لقاءٌ دمويّ

277 32 22
                                    

صرخةٌ مُجلجلةٌ تدبُّ الرّعب في النّفوس يليها انطفاءُ أنوارِ جميع البيوت بالحيّ، وسطوع ضوءٍ خافتٍ من قبو أحد المنازل المرعبةِ، إنّه ضوءُ العناصر الثّلاث!

دخلتْ إلى المنزل المهجور حيثُ مكان اللّقاء، توجّهتْ نحو القبو فوجدتْ الأشباح والوحوش وكلُّ أصدقائنا لهذا الشّهر في اِنتظار وصول متابعينا الأعزّاء:

-مرحبًا أعزّائي متابعي مسرحِ الرّعب، سنأخذكم اليوم في رحلةٍ مشوّقةٍ ومليئةٍ بالإثارة مع عناصرنا الثّلاث لليوم.

أخذتْ تتمشّى بينما تتحدّث حتّى وصلتْ إلى الكرسيّ وجلستْ قبالةَ الأريكة وأكملتْ:

-ظلامُ اللّيل الدّامس يُداهِم الغرفة بعنفوان، بطريقة تسبّبُ الرّهبةَ في القلوب، في بيتٍ هَجم على السّماء بشموخه، قابعٌ وسط الحيِّ، يهابه الجيران؛ لكونه البيت المُغلق ذا الضّباب مجهولِ المصدر، فلا سكّان فيه، بيتٌ مهجور يُخرج دخانًا! إنّه لأمرٌ مريبٌ للمارّةِ، ولكن على ما يبدو ليس جميعهم يهابونه، فهناك من وقف يحدّق في البيتِ بلمعةِ أعينٍ غريبة، ذهولٌ مختلطٌ بشغفٍ، فضولٌ ربّما! شخصيّةٌ غريبة المظهرِ، مريبةُ الهالة.

ضيوفنا متناثرون في هذه القطعة، وقليلٌ من يجيد ضيافتهم وحسن استخدامهم؛ لذا لا يذهبون لأيّ أحدٍ ولكن لأجلكم جاؤوا، حتّى يُعرّفوا عن أنفسهم بشكلٍ لائق وما يضايقهم من الكُتّاب في استخدامهم، رحّبوا معي بضيوفنا الثّلاثة: الزّمكان، السّرد، الشّخصيّات.

لبناءِ قصّةٍ مرعبةٍ لا بدَّ من توافر العناصر كاملة ولأنّ أدب الرّعب يحتاج لكُتاب مبدعين دارسين لهذا الأدب، رأينا أنّه سيكونُ من الجيّد أنْ نتعرّف على أهمِّ ثلاثِ عناصر به، حتّى تخرج القصّة مُرعبةً.

-سنبدأ مع ضيفنا العزيز الذي لا يفترق قِسماه؛ الزّمان والمكان، أخبرنا عنكما وكيف يُساء استخدامكما؟

-كما هو متعارف عليه فالزّمكان العاديّ في القصص هو من أعمدتها التي تبني الواقعيّة، وكذا الأمر في قصصِ الرّعب، فيجب أن أكون مرتبطًا بشيءٍ مخيفٍ عندما يتمُّ ربطيَ مع الأحداث، فمثلًا أين الرّعب في قصّةٍ تجري أحداثها في وضح النّهار؟ أو في مكانٍ أخضر به زهور؟ لا رعبَ فيهما بالتّأكيد.

فيأتي بعض الكُتّاب ويُهمّشون الزّمان فلا يوضِحون هل القصّة في النّهار أم اللّيل! كيف سأقنع القارئ بالرّعب ونصفيَ الآخر مهمّش؟ وهناك من يجعل المكان مفتوحًا وليس مغلقًا، يمكن استخدامي كمكان مفتوحٍ، المقبرة على سبيل المثال؛ فهي علامةٌ للرّعب، حديقةٌ حدث بها حادث ويُسمع منها أصواتُ الصّراخ في اللّيل... والكثير من الأماكن غيرها، إن أجاد الكاتب استخدامي سأكون بالفعل عونًا له في تكوينِ قصّته المُرعبة، وأُفضّل أنْ أكون مغلقًا؛ حتّى يخدم هذا الأحداث فمن كلّ صوبٍ يضرب الرّعب المكان، كالغرفة والمشفى المهجورة... وهلمَّ جرًا.

موسوعة الفئاتWhere stories live. Discover now