الفصل الخامس

216 4 0
                                    

ضحك " مروان" بمبالغة وقال بقوة مشدداً علي كل حرف ينطق به " حسناً لكنني محظوظ أكيد ...إنها صبا "

لم يُسمع وقتها سوي صوت ارتطام الكوب الزجاجي بالأرض السيراميكية أسفله ، وبعدها عم المكان سكون خاطف....

وجد " مروان " نفسه محلقاً بجانب إطار صورة جده وجدته ، ويداً كالحديد تطبق علي عنقه تمنع عنه حقه في الهواء من حوله ، سعل بشدة وعيناه جاحظتان للأمام وقال بصوت يحتضر " سأموت أيها الاحمق ...ابعد يداك يا مالك سأموت بحق "

ارخي " مالك " يده قليلاً وهو ممسكاً بتلابيبه ، وعيناه تطلق رصاصات أشد من البنادق .. رفع عينيه به وهدر بصوت كفحيح الأفاعي " اعد ما قلته لتوك الآن ؟ "

تحشرج صوت " مروان" وهو يجيبه محاولاً ابعاد يده بقوة " ماذا يا مالك ...كنتُ أخبرك أنني سأتقدم لخِطبة صبا ...ماذا بك "

ترك " مالك " عنقه وهو يتلفت حوله كأسد جريح ، ثم اغمض عينيه بقوة والتفت لفريسته مرة أخري ، غرز " مالك " اصابعه بلحم " مروان " وهزه بقوة هاتفاً " تتجرأ وتعيدها أمامي مرة أخري يا حقير ... تعيدها أمامي وأنت تعلم أن..."

رفع " مروان " حاجبيه وقال لها ببرود " أنك ماذا ...قولها يا مالك ...أنك ماذا ...تحبها صحيح ...بل تعشقها ...أليس كذلك يا صديقي "

كانا قد نسيا وجود السيد " عبد العزيز" معهم بنفس الغرفة ، كلاً منهما كان يفكر بأهداف حمقاء مختلفة ، سمعا صوته الرزين يقول " هل ستتشاجران أمامي أيضاً يا رجلا العائلة "

تحرك " مروان " بخفة وهمس بأذن " مالك " حسنا ً ... ساعد والدك بالصعود لغرفته وسأنتظرك بالجنينة خارجاً "

تقدم " مالك " ومسك بذراع مقعد والده واجابه بعدما قبّل يده بحنان " ليس هناك شيئاً يا أبي ...كنت أهنأ العريس الجديد فقط "

ابتسم " مروان " بخفة وهي يضع يديه بجيب بنطاله وقال " نعم يا عمي ...وقريباً سأحضر لك العروس كي تراها ... وتري كم هي جميلة ... وعيناها ..كم ه...."

صرخ " مالك " بصوت اهتزت معه جدران الغرفة " مرووووان ...أخرس وإلا دفنتك حي "

ضحك " مروان " بشدة وهو يري احمرار عيني " مالك " ثم تحرك بعدما حي عمه وصعد به " مالك " لغرفته ...

                         .......................................

جلس " مروان " علي جانب الأريكة الخشبية بساحة الجنينة الكبيرة واضعاً قدماً فوق الأخري ، يري لمعان النجمات بالسماء ، كان ليلاً صيفياً جميلاً وبعض نسمات الهواء العليل تخترق صدره فتنعشه وتعبث بخصلات شعره الكثيف كشعر أبن عمه ... ابتسم بشدة وهو يتذكر حديثه مع عمه منذ قليل ...

دلف " مروان " بعدما فتحت له الخادمة واشارت له بمكان السيد " عبد العزيز " ، دخل وهو يصفر بنغمة رتيبة وهو يصيح " يا أهل الكهف ...هل من أحداً هنا "

رواية قشر البندق كاملة الجزئين _ إسراء رضا Where stories live. Discover now