الفصل التاسع عشر

98.6K 2.1K 312
                                    

صغيرتي سابين ......

حين تقرأين هذه الكلمات .... أكون أنا قد غادرت بعيدا عن هذا العالم و سيكون قد حدث هذا منذ سنواتٍ عديدة بالنسبةِ لكِ

أستطيع تخيلك الآن واقفة أمامى , شابة رائعة السحر و الجمال ..تسبي القلوب , تماما كما سبيت قلبي حين نظرت لعينيكِ الزرقاوين لأول مرة وأنا أحملكِ رضيعة بين ذراعي .......

قد لا أملك الحق في طلب السماح منكِ صغيرتي .....لكن لا أملك سوى ان أترجاكِ لتكملي الرسالة لنهايتها .......

لم يكن هناك ما يمكنني فعله سوى ذلك سابين .....فقد كانت النهاية ...وقررت ان أرتاح في لحظاتها ......

كنت مستعدا لأمضي عمري فقط من أجلك انتِ وإخوتك ...فلا سبب آخر قد يعطيني البهجةِ التى جلبتموها الى حياتي ......و قد عاهدت نفسي ان تظل روحي لكُن... طالما في صدرى نفسا يتردد .......لكن شاء القدر ان يكون هذا النفس قد أوشك على الرحيل بلا عودة ....

ستكون الصورةِ الأخيرة لي شديدة القسوة عليكِ صغيرتي ......قد لا تتذكرني حلا , لكن أنتِ ستتذكريني لذا أردت ان أحميك من رؤيتها ......فضلت ان تبقى في ذاكرتك صورة لي لا تتألمين حين تريها .......

حمدت الله حين علمت بمصيري لكن خوفا تسلل الى قلبي من ان تكون النهاية القاسية في فراشٍ بارد موحش .....اردت السكن الى الروح الوحيدة التى كانت ملاذى في كل عثرة .....

حلما بعيدا عمره ضعف عمرك ...... حلما لم انله الا و انا اودع هذا العالم , لاجد ساعدتى في ايامي الاخيرة مع من احببتها دوما وابدا ..... اميرة .......

مهما كانت نقمتك علي يا سابين لكن اياكِ و النقمة عليها هي ...... لم تفعل سوى انها قررت خوض النهاية الشاقة معي ..... لم تكن والدتك لتتحمل ابدا ......

اريدك ان تتاكدي انى كنت دائما مخلصا لوالدتك يا سابين ..... حتى قلبي حاولت دائما تطويعه لايجاد افضل مافيها لاحبه , وصدقيني اننى نجحت فى ذلك في كثيرٍ من الاحيان , لكن حين علمت بحالتي , كان يجب ان اعرف انها ستتغير , لم تكن ايثار من النوع الذى يتحمل المآسي ابدا ..... لذا فبعد صدمتها الاولى بدات في التباعد وزيادة الجفاء الذى كان بيننا دائما .......

وقد شعرت بالخوف ...... يؤلمني جدا هذا الاعتراف , الا اننى مدينا لكِ به ........ نعم شعرت بالخوف , وكنت احتاج الى شخصا بجانبي , ولم يكن هناك افضل من حلم عمري .......

لقد خيرت والدتك بين البقاء معي وبين التحرر مني , فكان ان اختارت حريتها ..... وقد عذرتها .... حقا عذرتها ........

صدقيني حبيبتى ان قلبي يرق لحالها الآن , فهى لازالت شابة رائعة الجمال عليها ان تختار البقاء مع زوجٍ مريض الى ان تترمل في نهاية المطاف , او ان تنال حريتها لكن وهى تتحمل مسؤلية ثلاث بنات صغيرات لتشق حياتها وحيدة بهن ........

لعنتي جنون عشقكWhere stories live. Discover now