كانت سما في الحديقة منحنية على ركبتيها تضع بذورا في حوض الورود الخاص بها ......كعادتها كل يوم بعد أن تخرج كلا من سابين وحلا الى العمل .........
تغمرها أشعة الشمس بدفئها وهي سارحة بخيالها مسافرة بقلبها عند فارسها .....الن يرتاح قلبها أبدا .الن يهدأ بالها .....الى متى ستظل قلقة عليه ......ترى هل يستطيع تدبير أموره بنفسه .....هل يتقبل المساعدة كما أخبرها , أم أنه عاد لعناده الأحمق و رفض الجميع .....منذ أن هاتفته آخر مرة , لم تسمع صوته مجددا .....انتظرت منه أن يطمئنها على نفسها .....الا أنه كالعادة لم يبالي وتركها تستجدي أخباره خلسة من كل من حولها .........لكنها لم تستطع الحصول على معلومة ...... أي معلومة تريح قلبها الملهوف ..... الجميع يناورونها و يلتفون حول اسئلتها ........ ماذا به ..... هل حدث شيء والجميع يخفون عنها ..........
يالهي .......إنها تكاد تموت قلقا عليه .......منذ مدة .....منذ ما يقرب من الشهرين اتتها مكالمة من رقم غريب قرب وقت الفجر .....استيقظت على الفور من نومها القلق المحمل بأحلامٍ أسيرة فارسها ......فالتقطتت هاتفها لتجيب بلهفةٍ متمنية أن يكون هو من يهاتفها .....الا أن الصمت طال من الطرف الآخر فلم تستطع منع نفسها من الهمس بلهفة
( فارس ؟.......أهذا أنت ؟........)
لم يأتيها أي جواب , فقط سماع صوتِ أنفاسٍ كادت تجزم أنها أنفاس حبيبها ......لكن لو كان هو لماذا يهاتفها في هذا الوقت من رقمٍ غريب .......ودون حتى أن يسمعها صوته ......تعرف أنه خطأ كبيرا أن تتمادى في مكالمتها مع مجهولٍ قد يكون مجرد أحمق لكنها لم تستطع منع نفسها من الهمس باستجداء
( فارس .....أهذا أنت؟......أرجوك أجبني حبيبي ........)
تعالت أنفاسه المتحشرجة ......وسمعت تنهيدة حارة ثم أغلق الخط بعدها .....إنه هو , هي متأكدة أنه هو ......ماذا أراد , ولماذا لم يسمعها صوته ......إنه ليس بخير , وهي تدرك هذا ........حاولت مكالمته مرارا بعدها الا أنه لم يجبها أبدا وحتى هذه اللحظة .......
أين أنت .....فقط اشفق على حالي واسمعني صوتك يا من قلبك في قساوة الحجر
( ياسميناااا...........)
توقفت أصابعها تماما و توقف قلبها عن خفقاته حين سمعت تلك الهمسة المختنقة المتحشرجة من خلفها ......هل هي تحلم ....هل وصل هوسها الى هذه الدرجة .......
التفتت ببطء وهي ترفع يدها لتداري أشعة الشمس لتتمكن من رؤية صاحب ذلك الظل العملاق .........لم ترى ملامحه , لكنها عرفت ظله ......شموخه وصلابته .......وقفته الشرسة .....انقباضة كفيه ........
قامت ببطءٍ وهي تنظر بذهول الى حبيبها .....فارسها .....يقف أمامها بنظارته الداكنة و عصاه الرفيعة ............
YOU ARE READING
لعنتي جنون عشقك
Romance(ها قد فعلتها مرة اخرى ... وكنت قد أقسمت الا ابيع روحى ثانية تطلعت الى صورتها فى المرآة فلم ترى سوى صورة باهتة لجسم بلا روح و عيون هربت منها الحياة فأبت ان تذرف دموع لا تستحقها فلقد نضبت من عينيها دموع الشفقة على الذات نظرت الى صورتها بفستان الزفاف...