١| شهابٌ ساقط

1K 65 471
                                    

___

" لربما كان لقاءَنا الأوَل مُختلفًا بشكلٍ مريب! فلطالما أخبرونا بأنَّ الجميلة هي مَن أنقذت الوحش من لعنة السحر التي أصابته حينما أحَبَّته، ولكنهم لم يُخبرونا يومًا بأنَّ ذلك الوحش قد حلَّت عليه اللعنة عندما أنكَر وجود الحُب وقام برفض الجميلة من البداية "

___
.
.


٭ الثانية عشر بعد منتصف الليل ٭

فوق أحد الأماكن المنعزلة، وبالتحديد.. على حافة ذلك التل المؤدي لمدينة أبردين في دولة اسكتلندا.

كنت أقود سيارتي عائدة إلى المنزل بعد إنتهاء يوم عملٍ شاق ومُرهق في تصوير مُتسلقي الجبال.

السماء اليوم مُكبلة بالغيوم والجو العام أضحى باردًا بشكلٍ مُخيف، أنا مُتناقضة في أمر كُرهي للبرد بالنِسبة لفتاة قَضَت حياتَها في اسكتلندا.

فأنا أخشى الغيوم والأمطار والأجواء العاصفة، بقدر ما أخشى العناكِب تمامًا.

فالشتاء بالنِسبة لي لا يقل شيئًا عن عنكبوت يلتصق بالحائط أمامي، فكلاهُما ينسِجان خيوطهما البيضاء بشكل مُختلف.

الشتاء ينسِج ثلوجه البيضاء فوق الطُرقات، الأزِقَّة، وكذلك قِمم المنازل، بينما العناكب تنسِج خيوطها البيضاء في أي مكان خَفي، حتى أسفل الأَسِرَّة إن شاءت.

أليس ذلك بالشيء المُرعب؟ أن تنظر أسفل سريرك فجأة فتجد أحد تلك الكائنات ذو الثمانية أعين يحتل مكانك الفارغ بالأسفل!

مجرد التفكير في الأمر يجعلني أشئمز حقًا.

صوت هاتفي أخرجني من مُحيط أفكاري التي لا تنتهي.

والذي يصُب جميعه في كيفية الوصول إلى المنزل بشكلٍ أسرع قبل هبوب تلك العاصفة التي حذَّرَت عنها الأرصاد الجوية قبل ثلاث ساعات.

إلتقطتُ هاتفي أُجيب عن الشخص الذي علمتُ هويته بالفعل دون النظر إلى الشاشة :

" نعم يا صغيري، أنا في الطريق، كدتُ أن أصل لا تقلق "

أجل، إنه أخي الذي يخاف عليَّ أكثر من أي شيء في هذا العالم، فبعد أن فقدنا والدينا منذ أن كنا أطفالاً صغار ونحن العائلة الوحيدةُ لبعضنا.

" مادو، هل أنتِ بخير؟ مظهر السماء لا يُبشر بالخير وأنتِ تكرهين هذا الجَو أختي، إن إشتدَّ المطر فقط عليكِ إيقاف السيارة

المنبوذWhere stories live. Discover now