الفصل التاسع

3K 53 18
                                    

الفصل التاسع
متيمة  بحب القاسي
بعد ان صعد بها لغرفتهم،  طالبت منه ان يضعها على الفراش حتى ترتاح،  وبالفعل وضعها،  تنهدت بعمق ثم قالت:-
_أنا هروح مع بابا؟!!!
صُدم من حديثها،  هل تريد الابتعاد عنه،  كاد ان يغضب ولكنه تذكر أنها مريضة،  فقط قال بصرامة:-
_اقعدي كدا واهدي على حالك أنا مش عاوز اتعصب عليكي
_بس بجد أنا همشي أنا عاوزة دا يا حمزة
كيف لها أن تقول هكذا،  هل تريد تركه،  لم يشعر بمرارة هذا الشيء من قبل ولكن الآن سـ يشعر
صرخ بها بقوة:-
_مش هتمشي من هنا بقولك؟!
قامت تستند على جدار الغرفة، حدقت بعينه
نظراتٍ عاشقة خرجت من بحار أعيونها،  وشعرت بحبه لها،  ترأ لوحة مكتوب عليها بحب،  نعم تقرأ ذلك بعينه ولكن أقدارهم كانت عكس ما تتمنى حيثُ  أعطى حمزة لها ظهره وهي أيضا،  ليرحل من الغرفة وتنهار هي من البكاء...
رحل بعد أن شعرت أن كل شيء على ما يرام،  مثل كل مرة يأمرها فقط.... لا يريد أن يجعلها ترحل لأنها سجينته
قررت أن تجهز ملابسها... سترحل من قيوده،  ستشتري كرامتها...
بتلك اللحظة دلفت منال لغرفتها وهي غاضبة،  تريد أن تسألها عن عذابها التي تخفيه عنهم...
اتجهت نحوها ثم بضيق شديد سألتها:-
_كل يوم بسالك عايشة عيشة حلوة بتكدبي وفي الآخر طلعتي بتتسمي من ورانا
كيف لها أن تبرر لوالدتها أن السم لم يكن لأحد من عائلة زوجها يدٍ به...
حاولت كثيراً أن تهديها بقولها:-
_مجرد تعب وآكلة قلبت معايا بتسمم إحنا كلنا وآكلين من نفس الطبق يعني لو فعلا الآكل مسموم كان زمانا عيلة كاملة في المستشفى... وغير كدا والله الناس دي بيعملوني كويس
_حضري هدومك
قالتها منال في حزم شديد،  لتفعل ترنيم ما أمرت به، كان حمزة بالخارج يسمع كلامهم،  يشعر بالفرحة لدفاع زوجته عنه وفي ذات الوقت يشعر بالحزن لأنها سـ تتركه،  قلبه توقف يشعر بذلك،  دقات قلبه التي دقت لآجلها أصبحت الأن كالساعة أهلكت،  نعم يحبها ومنذ أن كانت طفلة صغيرة
بتلك اللحظة وضع جده يده على كتفه،  حتى يسأله بجدية:-
_حبتها!!؟
استدار له ثم قال:-
_تعالى نروح أوضة المكتب
*******
في غرفة صفاء
لا تعلم كم حجم المشكلة التي أوقعتهم ابنتها فيها، تريد الصراخ بها، وتنهال بالضرب ولكن تحاول أن تتماسك حتى لا أحد يعلم ما حدث
بتلك اللحظة تحدثت نسمة التي كانت بصحبتها في الغرفة قائلة لها:-
_ انتي خايفة من إيه ها؟!...قوليلي
نظرت لها بضيق، تريد أخرسها هي حتى لا تستطيع أن تسمع صوتها...تنهدت بقوة ثم قالت بحزم:-
_لو سمعت صوتك تاني هطلع أقول لحمزة ان إنتي اللي عملتي في مراته كده

هي حتى لا يهمها، مات قلبها حين مات حبها، لم تعد تشعر بالخوف والرجفة من أحد....يفعل ما يريد
نظرت لها بثقة ثم ردت عليها بنبرة مستفزة:-
_إيه اللي هو عاوزه يعمله مابقتش أخاف من حد
بتلك اللحظة سمع الجميع صوت علي الذي جاء من السفر،  لتشعر نسمة بالضيق الشديد،  لأن الآن جدها سيعلن مراسم زواجهم...
******
في غرفة المكتب
نام على صدر جده،  يحتاج على بعد الراحة،  نظر له ثم قال:-
_بحبها من وهي صغيرة وانا عمال ارقاب أبوها عشان خايف يهرب بس كل دا بدافع الانتقام معرفش إني وقعت في حبها

وضع جده يده على كتفه ثم قال بتفهم:-
_عارف إنك موجوع على أبوك بس ولا البت ولا أبوها ليهم ذنب وإنت عارف كويس مين له ذنب عمها

