الفصل السادس والسبعون

371 40 13
                                    

بينما كان في عالم اخر..تفاجئ من توقف والدته..نظر اليها..لماذا توقفوا بالقرب من الغابه المحظوره؟!
قال لوالدته :
-(امي ..لما توقفنا؟)
كانت إليانور تنظر للغابة بصمت غريب؟
كرر رافييل سؤاله وهو ينقر على كف والدته:
-(امي.. لما توقفنا هنا..هل هنالك شئ ما؟)
رد عليه إليانور دون ان تنظر إليه:
-(لقد ..اضعت شيئاً في الغابه..هل تساعدني في البحث عنه؟)
نظر رافييل للغابة المظلمه..ثم نظر للشمس الغاربة في السماء:
-(لكن الشمس ستغيب و..سيكون المكان مظلماً!)
قالها وهو يحاول النظر لوجهه والدته ولكن إليانور كانت تتكلم معه دون أن تنظر إليه:
-(لقد اضعت قلادة غاليه علي..كانت هدية من والدك..سأكون حزينه إن لم اجدها!يمكنك انتظاري هنا وسأذهب للبحث عنها؟!)
نظر رافييل للغابه مجدداً..ثم بحزم قال:
-(حسناً..لنبحث عنها معاً)
سحب يد والدته ليختفوا معاً داخل الغابة..بعيداً عن اعين قد تشاهدهم!!!
قال رافييل وهو يبعد الاغصان الشائكة:
-(في إي بقعه اضعتها؟نحتاج للعوده قبل المغيب وإلا ضعنا!)
كان يكذب فهو يعرف المكان ..قالت إليانور وهي تشير نحو الامام:
-(هناك..عند تلك الشجره الكبيره..لقد تذكرت الان؟!)
افلت رافييل يد والدته وتوجهه نحو المكان المشار اليه..انحنى امام الشجره  وهو يبحث حولها وتحت الاوراق المتساقطه وقد اعطى والدته ظهره..تسأل اين هي؟يجب ان يركز لان القلادة لابد انها صغيره ..لكن قفز في رأسه سؤال؟
لما جاءت والدته هنا اصلاً؟
قال لوالدته دون ان يلتفت لها:
-(لكن امي..لما جئتِ الى هنا من الاصل؟)
لم تكن هنالك إجابه ..التفت لوالدته وهو يقول:
-(اقصد ان هذا المكان خطير وقد تتأذيـ...!)
لم يكد يكمل كلامه لان نصل حاد قد اخترق عينه بقوه لدرجه انه اسقطه !!
سحبت إليانور نصل السكين من وجهه لتنفجر الدماء من عينه رفع يده بشكل دفاعي حاولاً المقاومه  ولكنها انحنت عليه ثم طعنته مجدداً في عنقه!
ثم سحبت النصل مجدداً لتطعنه في صدره!!
ثم سحبت النصل مجدداً لتطعنه في كتفه!!
ثم سحبت النصل مجدداً لتطعنه في بطنه!!
كانت الدماء تنتثر كلما رفعت السكين في السماء لتلون المكان المظلم بالدماء الحمراء !
رفعت إليانور ذراعها لتطعنه مجدداً..لكن ذراعيه توقفت عندما رأت ان جسد رافييل لم يعد يتحرك!!
اسقطت السكين من بين يديها..حاولت تنظيم نفسها المتسارع!!
ثم مدت يدها نحو نحو جثة رافييل الهامدة..مسحت بكفها وجهه رافييل واغلقت جفن عينه المتبقيه  ..ثم نظرت الى جسده الصغير الذي امتلئ بالدماء و بثقوب نصل السكين ..ثم نظرت ليديها ..وملابسها..والمكان حولها.. حتى وجهها تلوث بدمائه!!
ثم ضحكت بجنون..وهي تحاول مسح الدماء منها..لقد قتلت قاتل ابنتها..لقد قتلت طفلها الصغير..طفلها الوحيد المتبقي..لقد انتهى الامر..سيحل السلام في القريه ..لقد انتهى امر القاتل المطارد كوابيسهم!!
نهضت بوهن ..ستعود للمنزل وحدها..وستترك جثة طفلها هنا..وحده ..في مكان مظلم..لتأكله الحيوانات المتشرده!
لكن كان هنالك شئ غريب لم تره إليانور..وهو ان اصبع من اصابع يديه قد ارتجف للحظه!!
ليفتح رافييل الميت عينه ويتلون بؤبؤ عينه بالأحمر القاني الغاضب لتطير الغربان وهي تنعق لتعلن بدء الكارثه!!
كانت إليانور تمشي بلا وعي..فكل ماتفكر فيه هو طفلها الميت الذي تركته في الغابة وحيداً..
