الفصل السابع

210 6 0
                                    

جلست " صبا " و " آلاء " بغرفة الأخيرة ، كانت " صبا " تجلس علي حافة الفراش وهي تضع بجوارها صندوق الإسعافات الأولية ، تضغط برفق علي ندوب " آلاء" حتي تغير لها ضمادات جراحها كما أوصاها الطبيب .. كانت " صبا " تنظر لوجه صديقتها بعيون تقطر دماً متألم علي حالها .. الندوب تغطي وجهها وجزء كبير من عنقها الطويل ، وبعض لفافات القطن تلتف حول ذراعيها ورأسها كالسور المنيع ، تألمت " صبا " لحالها ، كلما ضغطت علي جزءاً بها صرخت " آلاء " بوجع يُدمي الروح ...

انتهت " صبا " سريعاً وهي تغطي جسد " آلاء " وعينيها رغماً عنها نزفت دموعاً ..وضعت الشريط اللاصق وبعض قطع القطن الطبي بداخل الصندوق وقالت وهي تمسح دموعها " ها نحن قد انتهينا جميلتي .."

ابتسمت لها " آلاء " وهي تجاهد حتي لا تبوح لها بما يقبض علي قلبها وصدرها بشدة ، بل صمتت بسكون ..

امسكت " صبا " بيدها وقالت وهي تحاوط كتفيها بذراعيها بخفة حتي لا تؤلمها " اهٍ ...لو تعلمي كيف كان حالنا وأنت بغرفة العمليات "

اجابتها " آلاء " بهمس " هل فاتني شيئاً مهماً ... أحكي ليّ كيف كانت الأجواء "

اخذت " صبا " نفساً عميقاً وقالت " حسناً ...كنتُ جالسة أفترش الأرض كالمتسولين ... أبكي بحرقة شديدة حتي نضبت دموع عينايّ .... وخالتي تجلس علي مقعد مقابل لباب الغرفة تغفو وتصحو ولسان حالها يردد بنجاتك ... بينما الأحمق خطيبك كان يجيء ويأتي بالطرقة كمن ينتظر مولوداً ...كنتُ علي وشك شق رأسه ...ولكن لأكون صادقة فقد كان قلقاً عليكِ .. لقد رأيته يبكي كالصغار وهم يأخذونكِ إلي غرفة العمليات "

هزت " آلاء " رأسها ثم سألتها بعد مدة " نحن حقاً مدينين للسيد مالك علي ما فعله معنا "

رفعت " صبا " واجابت بقوة " لسنا مدينين لأحد بشيء ... لم يطلب منه أحداُ أن يفعل ما فعل "

رفعت " آلاء " حاجبيها وعينيها تتسع وهدرت بها " أنتِ حقاً ناكرة للجميل "

ألتفتت لها " صبا " برأسها واجابت " أنا لستُ ناكرة للجميل يا آلاء وأنتِ تعلمين ... لكنني عندما طلبتُ منه معرفة المبلغ حتي ارده له...صرخ بيّ وقال لي أنني حمقاء وغبية "

اعتدلت " آلاء " وهي تتألم بخفوت وقالت " في الحقيقة ...معه حق "

ضيقت " صبا " عينيها بشدة وقالت بغباء " معه حق بماذا أيتها المعتوهة ... لم أطلب منه أن .... حسناً ..كفانا حديثاً عن هذا الرجل حتي لا أشنق نفسي بحبل غسيل الآن ...ألا يكفيني أنني أنعم غير راغبة برؤية وجهه كل يوم ... وسماع صراخه بكل من حوله كالممسوس "

قطع حديثهما اللطيف ، دلوف والدة " آلاء " وهي تحمل بيدها كوبين من الحليب الساخن ، بينما ابتسمت " آلاء " لا إرادياً وهي تنظر بطرف عينيها للجالسة بجوارها...

رواية قشر البندق كاملة الجزئين _ إسراء رضا Onde histórias criam vida. Descubra agora