الفصل الخامس والعشرون

99.6K 1.9K 236
                                    

لم تصدق سابين نفسها و هي تسير بتمهل على الأرض الناعمة تطرقها بكعب حذائها العالي .... الا إنها هذه المرة تطرق أرضها الخاصة , حلمها القديم الغالي .....الفارق الوحيد أن الحلم القديم كان مجموعة سابين الخاصة ...... أما الحلم الجديد فقد جرى له تعديلا بسيطا .....بسيطا جدا .......

إنها مجموعة بنات عماد الراشد ...........

هل مجرد اختلاف الإسم يشكل في داخلها هذه اللحظة من جموحٍ منتصر ؟؟....... أم أن شيئا آخر قد غير حياتها وجعل منها انسانة أخرى بإحلامٍ جبارة لا توازي أحلامها القديمة ..........

مر شهر على بدء تعاون عمار مع سابين و قد كان شهرا مهلكا لها نفسيا وجسديا , استطاعت بعد جهد إيجاد مقرا مناسبا للمجموعة .... مقرا عرض للبيع بفرصةٍ ذهبية فما أن ذهبت لتعاينه حتى وجدته المكان الأمثل بالنسبة لموقعه في مركز المدينة , لكن بالطبع كان ذو ثمنا خيالي لم يقارب حتى من بعيد كل ما جمعته خلال فترة عملها الطويلة في مجموعة مهران ......

فكرت في أخذ قرض من البنك الا أن عمار ما أن أطلعته على نواياها حتى رفض نهائيا و صمم أولا على معاينة المكان , و ما أن تأكد له صواب رأي سابين حتى قرر على الفور التكفل بشراء المقر و تجهيز ما ينقصه بالرغم من أنه مجهز بالفعل بمعظم ما يلزم ..... حاولت سابين الإعتراض الا أن عمار لم يترك لها الفرصة .... فأعلمها بأنه سيترك لها أمور الإدارة بينما تترك له أمور التمويل ....وأنه لن يضيع هذا المكان أو أن تتحمل المجموعة أقساط القرض وفوائدها بدون سببٍ وجيه .....لذا أصر على رأيه وبشدة ....

كان عمار يسير خلف سابين وهو ينظر اليها مبتسما .....إنها تبدو كطفلة اخذت للتو لعبة العيد .....وتبدو كأمراة على وشكِ تحقيق حلمها ..... من بريقِ عينيها المختلط بحزنٍ دفين ..... في الفترة السابقة ِ كان قد استنتج ان زواجي سابين وسما على وشكِ الإنهيار ....لكنه لم يعلم بالأسباب .......

يشعر بأنه الفترة السابقة قد ارتبط بهن للغاية ..... وأحبهن بشدة , لذا لا يمكنه منع نفسه من الحزن لحزنهن .... انهيار زواج سما سيحطمها بالتأكيد فهي رقيقةٍ كنسمة ...أما بالنسبةِ لسابين فسوف يجرحها , لكنها ستتعامل مع جرحها بشكلٍ رائع .......

أما حلا في تبدو وكانها تشرق و تتفتح يوما بعد يوم .....كزهرةٍ صغيرة تلتفت الى الشمس أينما ذهبت ..... لكنه أيضا لا يعلم لماذا لا تقيم مع زوجها بالرغم مما يبدو عليها من شوقٍ و تطلع لليوم الذى سيجمعها بزوجها بيت واحد .........

استدارت سابين لتجد عمار يحدق بها مبتسما فابتسمت هي الأخرى وقالت برقة

(ها هي البداية يا عمار .........)

ابتسم وهو يومىء براسه قائلا

( لقد أوشكنا على البداية ......لكن البداية الحقيقية ستبدأ ما أن ننزل للسوقِ بالفعل ...سابين هل أنتِ مدركة للمنافسة الشرسة التى سنخوضها ....نحن سننافس فطاحل السوق , ومن أهمهم مجموعة مهران .....)

لعنتي جنون عشقكWhere stories live. Discover now