الفصل السادس - آديل

167 12 16
                                    

عدلت آديل نظارتها وقبضت على كتبها إلى صدرها بقوة، فهي لا تشعر بشعور جيد في مكان كهذا، فقد زارت صديقة لها اليوم حتى تقوما بالدراسة معًا، وكانت صديقتها تسكن في مكان بعيد عن منزلها قليلًا، وكان الحي الخاص بها هادئ جدًا، ومخيف أيضًا، نظرًا لتلك الظلمة التي تحيط الشوارع الضيقة، وخفوت الأضواء من حولها.

«أعطيني كل ما تملكين.»

قفزت في مكانها برعب عندما وقف أمامها ذلك الملثم، وهو يشهر سكين جيب تجاه وجهها. تسارعت نبضاتها وقبضت أكثر على كتبها وهي تتراجع للخلف.

«ليس معي إلا كتبي، وإن.. إن لم تذهب سأستدعي الشرطة.»

قالت بتقطع ليضحك مَن أمامها ضحكة جافة، ثم حاول مهاجمتها. صرخت في رعب وحاولت محاولات مستميتة أن تدافع عن نفسها ولكن بلا جدوة، هو أقوى منها بكثير.

«فينيكس.»

صرخت بكل ما أوتيت من قوة وغطت رأسها بكفيها. توقف جسدها فجأة في شيء من السكون، وإبتسم الرجل منتصرًا لظنه أنها قد إستسلمت له. رفعت فجأة رأسها لتنظر إليه بإبتسامة جانبية، وكأن من أمامه الآن ليست نفس الفتاة، فوجهها قد تحول تمامًا من الخوف إلى اللا مبالاة، بينما لم تطرف حتى عينيها وأخذت تنظر له.

«نفذي ما قلت، وإلا قتلتُكِ.»

قال الرجل في شيء من التردد. ولكن هذا زاد من إتساع إبتسامتها، ثم قامت برمي الكتب على الأرض واخذت تقترب منه وهي تقول:

«هل تعتقد أنك ستخيفني هكذا!»

ثم حركت رقبتها للجهتان وسمع الرجل صوت طقطقتها. لم يشعر هو بأي شيء إلا عندما تلقى لكمة قوية جدًا على فكه، وتلتها ركلة في مكانه الحساس ليقع الرجل وقد إحتقن وجهه بألم شديد.

تأففت في إنزعاج، ثم إلتقطت الكتب، وأخرجت هاتفها لتبلغ عنه الشرطة. نظرت في الارجاء بعد ذلك لتجد حبل مُلقى جانبًا لذا إلتقطته وقيدت به قدما الرجل، وغادرت ولم تنسى قبل أن تفعل ذلك أن تبصق عليه في تقزز.

عادت إلى المنزل وما أن قامت بالدخول حتى ألقت الكتب على الأرض بلا مبالاة. سمعت صوت آديل يصرخ فيها:

«فينيكس، لا تلقيها هكذا.»

قلبت عينيها في إنزعاج ولكنها لم تبالي لتلك الصرخات التي مازالت تأمرها أن تلتقط الكتب. أحضرت لنفسها مشروب من الثلاجة، وقالت وهي تجلس على المقعد المرتفع الخاص 'ببار' المطبخ:

«لنتحدث في شيء أهم قليلًا، هلا فعلنا؟»

قالت بفقدان صبر، واخذت تفكر قليلًا ثم أستأنفت:

«يجب أن نصلح الكارثة التي فعلتها ليزلي، إن عرف هذان الإثنان حقيقتنا فلن نكون بأمان بعد الآن.»

«أعلم، ولكن ماذا يجب أن نفعل؟»

سمعت صوت آديل يسألها، ولن تحتاج إلى خبير ليخبرها كم هي متوترة للأحداث الأخيرة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 02, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ظُلمة النفسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن