسمت – الشاردة – ابتسامة أوسع من ذي قبل لتقول وقد اخذت قضمة من طبقها : لا على العكس, ولكنني كنت أفكر فقط.
رفعت اوراراكا حاجبيها لتتساءل بمكر: تفكرين ؟! وهل يضمن نطاق التفكير زوجكي المصون ذاك الأشقر الغاضب طوال الوقت ؟؟

توسعت عينا رينا لتختنق بالعصير الذي كانت تشربه أخذت عدّة أنفاسٍ متداركةً نفْسها – بينما اوراراكا مكتفّة يديها وابتسامتها الماكرة لم تمح من شفتيها – لتقول رينا وهي تنظر إليها من طرف عينها : آخر همي هو ذاك المتعجرف

اوراراكا بنفس وضعيتها :هااااه حقاااا اذا لما التمعت عيناكي اثر ذكر سيرته هااااا؟
رينا:ذكريني لما عليا تحملكي؟
اوراراكا:اوووه هياااا اعترفي
رينا و هي تجدحها بغضب متجهة نحو غرفتها:انتي مزعجة جداا

ظلت تستمع لصوت صديقتها المتذمره... لقد كشفتها حقا... فتحت باب غرفتها و قد عادت لشرودها و هي تحدق نحو اللا مكان بينما ينسج عقلها خطة جديدة لكن ما أبعدها هذه المرة هو صوت هاتفها المحمول, وقد علمت بهوية المتصل..
قطبت حاجبيها وهي تنظر للأسم الذي تراقص على شاشة هاتفها كأنّ ذلك الاسم أعادها للحظات مرّت عليها وأجبرتها على القبول بأمر باتت مكرهة عليه..
لتجيب على المتصل بصوت هادء حمل نوعا من السخرية:لقد كان هذا سريعا رينيه
رينيه:بجديه هل نسيتي تهديدكي لي بقتلي ان لم يجهز طلبكي في الوقت المناسب... و لكن هل انتي واثقة من قراركي هذا
رينا بابتسامة ماكره:كفاك ثرثرة متى سأستلمها

الملاك الشرير (أكاديمية بطلي الجيل الجديد)_مكتمله_ Where stories live. Discover now