الفصل الاول

2.4K 31 4
                                    

الفصل الأول

احتک صوت عجلات السيارة بالأرض،  للتتوقف سيارته،  نزل منها بعجرفة وبدون خوف لما حصل للتو،  مجموعة من الناس على شكل دائرة وبالمنتصف الشخص الذي صُدم بسيارته،  سمع بعض الهمهمات تضده ولكن لم يبالي قط...،  تقدم للأمام،  جلس بوضع القرفصاه،  رفع نظارته ثم حدق بتلك الفتاة التي تتوجع وتمسك أقدامها،  قائلاً لها بصوته الرجولي:-

_إنتي كويسة؟!

حين سمعت صوت صاحب السيارة الفارهة،  المدلل الذي يتلاعب بحياة الآخرين قالت بغضب:-

_ويهمك في إيه أنا كويسة حضرتك مشغل أغاني واتعميت ومش شايف إنت سايق إزاي ومين بيعدي رجلي اتفرمت يا حضرت

لقد كانت قليلة الذوق معه، لقد أخطا بالفعل حين تكرم ونزل من سيارته ليرأ ما بها..
جذ على أنيابه ثم قال:-
_فعلاً أنا غلطان واستاهل كمان إني نزلت من عربيتي عشانك إنتي مضربتش بالنار اتحرقي ولا موتي حتى

نظرت له، ناوية على فرم كرمته كما فعل بارجلها ولكن تلجم لسانها حين رأته، لقد كان كالممثلين الأتراك، ظلت تفكر من يشبه في المسلسلات التي شاهدتها، لقد كان عريض المنكبين، طويل القامة، صاحب الوجه الأسمر،  والأعين الرمادية اللمعة ولكن لمعتها تدل على غضبه منها، نظرت حولها فوجدت الجميع  يهمهمون كثيراً  وبصوتٍ حاد قال أحدهما:-

_إنت إنسان عديم الذوق مش مكفيك رميتها عندها حق تزعق لك ولا تخبطها وكمان عاوزها تطبطب عليك وديها يا أخ المستشفى

وكأنهم يحدثون أنفسهم، لقد أخطأت حين استفزته، قام من مكانه وأعطها ظهره، وعاد يتجه إلى سيارته، فتح بابها وصعد بها وبدأ في أعطائهم بعض التنبهات من صوت زمور السيارة ولكن لا أحد يستجيب لمحاولته، مما جعله يتحدث بصوتٍ عالٍ:-

_طب والله العظيم اللي ما هيوسع لكون خبطه وكمان هسيبه زيها

وأخيراً فاقت من شردها على صوته، ابتسمت بنعومة وهمست:-
_يخربيتك ويخربيت عصبيتك والله فكرتني بـ مراد في مسلسل الحب لا يفهم الكلام

أسندت نفسها لتقف ثم تقدمت نحو نافذة مقعده وقالت بهمس:-
_طب حتى وصلني لبيتي  ممكن بليز توصلني

نظر له بضيق مردفا بحزم:-
_مش كنتي بتشميني من شوية ومش طايقاني إيه نبرة الهمس والطيبة اللي نزلت فجاة دي

انكمش حاجبها بعبوسٍ لترتفع نبرة صوتها مرة أخرى:-
_يعني بكلمك براحة مش عاجب بكلم جامد برضه مش عاجب ما هو بس إنت هتوصلني يعني هتوصلني إنت اللي خابط مش أنا

_اركبي!!!
قالها لينتهي من ثرثرتها ويذهب لعمله بأقصى سرعة..
..........................
"ترنيم" اتاخرت كدا ليه؟!
قالها صاحب المنزل البسيط بقلقٍ واضح، لتقول زوجته بهدوء:-
_ما تقلقش يا أخويا زمنها جاية الغايب حجته معاه

متيمة بحب القاسيWhere stories live. Discover now