الفصل الثامن

1.7K 32 4
                                    

الفصل الثامن
متيمة بحب القاسي
خرج الطبيب من غرفة العمليات،  أسرع إليه "حمزة"  والفزع مازال مرسوم على وجهه،  سأله بقلق:-
_ها يا دكتور مراتي عاملة إيه؟!

هز رأسه كعلامة تدل على استقرار حالتها الصحية،  ليفرح حمزة ويسأله بلهفة:-
_طيب هتطلع انهاردة
أومأ الطبيب برأسه،  ليبتسم الآخر باشتياق لها ولتمردها الدائم له،  تذكر أول مقابلة لهم،  والتي كانت بالنسبة لها الأولى ولكن له من الممكن أن تكون المرة الألف،  ولكن أول مرة يسمع صوتها الرقيق برغم غضبها بذلك الوقت..
بتلك اللحظة أخرجوها على السرير المتحرك ليشعر بالشفقة لحالتها الصحية... التي وصلت لها..
دلف خلفها لغرفتها التي وضعت بها، أمسك يدها وملس على وجهها بحب ثم قال:-
_سامحيني
بتلك اللحظة دلف جده ليطمئن عليها فـ وجد حفيده ينظر لها بنظرات عشق،  شعر بالفرحة من آجله،  وأخيراً بدأ يتقبل حياته، وضع يده على كتف حمزة ثم سأله بحنو:-
_ها يا بني هي كويسة؟!
_أيوا الحمدلله
قالها وهو يحدق بها يخشى أن يتركها ولكن حديث جده وتره حيثُ قال له:-
_بتحبها؟!
جحظ بعينه لا يستطيع أن يرد على سؤاله فـ قال بتلعثم:-
_أنا هروح الحسابات أدفع حساب المستشفى
******
بعد مرور ساعات طويلة بالطريق، وصل أهل ترنيم والهلع يرافق قلبهم
لا تستطيع منال التحدث فقط تبحث عن ابنتها في كل مكان،  اقتحمت البيت بدون استئذان،  اتجهت نحوها صفاء حين رأتها،  لا تنكر أنها شعرت بالرهبة لوجودهم،  ملامحهم تبين أنهم عرفوا شيء ما عن ابنتهم
ابتلعت ما في حلقها بتوجس،  لتردف بنبرة يملأها التوتر:-

_في إيه يا حبيبتي منورة؟!  مش كنتي تقولي إنك جاية دا إنتي حتى دخلتي إنتي وچوزك من غير ما ترنوا الچرس

نظرت لها بضيق،  وزداد قلقها من تلك النبرة المتقطعة التي تحدثها بها صفاء،  كلامها خلفه شيء كبير حدث ويريدوا أخفائه
صرخت بعلو باسم ابنتها:-
_تــــــرنــــــــــــــــــيــــــــــــــــم!!!
ليتجمع من في المنزل على صوتها إلا ابنتها وزوجها،  رأت بتلك اللحظة نسمة،  هي تعلم جيدا أنها لا تتقبل ابنتها تشعر أن ما يحدث لابنتها سببه تلك الفتاة
بتلك اللحظة تحدث عامر بنفاذ صبر:-
_ممكن يأم نسمة تقوليلي لينا البنت فين صبرنا خلص وبعدين فين الحاج محمد السيوفي إحنا بنتنا هنا أمانة معاكم
هزت صفاء رأسها توافقه على ما يقوله ثم نظرت إلى ابنتها التي  حطمت الثقة التي يحملوها،  كسرت كلمة جدها بسبب الغيرة
عادت منال تلقي بسؤالها مرة أخرى صارخةٍ بهم:-
_بتبصي لبنتك ليه سؤال عامر وكلامه صعب إنك تردي عليه ما تنطقي بنتي فين
استدارت صفاء حتى تنظر لها مرة أخرى ثم قالت لها بهدوء:-
_ممكن تقعدي طيب وأنا هفهمك كل حاچة؟!
جذت على أنيابها بضيق،  كيف لها أن تطلب الجلوس وهي قلبها ينزف من الدماء وكل هذا نتيجة للخوف الشديد،  خائفة وتشعر أن صفاء لا تهتم بقلقها
كورت يدها بانفعال ثم قالت:-
_لو ما قولتش بنتي فين ولا حصل ليها إيه أنا هروح عند بنتك وأخنقها هتشوفي الوضع اللي أنا فيه؟!
صرخت بها صفاء:-
_هو إنتي ليه محسساني إننا موتنا بنتك هي أكلت والآكل تعبها فراحت هي وچوزها المستشفى وساعة وچاين
****
فاقت أخيراً،  لم تتوقع ألا تجده وهي بتلك الحالة،  لا تستطيع حتى أن تتخيل هذا الشيء،  هل يكرها كل هذا الكره،  حتى وهي في أمس الحاجة إليه لا يسندها
نظرت إلى محمد ثم سألته بهدوء:-
_هو حمزة جبني هنا يا جدو وسافر يخلص شغله يعني حتى مش قادر يستنى لحد ما أخف

