𖠌 ᴘᴀʀᴛ2𖠌

54 4 0
                                    

لم يستطيع خالد تمالك أعصابه و أبعد عمر عن ملك و لكمه في وجهه..
ظهرت علامات الدهشة على ملامح أسيل و ملك..
أبعدته ملك عن عمر و ذهبوا، ركبوا السيارة و ساد الصمت لفترة طويلة من الزمن...
كان خالد في صراع مهول بداخله، كان يفكر لماذا لم تأتي؟؟ و عن اي مستشفى كانت أسيل تتحدث؟؟ لماذا لم تظهر عليها علامات الدهشة أو الشوق عندما رأته؟؟ ماذا حدث؟؟ هل هي ملك حقا؟؟
أسكتت ملك تساؤله بكلامتها التي إحترقت قلبه دون رحمة
قالت في خجل :
" أنا أسفة أوي علي اللي عمله عمر، أنا ملك أتشرفت بحضرتك!!"
قال خالد لنفسه :
" انا عارف انتى مين، بس ازاي انتى مش عارفه أنا مين يا ملك؟؟!"
نغزته أسيل ليرد على ملك في تلعثم :
" و الله.. ده شرف ليا... أنا خالد!"
سكت خالد قليلا و كان يريد أن يسأل أسيل عن كلامها الذي قالته و عن أي مستشفى كانت تتحدث..
قالت أسيل لتلطف أجواء اللقاء :
" خالد ده بقا يا ستى قريب أحمد فاكرة أحمد و لا مش فاكراه؟؟ "
إبتسمت ملك في ضيق :
" و الله أنا مدايقة أني مش فاكراه موضوع الحادثة ده بقا خانقني!!"
إتسعت عيون خالد و قال دون ان يشعر :
" حادثة ايه؟؟"
ردت أسيل :
" ملك عملت حادثة من سنه و كانت حادثة صعبة أوي كان في جروح كتير في جسمها و كدمات و كسور كان كل الاطباء بيقولوا أن أمل النجاة قليل بسبب الغيبوبة اللي دخلت فيها علشان طولت أوي بس لما بدأت تتحسن و صحيت الدكتور قال أن عندها فقدان زاكرة جزئى فا مش فاكرة غير حاجات قليلة يعني سنتين من حياتها مش فكراهم "
فرمل خالد بسيارة و نظر لأسيل و قال بقلق :
" نعم يا أختي؟؟ "
" سنتين؟؟ "
رفعت أسيل حاجب عن الاخر و قالت :
" ما لك أتخضيت كده ليه يا أخويا، انت تعرفها و لا أيه؟؟ "
نظر خالد لملك و من ثم أكمل طريقه و لم ينطق بأي شئ حتي وصلوا..
كانت ملك تفكر في ردة فعل خالد المريبة و قلقه الذي كان ظاهر ظهور الشمس
قالت في نفسها :
" هو عارفني و لا أيه، و بعدين هو أنا حسه بحساس غريب كده ليه، معقولة يعرفني و لا ايه، تعبت عايزه أفتكر!! "
عادوا إلي منزل أحمد، و لم يستطيع خالد أن يبعد عيناه عن ملك كان يريد أن يتأكد انها هي و ليس أحدا من مخيلته، و لكن فقدانها للزاكرة كان خبراً قايساً على قلبه
كلما نظرت ملك بإتجاه خالد تراه يتأملها، رغم أنها لا تحب أن يحدق بها أحد و لكنها لم تشعر بالضيق ابدا كانت تبتسم فى وجهه كلما نظرت له و تلاقت عيناهما...
إنفض المكان من الأصدقاء و تبقي خالد و أحمد و أسيل و ملك..
قالت ملك :
" و الله يا جماعة كان يوم جميل جدا و فرصة سعيدة يا أحمد أنت و الاستاذ خالد!"
ضحك أحمد بعفوية و قال :
" أستاذ أيه يا بنتى ده يدوب اكبر مني و منك بسنتين مش كتير يعني!!"
إبتسمت ملك إبتسامة خفيفة و قالت :
" فرصة سعيدة اوي بجد،. أنا لازم أمشي بقا!"
إستقام خالد من جلسته و قال بسرعة :
" و الله و انا كمان لازم امشي، تعالي و أوصلك في السكة معايا"
نظرت له ملك بتعجب لسرعة رده و لكنها قالت في لطف شديد :
" لا مش عايزه أتعبك معايا!"
"يا ستي و لا تعب و لا حاجة يلا بينا بس علشان ما تتأخريش، اكتر من كده!!"
لم تستطيع الرفض مع إلحاحه المستمر علي إيصالها، ركبوا السيارة و اثناء الطريق كان خالد يفكر في فكرة ليحاول مساعدتها علي تذكره..
تذكر أول مرة قابلها و قامت بتشغيل الاغاني و غنت و هي تقود السياره
قال خالد :
" أشغل أغاني؟؟ "
" يا ريت اوي بس انا بحب... "
قاطع كلامه دون ان يشعر بنفسه قائلا :
" بتحبي اغاني اصالة عارف!!"
نظرت له ملك في دهشة و قالت :
" عارف منين؟؟ خالد أنت تعرفني؟؟؟"
ظل خالد يلعن نفسه علي ما قاله و لكنه ظن أن من الافضل أن تعلم بنفسي و تتذكر، لم يريد أن يخبرها بأي شئ..
قال :
" أصل أسيل ما ورهاش غير أنها تتكلم عليكي فا في مره قالت أنك بتحبي أصاله أوي!!"
إبتسمت ملك و قالت :
" ديه حقيقة فعلا أنا بحب اصالة أوي! "
قام خالد بتشغيل الاغنية التي غنتها يوم لقائهم، و ما هي إلا دقائق و كانت ملك تغني مع أصالة و خالد يسترجع الذكريات و لا يعلم إلي الان أي نوع من الذكريات هذه هل هي حزينة أم جميلة..
قبل أن يري ملك مجددا كان يراها سوداوية الجمال و بشعة الفراق مثل فراقها..
قالت ملك بعد إنتهاء الاغنية :
" معلش يا خالد ممكن نقف علي النيل شوية مش عايزه أروح البيت!!"
" و أهلك؟؟"
" ماما و بابا ماتوا و انا حاليا عايشه لوحدي بس عمر و عيله عمي يعني عايشين في الدور التاني!"
" بجد والله ما كونتيش عارف، أنا أسف!!"
" عادي كلنا مكتوب لنا الموت!!"
نظر خالد لعيون ملك التي تبدو عليها الحزن و كان يشعر بالخجل لعدم معرفته هذا سابقا و لكن خطر في باله لما لم تخبره بهذا من قبل..
أوقف خالد السياره و فتحت ملك الباب و وقفت تتأمل مياه النهر الهادئه و النجوم المنتشرة في السماء..
جاء خالد من خلفها و قال:
" البحر أحلى فيه روح و حياة أكتر!!"
" أيوة فعلا بحس بشغف لما بروح مرسي مطروح او الغردقة و قعد علي البحر!"
" مش بتنزلي البحر و لا ايه؟؟"
إلتفتت إليه و نظرت في عيناه و قالت :
" بخاف يا خالد، انا اكتر إنسان بيخاف!"
" بتخافي ليه؟؟"
نظرت مجددا للسماء و قالت :
" بقيت بخاف من كل حاجه بسبب اللي حصلي مع شخص كده كنت بحبه! "
نظر لها و علامات الصدمة تملأ وجهه، قال في تلعثم :
" ده.. ده مين ده و لا ايه حكايته ده؟؟"
كانت ملك تتكلم في ألم شديد و لكنها تمالكت نفسها :
" حبيت واحد اسمه يوسف و كان المفروض هيجي يخطبني من عمي و بعدين حصلت مشكلة كبيرة أوي بيني و بين عيلة عمي بسبب عمايل عمر و قلقة أدبه معايا فا أخدت شنطي و رحت عند يوسف و لكن لما دخلت البيت لقيت معاه واحدة و طلعت مراته و ما قاليش حصلت مشكلة كبيرة يومها بس اللي أذاني أكتر أن مراته كانت عارفه و انه كان بيستغلني علشان كان ناو ياخد فلوس ابويا اللي في البنك!! "
قال خالد في نفسه قبل أن يقول لها اي شئ :
" لو ما كنتيش فقدتي الذاكره كنتى هتقوليلي و لا لا يا ملك؟؟ طب ليه ما قولتيش اي حاجة من الحاجات دي في الشهرين اللي كنت معاكي فيهم؟ "
أمسكت ملك بيد خالد و قالت و هي تنظر له :
" انا دوشتك معلش بس مش عارفة يا خالد من اول ما شوفتك و انا حاسه أنك حز قريب مني بشكل غير طبيعي، حسيت أني اقدر ارمي نفسي في حضنك من غير ما اقلق منك و لا من انك هتئذيني!! "
ضمها إلي حضنه و قال و هو يربت علي شعرها :
" يا ملك إستحالة أذيكي، أنتي بتقولي أيه بس و بعدين انا هفضل جنب علي طول!! "

̨ا̍ڵــ؏ــٰٱ̍ڜــڦ ۛ ּو ا̍ڵــمۘــٿــمۘــڕڗۃWhere stories live. Discover now