من حسن حظها ان طريقها للمنزل كان خالياً من البشر حتى لا يصرخ احدهم خوفاً من الدماء التي كانت تغطيها!
كان قابرييل ينتظر إليانور بقلق..ماالذي يجعلها تتأخر هكذا؟
هل ربما اكتشف رافييل الامر؟!
ثم نظر للنافذة..لقد حل المساء..يجب ان تكون قد وصلت الان!!
سمع صوت الباب يفتح ثم يغلق..لقد وصلت!
توجهه ناحيتها لكنه صعق من مظهرها!!
كانت الدماء تغطي وجهها ويديها وملابسها..بينما حذائها ملطخ بالطين وبعض اوراق الاشجار عالقه في شعرها!
تقدم لها وهو يحاول امساكها:
-(إيلي..مابك؟ما الذي حصل لك؟)
رفعت إليانور بصرها الى قابرييل القلق الخائف:
-(لم استطع ..فكره انه قتلها..رائحه الدماء كانت تفوح منه..لكنني تركته هنالك..هل تعتقد ان احدً سيراه؟)
قالتها بـ تِيه..سألها قابرييل :
-(إيلي..اين رافييل؟)
لم تجبه ..اعاد سؤالها بذات النبره الخائفه:
-(لقد كان معك ..كان يمسك بيدك..اين هو؟؟)
لم تجبه..صرخ قابرييل بينما يهز كتفيها:
-(إليانور!!اين هو الطفل اللعين!؟ما الذي فعلته به!!؟)
ابتسمت بجنون وهي ترفع كفيها الملطخين بالدماء نحوه:
-(لقد قتلته!!)
قالتها..الاجابه التي خشيها قابرييل!!
اكملت بذات الابتسامه :
-(لم..لم استطع حتى النظر لوجهه..فكره ان قاتل ابنتي كان بجواري..بل كنت امسك بيده..لقد طعنته بيدي..حرصت ان يكون ميتاً..كما ماتت ابنتي..لقد تخلصت من قاتل مجنون..لقد تخلصت من ابني!!)
لم يتحمل قابرييل جنونها والهراء الذي تتحدث به..قال:
-(الم نتفق ان تجلبيه لي حتى اقبض عليه!!إيلي هل تدركين ماذا فعلتي؟؟لقد قتلتي طفلك!!)
صرخت إليانور:
-(انا لم اقتله..مالكوم اللعين هو من فعلها..هو من حول ابنه لوحش..وحش تغذى على روح ابنتي!!)
انهارت على ركبتيها بينما الدموع تملئ عيناها..التفت قابرييل حول نفسه بتشتت..امسك رأسه من هول المصيبه التي اوقعوا انفسهم فيها!
قال لها:
-(اين هو؟اين جسده؟)
قالت إليانور بصعوبه من بين دموعها:
-(لقد حرصت..ان يكون مكان موته بعيداً عن أعين ومسامع البشر..لكن اتعلم؟
هو لم يصرخ حتى!!كان يرمقني بنظرات مصدومه..نظرات المغدور المطعون من اقرب الناس له!
نعم ففي النهايه والدته هي من قتلته اقرب البشر له..انا لن انسى عيناه ابداً..لقد قتلته في الغابه المحظوره..ستجد جسده عند الشجره التي اعتدنا الالتقاء عندها!)
ثم رفعت بصرها ناحيته بينما الدموع تتساقط من عيناها:
-(هل تعتقد..ان مافعلته كان صحيحاً؟)
صمت قابرييل..كان سؤالها ملجماً..هل يشكرها لانها تخلصت من قاتل مجنون يقتل الناس بشكل بشع..ام ينهرها على قتل القاتل الذي هو ابنها؟؟
انحنى نحوها ..وضمها الى صدره فهذا اكثر مايحتاجه المرء في حال انهياره و حزنه..قال بهدوء:
-(كل ما سأقوله لك..هو انني موجود..انا بجوارك دائماً..سأبقى معك حتى اخر رمق..انا سأتحمل كل اخطائك ..ولو اضطررت لتحمل الجريمه سأفعل!
لا تبكي يا إيلي !)
كانت كلماته بمثابه المرهم المعالج للجروح ..مؤلم لكنه شافي!
احتضنته بدورها لتشعر بدفئه جسده كما شعرت بدفئ كلماته!!
لكن فجأه..!!
دق..دق..دق!!
ألتفت إليانور نحو الباب..قال قابرييل:
-(هل تتوقعين قدوم احد؟)
..
بمناسبة اخر اختبار فصلين لكم بأحداث شيقه ومثيره🔥
لا تنسون دعمي بتعليقاتكم الجميله
انجويي💙

المُطارد Where stories live. Discover now