الفصل الثالث - غيرة

169 22 18
                                    

إنتهت أوليفيا ليلًا من عملها في الجريدة، وقررت أن تفاجأ آدم في معرضه؛ فهي لم تذهب إلى هناك منذ فترة طويلة، وأيضًا تشعر بالإشتياق الشديد له، فهي لم تراه منذ أن تركته في المنزل صباحًا، وحتى لم تستطع أن ترد على مكالماته الهاتفية نظرًا لإنشغالها الشديد في المقال الذي تشترك في كتابته مع جيمي، فهذا المقال سيتم ترجمته إلى عشر لغات من حول العالم، وبالطبع هذه فرصة لن تستطيع أن تحصل عليها مجددًا، فيجب أن تهتم بها وتجعلها أولوية قصوى في حياتها.

إستقلت سيارتها وإتجهت مباشرة إلى المعرض، وصفت سيارتها أمامه، كان المعرض في مبنى ضخم. وتتكون جميع حوائط المعرض من الزجاج، وكان هناك لوحة زجاجية أعلى الباب مكتوب عليها (معرض أوليف، لوحات آدم ديلان) وأصر آدم عندما قرر إفتتاح هذا المعرض أن يطلق عليه هذا الإسم وحجته أنه يريد أن يرى اسمها كل يوم في مكان عمله وهذا سيُشعرهُ بالسعادة البالغة.

دخلت أوليفيا وكانت هناك موسيقى صارخة في الأرجاء ولكنها كانت بصوت يُحتمل سماعه، قلبت عينيها على ذلك، فكم من مرة قد شكت أمر هذه الموسيقى إلى آدم، ولكنه، يستمر بإخبارها أن ذوقه الموسيقى أعلى منها شأنًا لذا فهي لن تفهمه أبدًا.

كان هناك القليل من الناس في المكان، البعض منهم ينظر للوحة بوله، والآخر ينظر بتمعن، وكان هناك ثلاثة أشخاص يتناقشون حول لوحتين كان آدم قد رسمهما وتكملان بعضهما.
جالت عينيها في المكان تبحث عنه، ولكنها توقفت بإنزعاج، فقد كان واقفًا هناك يرتدي بنطال وسترة سوداء، وقد صفف شعره للأعلى ليجعله ذلك يبدو في منظر جذاب للأعين، وكان واقفًا مع إمرأة تزينت بكل زينة الحياة تقريبًا وتنظر له بإهتمام. هرولت اوليفيا بغضب تجاههما، فهو أولًا يقف مع إمرأة تبدو أنها معجبة به، وثانيًا أرتدى تلك السترة التي منعتهُ أن يرتديها لأنها تظهر وسامته أكثر.
تذكرت عندما أخبرته، أو أمرتهُ أن لا يرتديها مجددًا وأخبرته السبب، أخذ يضحك عليها ويسخر منها حينها، ولكنها أجبرته على أن لا يرتديها على أي حال.

«مرحبًا»

قالت أوليفيا ما أن وصلت أمامهما، وتأبطت ذراع آدم الذي يبدو أنه مصدوم من قدومها، فهو لم يتوقع ذلك أبدًا، لذلك أرتدى تلك السترة وهو واثق أنها لن تراه وأنه سيعود للمنزل قبلها ممثلًا البراءة.

نظف آدم حلقه وتدراك الوضع سريعًا وعرف أوليفيا على المرأة التي تقف معه، وأخبرتها الأخيرة أنها أحد معجبات آدم، وأنه لم يأثرها أي رسام آخر مثلما فعل هو، وهذا ما زاد من غيرة أوليفيا وشعورها القوي بأن تختلع رأسها، ولكنها حافظت على إبتسامتها الزائفة، والتي يعرفها آدم جيدًا، وهمس في نفسه:

«يبدو أنه سيكون يومًا طويلًا.»

●●●

وبعد انصراف الجميع استقل آدم وأوليفيا سيارتها متوجهان للمنزل، ولم يجرأ آدم أن ينطق بحرف، يعرف أنه ما أن يفعل ذلك فالقنبلة المتمثلة في أوليفيا ستنفجر في وجهه.

ظُلمة النفسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن