الفصل السابع والعشرون

964 90 9
                                    

كان الوحش واقفاً خلف رافييل بقامته الضخمه المهيبه ..وجناحيه الذين امتدا الى السماء ..كان مهيباً مرعباً!!
الا ان رافييل هذه المره لم يعد خائفاً ..لم يُخيفه ظهور الوحش خلسهً خلف ظهر ..لم يعد يخيفه شيئاً بعد الان!!
ابتسم الوحش ابتسامه اظهرت انيابه الحاده وقال بصوت خشن ثقيل:
-(كنت اعلم انك  ستعود..كنت على يقين بذلك )
ضيق الوحش حدقه عينيه الحمراوين و أضاف :
-(هنالك شئ ما تغير !هالتك اصبحت اكثر ظلمه من ذي قبل!لم ارى شيئاً كهذا منذ زمن طويل!)
قال رافييل بتعجب:
-(وماذا يعني هذا ؟؟)
مد الوحش يده نحو رافييل واشار بمخالبه قائلاً باللهجه فيها الظفر و الانتصار :
-(هذا الامر لايعني الا شئياً واحداً..الانتقام العظيم)
تسأل رافييل قائلاً:
-(كيف ستعطيني قواك؟؟)
رد عليه الوحش ببساطه :
-(كل ماعليك هو اعطائي قليلاً من دمك على كفي)
ظهرت علامات التساؤل على وجهه رافييل من رد الوحش..قال رافييل ليشبع فضوله:
-(كيف سيعطيني هذا قواك؟؟)
قال الوحش:
-(حسناً..بمجرد ان تعطيني دمك سأشربه! ثم ستقسم لي بأعطائي الانتقام الذي جئت من اجله!!)
اضاف:
-(بقسمك هذا ستجعلني اتغذى على الغضب  والكراهية التي بداخلك وانت ستحصل على انتقامك المطلوب وبذلك كلانا فائز )
نظر رافييل للوحش للحظات..ثم قال بهدوء:
-(هل هنالك شي لم تخبرني به فلاد ؟)
رد عليه الوحش وهو لايزال مبتسماً:
-(انت حقاً ذو فطنه و ذكي..هنالك عواقب لهذا الامر!)
اضاف:
-(بعد اعطائي لك قواي سيتحتم عليك الموت!!)
قال رافييل بصدمه:
-(الموت؟؟لماذا؟)
قال الوحش:
-(انها طبيعتي ..لدي ثواب وعقاب..الثواب الذي ستحصل عليه الانتقام و عقابك هو الموت..بعدما اصبح في جسدك ستصبح قواي لديك ولك حريه التصرف بها  في المقابل عند موتك سأخذ جسدك لأستطيع العيش به)
سأل رافييل :
-(ولماذا تريد جسدي؟؟)
صمت الوحش في البدايه ثم قال :
-(كما تعلم انا وحش ملعون ولعنتي هي البقاء هنا ابعد الدهر ..لذلك احتاج الى وعاء-جسد بشري-للخروج من هنا )
صمت رافييل لفتره..لم يقرأ هذا الجزء في الكتاب مما جعله في حيره ..كان الوحش فلاد قلقً بشأن قرار رافييل فهو تذكره خروجه من هذا العالم الذي وضعه القدسيون اللعناء اذا لم يوافق رافييل فأنـ..
(انا موافق!)
اتسعت عيني الوحش بصدمه..لم يتوقع سرعه استجابته!
-(لقد سئمت من حالتي هذه..لم اعد اريد الذهاب الى النوم وانا خائفاً من الغّد ..الهرب لم يكن يوماً من صفاتي !)
قالها رافييل وهو يحدق بيده وهو يشعر بعجزها:
-(انا..انا اريد هذه القوى..اريد الانتقام من الاشخاص الذين اتعبوني و تسببوا بإلامي..اريدهم ان يتوسلوا لأجل حياتهم..اريد ان اشعر بالمتعه اثناء رؤيتهم يتألمون!)
ثم قبض يده ورفع نظره نحو الوحش وقال ببتسامه واثقه:
-(الجميع..دون استثناء!!)
ضحك الوحش بصوت عالً مما جعل الاشجار تهتز و الغربان تطير نحو السماءالمظلمه وهي تنعق..
قال الوحش وقد ارتعش من شده السعاده:
-(نعم..هذا ماكنت  انتظره منذ ملايين السنين!!هذا هو  الشر الذي تمنيت الحصول عليه ..هذا ماخُلقت لأجله
انت من ستدُب في قلوب الاخرين الرعب و تعيِث في ارضهم الفساد و ستجلب الفوضى اليهم !!)
دنئ رافييل نحو الارض والتقط قطعه من الحصى حاده الزوايا فجرح بها باطن يده لتسيل الدماء منه.. 
ثم قال بمكر:
-(اذنً هل نبدأ؟)
مد الوحش مخلبه نحو يد رافييل النازفه و تساقطت بعض قطرات دمه على كف الوحش الكبيره ..وجهه الوحش يده نحو فمه ونظر بتمعن لقطرات الدم الحمراء القانيه الدافئه بظفر!
فتح الوحش فكه ليكشف عن صف من الانياب الحاده ليخرج لسانه ويلعق قطرات الدم التي كانت على كفه ..
اغلق عينيه للحظات وكأنما يستمتع بمذاقها داخل فمه قبل ان يبتلعها!
نظر رافييل اليه للحظات وتسأل بداخله:
-(هل يكذب علي؟مابه لا يتحرك ساكناً؟؟هل من المعقول انه يخـ...)
انقطع حبل افكار رافييل عندما شعر بأنقباض بقلبه..!
وضع يده نحو صدر وسقط على ركبتيه ..
-(ما الذي يحدث لي؟؟!)
قالها رافييل بصوت مخنوق وهو ينظر الى الوحش الذي لا يزال على وضعيته الاولى معلقاً بصره نحو السماء!
بدء رافييل بالهاث وكأنه كان يعدو!
نبضات قلبه تزداد سرعه !
شعر رافييل ان جسده يغلي مثل مياه ساخنه !
لماذا تخرج انفاسه بشكل بارد؟
-(تباً لك ماذا يحصل لي؟؟!!)
شيئاً فشيئا شعر رافييل وكأن قلبه يصارع للخروج من صدره!
سقط رافييل على ظهر وصرخ بشكل قوي من شده الألم!
حاول الاستنجاد بأحد لكن صوته بدء بالخفوت و احس ان جسده بدء بذوبان وكأنه قطعه سكر داخل كوب من القهوه..
نظر الى مكان الوحش وكانت المفاجأه ؟!
لقد اختفى !!
وكأنه لم يكن شيئاً!؟
اين ذهب؟!
بدء رافييل بالاستسلام و اقتنع ان جسده بدء بالاحتضار!!
نظر الى السماء القاتمه للمره الاخير..!
ثم نظر الى القمر الذي تربع في عرش السماء ليعطيه مظهراً مهيباً وكأنه يراقب احتضار رافييل ببطء..!
وقد تلون بلون الدماء الاحمر ليبدوء مثل محارب قاتل في معارك كبيره..
-(القمر الاحمر..انه جميل!)
قالها رافييل بصوت عميق و هادئ وكأنها اخر كلماته ..واغلق عيناه!!
القمر الاحمر..انها علامه النهايه!!
كل عام وانتم بخير🥺✨

المُطارد Where stories live. Discover now