الفصل الرابع - مقابلة غير مرغوبة

140 13 8
                                    

«إنه يكرهني أوليفيا.»

قال آدم وهو يعطي لها طبق الخضروات التي كان يقوم بتقطيعها. سكبت أوليفيا محتويات الطبق في الإناء الموضوع على الموقد أمامها وتنهدت، ثم استدارت لتقابله.

«انه لا يكرهك، هو فقط قلق بشأني، تعلم! يريد أن يعوضني عن كل تلك السنوات الماضية.»

وأشارت أوليفيا في حديثها عن معاملة والدها لها تقريبا لنصف حياتها، فمنذ أن اعتذر لها عن كل ما قد بدر منه من معاملة وسوء تصرف، ومن حينها وهو يحاول تعويضها عن ما فات، ويحاول أن يكون خير أب لها، وعندما سمع عن ارتباطها بآدم فهو لم يشعر بشعور جيد أبدًا، خاصةً أنه لم يقابله إلا بعد إرتباط الإثنان بفترة طويلة؛ وهذا طبعا لأنه خلال تلك الفترة، كان آدم يتماثل للشفاء، ولم يكن من الجيد له أن يقابل اناسً آخرين، ولكن بالطبع والدها لم يكن يعرف ذلك، فقد أصر آدم أن والداها بكل شيء ولكن أوليفيا رفضت، وأخبرته أنها لن تفعل ذلك، فهما ليس لهما دخل في حياتهما.

تنهد آدم في استسلام، فإقتربت منه أوليفيا لتنظر له برجاء.

«أعلم أن هذه المقابلة ثقيلة عليك، ولكن لا تقلق أنا هنا من أجلك، لن أسمح له أن يضايقك في شيء، وأيضًا أمي تحبك كثيرًا.»

أومأ آدم بإبتسامة صغيرة، فإقتربت أوليفيا من اذنه لتقول:

«وربما ستحصل على شيء جيد في المقابل.»

إرتسمت إبتسامة لعوب على ثغره، وأبعدها لينظر لها:

«حقًا؟»

«ليس ما في رأسك، ولكن سأعد لك الحلوى التي تحبها.»

نظر لها بغيظ مما جعلها تقهقه، وكان على وشك أن يرد عليها وأوقفهُ عن ذلك جرس الباب. ربتت أوليفيا على كتفه ثم إتجهت لباب الشقة. فتحت الباب لتجد والدها بحلته الرسمية الخاصة بالجيش، ووالدتها التي ترتدي فستان بسيط من اللون الأخضر الغامق.
رحب ثلاثتهم ببعضم بحفاوة، وإحتضنت أوليفيا كلً منهما بشوق، وأخذت من والدها ما في يده، فقد أحضر لها الشكولاة التي تحبها.

إقترب آدم منهم على مضض، فرحبت به جيني بإبتسامة كبيرة وعناق كما فعلت مع ابنتها، ولكن قابله دايموند بجمود، وصافحه بضغطة على يده.
كان يشعر بالتوتر، ولكن بدأ ذلك الشعور يتحول لإنزعاج، لاحظت أوليفيا ذلك، فإبتسمت سريعًا وقالت:

«تفضلا بالدخول.»

دفعت جيني زوجها للداخل، وبدا أنها تؤنبهُ بنظراتها. أخذ آدم ما في يد أوليفيا ليضعه بداخل المطبخ، ذهبت اوليفيا إليه ومسحت على ظهره في حنو.

«أنا آسفة. أنظر، إن كنت لا تريد أن تكمل فلا بأس، من الممكن أن أقول لهما أنك متعب قليلًا، وأذهب لتقضي ذلك الوقت مع إليون؟»

نظر لها آدم وقد زال كل ذلك التوتر والأنزعاج من جسده سريعًا ما أن رأى إبتسامتها الصادقة، لذا لمس بطرف إبهامهُ وجنتها وأجابها:

ظُلمة النفسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن