1 🍁

5.7K 196 123
                                    

احدى صباحات كندا.. وبين تلك الاحياء القديمه، يقبع ذلك المنزل المتواضع ويضُم بداخله دفء وحُب العالم بأكمله، على انّ المنزل قد هُلك بسبب الزمن لكن لا يزال مُتمسكًا بالمحبه التي يُقدمها ساكنيّه لبعضهم البعض.. تلك الأم وذلك الإبن

"بُني، هيا انهُ موعد سفرك استيقظ"
نطقت الام وهي تضعُ الافطار على المائده تنتظر صغيرها الوحيد ان يستيقظ ليذهب لرحلة عمله..

"صباح الخير زهرتي الوحيده"
خرج الابن من غُرفته مصبحًا على والدتهِ، وبيده حقيبه بُنية اللون تحمل بداخلها ملابسه وحاجياته.. اخذ يُقبل رأسها ويجلس على المائده يتناولُ افطاره بهدوء

"تيهيونق.. صغيري، انتبه على نفسك ارجوك.. لا تؤذيك الرياح ولا الامواج.. عُد إلي سالمًا كما ذهبت" قلب الأم الحنون.. ومن يقوى على حنيةِ الامهات! تُخبر طفلها الوحيد بكل خوف وقلق تحملهُ اتجاه رحلةِ عمله هذه

" ألم تعتادي على رحلاتي هذه يا زهرتي؟ منذُ ثلاث سنوات وانا اذهب بهذه الرحلات.. اجمع المال لكي اخُذك برحلةٍ بدرجة الاغنياء واجعلكِ تعيشين اجمل شعور .. انتظريني فهذهِ اخر رحله"
امسك بكف والدتهِ يُقبلها قبل ان يستقيم ويتجهَ ناحية الباب

تيهيونق

من يراني الان سيظن انني ذاهب لاجتماع او رحلة عمل من درجة عاليه.. لكنني لست سوا عامل في تلك السفينه الضخمه.. اعمل ليلًا ونهارًا لكي اجني المال من اجل مالكة قلبي.. امي ومن غيرها؟ انا لست سوا فتى بـ ٢٥ من عُمره، لن اقول بأنني اكره عملي كـ خادم على سطح تلك السفينه! انا أكره تعامل الاوغاد الأغنياء هُناك..

كم امقتهم كلهم.. يأتون لكي يسخرون مننا بسبب طبقة اجتماعية فقط! لكن ليذهبوا للجحيم فـ مُنذ عملي هُناك اصبحت ادخر المال لكي اكون مثلهم وامنح والدتي شعور المرأة الغنية في هذا المُجتمع العُنصري.

"اللعنه تأخرت" نطقت بها لأركض خلف سيارة الاجرة التي تجاهلتني وذهبت اضربُ نافذة الباب لكي تتوقف

"لماذا لم تتوقف حينما ندهتُ عليك!!"
صرختُ على سائق الاجره.. لينظر الي بطرف عين وينطق بـ اصعد.. اعلم جيدًا كم يمقتون المُجتمع الآسيوي.. وبما اننا لاجئُون هنا سنتحمل تعاملهم السيء لكي .. نعيش فقط

إمبراطورة أيرلندا | vmin 🍁Where stories live. Discover now