الفصل الثاني

1.3K 26 1
                                    

الفصل الثاني

جهزت نفسها حيثُ  رن "حمزة"  على والدها،  ألقى عليه أوامره حتى تنزل له "ترنيم"  للذهاب إلى متجر فساتين الزفاف،  خرجت من غرفتها وفي قلبها الكثير من الأسئلة،  لا تعلم هل هي عروس أم موظفة تتلقى أوامر بالزواج التي لا تعرف له طريق....  تمنت كأي فتاة أن تختار أساس بيتها مع زوجها ولكنها أجبرت حتى وإن كانت معجبة بـ حمزة
وقفت أمام والدها ثم سألته بضيق:-

_بابا أنا مش هكدب وقول إن حمزة مش عجبني لا بالعكس والله معجبة بشخصيته بس إيه جبرك إنك توافقه على الجواز مني في أقل من أسبوع؟!

تنهد "عامر"  بحزنٍ جم،  وضع يده على كتفها ثم قال:-
_بكرا يا بنتي هتعرفي بس الأهم إني ماطلعش صغير في أتفاقي معاه

ولأول مرة لا تجادل والدها،  نزلت بهدوء،  ورجل تتقدم للأمام والأخرى تتراجع،  شيء بداخلها يدفعها لسؤال حمزة والشيء الآخر يرفض...

وصلت إلى السيارة فـ  وجدته جالس بداخلها،  لم يفكر أن ينزل منها ويرحب بها
فتحت الباب الخلفي ولكن قبل أن تصعد قال بصرامة:-
_تعالي قدام  أنا مش السواق اللي مستني الهانم
ناقص افتح لك باب العربية كمان

تستغرب  من أسلوبه معاها،  سمعت له وفتحت باب المقعد الأمامي ثم صعدت...
نظرت له ولكنه لم يبالي لها وانطلق بأقصى سرعة في صمت... ولكنها قررت أن تكسر حاجز الصمت بـ:-

_حمزة هو إنت عاوز تتجوزني ليه!؟

نظر لها ببرود،  كان يعلم بأنها سـ تلقي على مسمعه هذا السؤال، أجابةٍ مخيفة خرجت من داخل فمه:-

_عشان بعيد حسباتي فلقيتك واقعة من دفتري الخاص فقولت لما اجيبك وأنا لو رقم خرج برا مملكتي برجعه ما بلك إنتي

لم تفهم منه شيء ولكن شعرت بالخوف،  تهدجت أنفاسها بتوتر،  تلعثمت في حديثها:-
_... م_.. مكن نقف شوية حاسة إني مخنوقة

لوى ثغره ببسمة ساخرة، ثم توقف بسيارته، نظر لها بحد ثم تكلم بضيق:-
_أنا بجد زهقت ما بحبش البنات المدلعة بدايق منهم جداً
كيف له أن يعاملها بتلك الطريقة القاسية، نعم تعلم أنه متعجرف ولكن لما لا يحبها، ولما يريد خطبتها، يكفي كل هذا...
نزلت من السيارة بحزم، يجب أن تحاقظ على كبريائها الذي تحطم بسببه، أخذت أنفاسها، ثم نظرت حولها لعلها تجد سيارة أجرة وتركبها
حدق بها باندهاش مضيفا بفضول:-
_في حاجه بتدوري عليها لو ارتحتي يالا
بحزن نظرت له، صوته نفسه بدأت تبغضه، تنهدت بقوة لتخبره بدون خوف:-
_أنا هاخد تاكسي وهروح ونتقابل هناك
جذ على أنيابه بعد أن سمع صوتها المقزز على مسمعه، سألها بتهكم بصوتٍ متهدج من الغضب:-
_هو إنتي عاوزة تعصبيني وخلاص شايفاني مركب قرون مثلا اركبي
عاندت معه، لن يتحكم بها قط، وجدت سيارة تأتي من بعيد، وقفت لتشير لها حتى تقف، بتلك اللحظة فقد حمزة القدرة على التحكم بعصبيته، نزل من سيارته وتقدم منها ثم أمسك ذراعيها وقال:-
_أنا مش عاوزة أتحول اتفضلي اركبي في العربية يالا

متيمة بحب القاسيWhere stories live. Discover now