الفصل السابع عشر

95 2 0
                                    

احاط خصرها بيديه وهو يدفن رأسه بخصلات شعرها بحب وقال " لم أكن أعلم أن برج إيفل سيأخذكِ مني ... أشعر بالغباء أنني أتيت بكِ إلي هنا يا سمري .. "

ابتسمت وهي تضع يدها علي يده المحيطة بها وقالت " كانت مفاجأة أن الغرقة تطل عليه مباشرة ... شكراً لك حبيبي "

حرك رأسه بعنقها وهو يجيب " أحلامك كلها مجابة يا سمري ... "

ضحكت بخفة وهي تقول " لم تخبرني بباقي الألقاب للملاحظة سيد مروان  .. "

أدارها له وهو يجيب بعشق " معكِ حق ... هناك العديد منها .. "

سحبها من يدها قليلاً ، لكنها تسمرت مكانها وهي تقول " لقد اشتقتُ لمصر يا مروان .. "

وقف أمامها وابتسم وقال " نحن ما زالنا بثاني يوم يا سمر .. هل سأجدك تبكين بعد قليل وتصرخين أريد أمي أيضاً !!! "

لوت شفتها بغضب طفولي وهي تجيبه " لكنني اشتقت لها بالفعل  ... ولصديقاتي ... "

امسك وجهها بيده وهو يقول " سنعود بعد انتهاء شهر العسل حبيبتي ... والآن هيا لأخبركِ بباقي الألقاب  .. "

لكنها توقفت مرة أخري وهي تقول " لكننا لم نذهب لأي مكان أخر ... أريد أن اتنزه في البلدة كلها ... أرجوك ... أرجوك ... "

نظر لها وهو يفكر ثم قال " اممم ... حسناً سيدتي كما تريدين .. "

اتسع ثغرها وهي تقول بلهفة " حقاً يا مروان ... شكراً لك .. شكراً لك ... "

ابتسم لها ثم قال " بالطبع حبيبتي  ... هيا لنغير ملابسنا ونذهب .. "

نظرت لابتسامته وقالت " مروان أنت لا تمزح أليس كذلك  !؟ "

ضحك عالياً وهو يقول " بالطبع لا حبيبتي  .. هيا "

وقبل أن تتحرك ، وجدته يرفعها بذراعيه عالياً ، فصرخت بقوة " مروان ... لقد وعدتني ... بالله عليك  .. لم نأتي هنا حتي نظل بالفندق ... أرجوك .. "

ضحك علي وجهها الصارخ وهو يقول " غداً سأرهق قدميكِ من التنزه ... كما تريدين .. "

فصاحت هي بقوة  " اليوم ... "

ابتسم وهو ينظر لها بعشق وقال " اليوم ليّ .... "

***

جلس " مالك " علي المائدة الكبيرة الخاصة بالاجتماعات ، وهو يستند برأسه علي رسغيه في تفكير ، بينما " عزة " و " إيهاب " يجلسان حوله بتوتر ، لقد فتشا في أركان الشركة وطوابقها كلها ، حتي مكتب السعاة لم يخلو من حملة التفتيش الكبيرة التي شنها المدير ، باحثاً عن ملفه الضائع ، لكنه بالأخير عاد خالي الوفاض ، عقله لا يريد حتي إعادة الكلمة ولو همساً بينه وبين نفسه ، لا يعقل أن تكون هي من فعلتها ، لا يعلم حقاً من أين جاء بتلك الثقة ، إنه خير من يعلم أنها لا تثق به ولا حتي تبادله مشاعر الحب الذي أصبح ينمو بداخله يوماً بعد يوم ، فكيف له أن يثق بها هكذا  .. أخبرته " عزة " بخوف أنها أخر من كان بالمكتب قبل سرقه الملف ، لكن كيانه كله رفض التصديق ، إذا كانت " صبا " تكرهه كما صرخت بوجهه بصراحة قاتلة ، فإن الأيام التي جمعته بها جعلته يقسم أنها أبداً ليست سارقة ، لن تتسبب له بضرر ، ولا لغيره ، هي فقط تشتاظ غضباً أمامه ، وتبرق عيناها بتحدي غريب وهي تنظر نحوه ، ويحمر وجهها إذا اقترب منها ، لكن كل ذلك يتبخر عندما يضمها لصدره ليلاً فتغفو علي ذراعه القوية ، بينما يظل هو بعض الساعات ينظر لها وهي نائمة ، وتنغلق جفونها علي حبات البندق ، وملامح وجهها تصبح أكثر إشراقاً ، كالنجمة الصيفية اللامعة ، نهر نفسه بشدة ، فيما تفكر الآن  ... لكن قلبه تطوع مجيباً .. لا تستطيع سوي التفكير بها فقط ..

رواية قشر البندق كاملة الجزئين _ إسراء رضا Where stories live. Discover now