الفصل الرابع

121K 2.6K 134
                                    

استمرت سابين فى النظر بتسلية الى الكائن المفرط الرجولة و جاذبية امامها و قد ارتفع حاجبها الايسر قليلا وهى حركة ملازمة لها تقديرا لاى جاذبية رجولية ما ان تستشعرها .
ارتفعت زاويتي شفتيها المكتنزتين قليلا و قالت بصوت عميق ناقوسي ذو بحة غريبة سقط فى هواها اشدالرجال (نعم؟!..)
كلمة واحدة قليلة الحياء من فتاة وقحة مغرورة لا تليق ان تكون صاحبة مركز مهم مثل منصب مديرة مكتب مازن مهران .
ظل لحظات واقفا امامها كالجبل الشامخ و يديه فى جيبي بنطاله , عيناه لا تحيدان عن عينيها فى اختبار لقوة الارادة بينهما , استمرت اللحظات البطيئة حتى سرت بجسدها رعشة خفية جعلتها تطرف بعينها , فقط طرفة واحدة هو لاحظها و انتصر وظهر انتصاره فى عينيه مما اشعل غضبها .كانت حربا شعواء مدتها لحظات قليلة استشعرت فيها ما له من باس و صلابة جديدين عليها, وكان تاثير ذلك عليها يماثل غضب سنين و قرون.
(من فضلك يا انسة اتبعينى الى المكتب لنناقش امور العمل)
......عبارة مهذبة بصوت رجولى عميق صادرة من الكائن البشري الضخم امامها .
فغرت شفتيها الجميلتين لحظة لتعود وتزمهما لتمنعهما من قول ما لا يحمد عقباه.
(هلا تتكرم سيادتك و تشرفنى بمعرفة هويتك)قالتها بسخرية شرسة
ارتسمت سخرية قاسية على زوايا فمه و قال
؛(الان وقد سالتى بادب ... اعرفك بنفسي .انا احمد مهران مديرك الجديد).
.................................................. ...............................
كانت جالسة على فراشها تضم ساقيها الى صدرها و تؤرجح نفسها الى الامام و الخلف فى حركة رتيبة بينما عيناها لا تريان امامها , منذ ان فرت من امامه صباحا الى غرفتها لم تخرج منها .
انها مرهقة , مرهقة جدا هذا كثير عليها فى اقل من عشرين ساعة شعرت انها تموت و تحيا الف مرة . يا الهى اقل من يوم و ها انا اكاد ان انهار كيف ساكمل هذا الاتفاق اللعين .
ترى هل سياتى اليها الليلة .. اذا جاء ستكون مستعدة له , الليلة الماضية اخذها غدرا اما الليلة فهى جاهزة لان تنشب مخالبها فى عينيه القاسيتين اذا حاول لمسها
احمر وجهها بشدة و زاغت عيناها و تسارعت انفاسها واخذت حالة الفزع القديمة فى الظهور تدريجيا , و ازداد تارجحها الى الامام و الخلف سرعة و تدافعت الصور امام عينيها ,عينان سوداوان بشعتان تحملان كره العالم لها ...الم ..الم شديد احساس بروحها تكاد تخرج منها لتعوداليها مرة اخرى ابية ان تريحها من العذاب .
فجاة اخذت العينان السوداوان فى التباعد لتختفى و تحل محلهما نظرة من عينين اخرتين رماديتين , نظرة لطالما رافقتها من طفولتها , لطالما شعرت بمراقبة هاتين العينين لها حتى دون ان تراهما اماها .نظرة لم تفهمها قبلا .
اخذت تهدا قليلا و يعود تنفسها لسرعته العادية
(الن ياتى ...؟) همست لنفسها باحباط
اخذت حالتها الهيستيرية فى التباعد و عاد وجهها الى لونه الطبيعي

(ما الذى اخره ..الن ياتى ؟).

هل سيستجوبها من جديد بشان طلال ..يا الهى .....طلال كنت مؤذيا و انت حى ولا زلت مؤذيا حتى بعد مماتك .
اظلمت عيناها للذكريات البشعة .
(الم .الم وطعم الدم فى فمهاوصوتها المرتجف لم يكن هذا ضمن اتفاقنا ارجوووووك )
ظلام يحيط بها .ليال لا تنتهى مرات و مرات ....و الخلاص بالظلام المعتاد ليعود شعاع الفجر لايقاظها لتعود وتنتظر مصيرها المحتوم.
تذكرت انها همست نفس الكلمات الليلة الماضية الا ان ما تلاها كان بركانا من حمم لاهبة ثم اعقبها نفس الظلام .
(اكره حياتى . اكره عائلة الراشد و نساؤها و اكره عائلة مهران جميعهم لم ارى منهم سوى الالم ......و اكرهها هى .......اكرهها اكثر من كرهى لاى الم اصابنى)

لعنتي جنون عشقكWhere stories live. Discover now