كاد أن يرد محمد عليها ولكن وصول حمزة الذي شعر بضيق من نفسه لأنه أوصلها لتلك الحالة ألا تثق به أبداً
ابتسم لها ثم قال بمزح:-
_أيوا سفرت لحد الحسابات وجيت أطمن عليكي
شعرت بالخجل الشديد من نفسها فـ عادت وقالت بفرحة:-
_يعني إنت كنت معايا
_من أول لحظة
ابتسمت له حاولت أن تقوم فـ أوقفها بسبابته وقال:-
_الدكتور هيشوفك وهنمشي خلاص؟!
أومأت برأسها بتعب ثم عادت مرة أخرى في النوم
تنهد بقوة،  بتلك اللحظة دلف الطبيب وعلى وجهه بسمة صغيرة،  سألهم بجدية:-
_هي لسه ما فاقتش ولا إيه؟!
رد عليه حمزة بهدوء:-
_لا فاقت واتكلمت معانا
اتجه نحوها ثم أمسك يدها حتى يرأ نبضات قلبها،  شعر حمزة بالغضب الشديد،  لا يستطيع أن يتحمل لمس أحد غيره لها
بتلك اللحظة فتحت عيناها ليتحدث معاها الطبيب بمرح:-
_ها الچميل عامل إيه دلوقتي؟!
منذ خمس دقائق كان ممتن لذلك الطبيب لأنه أنقذ زوجته ولكن بعد خمس ثواني سـ يكون ممتن لنفسه حين يقتله
ابتسم بسمة صفراء ثم قال:-
_والله الجميل عاوز يروح ياريت يعني نمشي
نظر لها الطبيب ثم قال:-
_ومستعچيلة ليه؟!  دا إحنا لسه عاوزين نسالك سبب الأكل المتسمم
وبرغم من استفزازه من طريقة الطبيب إلا أنه ذكره بالطعام.... لما ترنيم فقط بتلك اللحظة تذكر أن من فعلت الطعام هي نسمة
فاق من تفكيره على ابتسامة ترنيم المشرقة للطبيب وكانها عروس وليست مريضة... ردت عليه بصوتً ناعم:-
_الصراحة مش بحب جو المستشفى
ما هذا الغرام الذي يحدث،  هل سـ يشاهد طريقتهم دون أن يتدخل
تكلم بصوته الغليظ:-
_أظن يا دكتور اتفضل إنت عشان أجهز مراتي عشان نمشي
غيرته أثبت لجده أنه يحبها وهذا الشيء أسعده،  بينما ترنيم فـ كانت تلاحظ هذا لذلك تحدثت بتلك الطريقة مع الطبيب
اقترب منها ليحملها،  بعد أن انحن لها ليهمس في أذنها:-
_دبك دا مفتوح ليه ها اشمعنا انا منكدة عليا ومش بشوف ضحكتك اللي لو طلعت لغيري ينكد عليها وصوتك الرقيق مش بشوفه يعني

حاولت كتم ضحكتها ولكن لم تستطيع فـ خرجت بعلو مما جعله يقول بغضب:-
_لو ضحكتك دي خرجت كدا تاني هوقعك وخليهم يعملولك عملية قطع لسان على طول
****
بعد ان سمعوا ان ابنتهم في المشفى قرروا أن يذهبوا إليها ولكن اتصال حمزة أوقفهم حيثُ أمرهم بتجهيز الغرفة لاستقبال ترنيم
انتظر منال وعامر أمام باب المنزل بقلق شديد،  وأخيراً جاءت سيارة حمزة من بعيد،  بلهفة شديدة ركضت منال فاشار لها حمزة حتى تقف لأنه سـ يقترب لها،  وبالفعل حين اقترب أوقف مكبح السيارة ونزل منها ثم اتجه نحو الباب ليفتح لزوجته ويحملها
بتلك اللحظة أمسكت منال يده ابنتها وقبلتها ثم سألتها بقلق:-
_إيه اللي حصلك؟!
لم ترد عليها بينما رد عليها حمزة وقال:-
_بنتك تخنت عندنا وأنا مش قادر أشيلها
ضربته ترنيم بيدها على كتفه ثم قالت بسخرية:-
_شوف نفسك في المرايا
دلف بها للداخل وبتلك اللحظة تحدث عامر بضيق:-
_أنا بنتي حصل لها إيه؟!  كنت سايبها معاك وموصيك عليها أنا هاخدها معايا وياريت تبعت لها ورقة الطلاق
بعد هذا الكلام الذي جعلهم جميعا يشعرون بالصدمة إلا نسمة التي شعرت بالفرحة الشديدة ولكن رد حمزة جعلها تغضب:-
_هو حضرتك جاي من بيتك عشان تقول لي الكلمتين دول معلش ياريت توفرهم لنفسك!!
ثم عاد ليحمل زوجته ويذهب بها نحو غرفتهم..
.................
يتبع.
ماتنسوش التفاعل

متيمة بحب القاسيWhere stories live. Discover now