الفصل الحادي والعشرون

96 3 0
                                    

دلف بهدوء بعدما أغلق الباب خلفه ، تنهد بخفة وهو ينظر حوله ، ثم ابتسم بعذوبة وهو يتجه نحو الغرقة الصادر منها صوتاً طفيفاً ...

ابتسمت باتساع وهي تراه يدلف للغرفة متثاقلاً علي أطراف قدميه حتي لا يصدر صوتاً ..

قبّل جبهتها كعادته ، وجلس بجوارها يهمس بالحديث قائلاً " هل نامت حبيبة أباها ؟ "

تنهدت " ألاء " براحة وهي تجيبه قائلة " نعم ... بعدما كادت عيناي أن تخرج من مقلتيها ... "

انحني ببطء وقبّل رأس الجميلة النائمة وهو يقول بخيبة أمل " كنت أريد اللعب مع أميرتي قليلاً .."

وضعتها " ألاء " بهدوء بداخل فراشها الصغير المهتز ، وهي تجيبه " لقد أصبحت أغار بحق من أميرتك تلك يا سيد محمود ..."

تبسم ضاحكاً بشدة وهو يقف لخلع سترته وقال " أنتِ مجنونة ... هل تغارين من طفلتكِ ؟!! "

لوت " ألاء " شفتيها بعبس طفولي وهي تقول " نعم ... منذ صدق حسك وجاءت فتاة كما قلت "

قهقه عالياً وهو يتجه لها ليحيط كتفيها بذراعه ومازال يضحك بشدة ثم قال " من رأي وجهك وقتها .. كاد أن يفقد صوابه من الضحك ... "

ثم أعتدل بوقفة مسرحية وقال مقلداً إياها " ماذا ! .. هل هي فتاة ... لا لا أريد ... "

ابتسمت رغماً عنها وهي تتذكر قائلة " كانت هرمونات الحمل مازالت تؤثر عليّ ... "

اجابها وهو يمشط شعره هامساً " أري أنها ما زالت تحدث ذات التأثير يا أم كارما ... "

اجابته " ألاء " قائلة " لا إنها غيرة النساء فقط ... "

صمتت قليلاً ثم سألته بشرود طفيف ما كان يشغلها طوال اليوم " هل ما زالا علي حالهما ؟ "

تنهد بضيق علي سيرة الحديث قائلاً " نعم ... الحال كما هو عليه ... كلاهما يمثل ببراعة "

جلست علي طرف الفراش وهي تحرك فراش الصغيرة وقالت بنفس النبرة الحزينة " إنها مصّرة علي موقفها بعناد البغال خاصتها .. "

اتجه " محمود " إلي خزانة الملابس وهو يجيبها بمرارة قائلاً " صديقتكِ هي الغبية يا آلاء ... لكنني أري أمامي قلبان يمزق كل منهما الآخر في صمت "

تنفست بعدم راحة وهي تنظر له وتقول " لكنها لديها أسبابها يا محمود ... ولا أعني بذلك أنني اوافقها الرأي  ... لكن حزنها حقيقي .. "

ألتفت لها واجاب " كلاهما حزين يا آلاء ... لقد مرت خمسة أشهر ... "

لوت شفتيها وقالت " ماذا حدث لهما ... إنها ترفض إبداء أية أسباب ... "

اجاب " محمود " وهو يغلق باب الخزانة " وهو أيضاً ... يبدو أنهما متفقان .. ولكنه أكثر عنداً منها هذه المرة ويرفض بإصرار ...  "

رواية قشر البندق كاملة الجزئين _ إسراء رضا Where stories live. Discover now