تنهد بقوة ثم قال:-
_عارف بس موت أبويا وكمان توصيته إني اتجوزها عموني وعموني جامد يا جدي

هز محمد رأسه في تفهم،  نعم متقبل الحديث الذي يسرده حفيده ولكن لن يدعى أحد يكسر قلبه مرة أخرى
بتلك اللحظة دلف علي حفيده الآخر والبسمة على وجهه قائلا لهم بحب:-
_اللي وحشني اكيد قاعدين مع بعض عشان تتفقوا على جوازي
حاول حمزة ألا يظهر حزنه أمامه وخصوصا لأنه لم يمر كثيراً على وصوله،  ابتسم له ثم قال:-
_حمدالله على السلامة يا حبيبي
ثم خرج من الغرفة لأنه حاول كثيراً أن يخفي حزنه ولكن لم يقدر
*******
دقات قلبها تتسارع،  ما هو مسيرها بعد ظهور علي،  ظلت تسير في الغرفة كالمجنونة،  ما الحل الآن حتى تنهي هذا المازق التي وقعت به
بتلك اللحظة سمعت صوت أمها والذي كان شبه فرحاً:-
_وأخيرا جه اللي يلمك يا "نسمة"  هو فعلاً اللي هتخافي منه وهتشوفي دا

صرخت بأمها بقوة:-
_أنا بنتك يعني دوري على سعادي شوية بعد إذنك
نظرت لها بضيق ثم قالت:-
_وإنتي حاولتي تسعديني إنتي عاوزة تموتي العالم كله عشان أنانيتك أنا بقيت أكره أسلوبك وقربت أكره اليوم اللي جبتك في الدنيا

انهت كلامها ثم تركتها ورحلت،  بينما الأخرى ففكرت كيف تحل هذه المشكلة التي تقع فيها
*****
جهزت نفسها،  ونزلت خلف والدتها حيث يجلس أبيها بالاسفل،  تبحث عنه تريد أن ترأه،  سـ تشتاق له رغم العذاب الذي أعطه لها... بتلك اللحظة أوقفها صوته حين نداها:-
_ترنيم!!!
استدارت في لهفة،  نعم تريد رؤيته قبل أن تغادر،  دمعت عيناها ولكن سرعان ما ابتسمت في سرعة حين قال بصرامة:-
_هو أنا مش راجل ولا إيه؟!  مراتي مش هتمشي وكل حاجه هتخلص من الدقيقة دي والكل هيفهم كل حاجة
قام عامر باعتراض،  لن يوافق على هذا الحل قط
أخرج من بين نواجذه بغضب:-
_وأنا بحمي بنتي منك لو كنت جوزتهالك فدا عشان مطلعش صغير بس ولا أنا ولا بنتي لينا ذنب في اللي حصل
بتلك اللحظة ضرب محمد السيوفي العصاه في الأرض بشدة ثم قال بانهاء:-
_يعلم ربنا إن بنتك في بتنا متعملتش غير زيها زي حفيدي وموضوع السم دا هنعرف مين اللي عملـ....
لم يكمل حديثه حيث صرخت نسمة بعلو بـ:-
_أنا.....؟!
تحولت جميع الانظار لها،  الجميع في حالة من الصدمة والاندهاش،  اقتربت منها صفاء وأمسكتها من يدها حتى تصمت ولكن ما قالته ابنتها جعلهم جميعا يصيبوا بالسهو:-
_أنا من يوم ما اتولد وأنا بحب حمزة وحاسة إنه ليا أنا ومش لحد غيري
لم يصدم إلا علي الذي جاء من السفر لآجلها،  اقترب منها ثم وبصراخ ناري قال:-
_إنتي بتقولي إيه؟!  أكيد بتهزري أصلا لو مش بتهزري هقتلك أنا وصلني خبر موافقتك على جوازنا
وكأنه لا يتكلم معاها أكملت حديثها بكل برود:-
_أنا حطيت السم لترنيم آه غيرانة منها من غير تعب أو حب أخدت أكتر واحد في الدنيا يتحب
صرخت منال بها بشدة:-
_ازاي تسمحي لنفسك إنك تاذي بنتي!!!
قهقهت نسمة بصوت عالي ثم وبجنون قالت:-
_صح بنتك ملهاش ذنب قلبي اللي له وكمان حمزة اللي طول عمري كنت بلمح له بكدا
نظرت حولها فـ لم تجد غير السكين،  اتجهت نحوها تحت أنظارهم المذهولة،  لا يعلمون ما الذي تنويه
تحدث محمد السيوفي بغضب:-
_ماسكة السكينة ليه يا قليلة الأدب
اتجهت نحو حمزة ثم رفعت السكين للأعلى وجاءت حتى تضربه بها ولكن............................
يتبع....
******
ما تنسوش لايك شير كومنت

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Aug 10, 2021 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

متيمة بحب القاسيWhere stories live. Discover now