٢| مُستذئب

208 14 3
                                    

___

كانت تجلس على الأرض بجانبه تنظر إليه من حينٍ إلى آخر.

تلك الدماء التي كانت تسيل على جانب وجهه جعلتها تخشى أن يكون ميتًا، ولكن رهبتها من إستيقاظه ومحاولة خنقها مُجددًا لم تخرُج من رأسِها.

رنَّ هاتِفها فإنتفض جسدها فزعًا، عادت التغطية مُجددًا وإلتقطت هاتِفها كي تُجيب.

" مـ-مرحبًا "

" مادو، مادو هل أنتي بخير؟ اللعنة عليكِ يا فتاة كاد قلبي أن يقف، أين أنتِ الآن؟ هل لحِقَتكِ العاصفة أم إستطعتِ تفاديها؟ "

" أندرو، عزيزي أنا بخير لا تقلق، لقد صُدِمتُ بجزع شجرة وزجاج سيارتي الأمامي مُحطَم تمامًا، سأحاول الوصول إلى فُندقٍ ما حتى الصباح، بطارية هاتفي على وشك الإنتهاء سأحدثك في وقت لاحق حسنًا! إنتبه على ذاتك عزيزي، إلى اللقاء "

أغلقت هاتفها قبل أن ينطِق أخيها بحرف آخر، فهي تعلم جيدًا كم هو قلقًا بشأنها الآن.

وتخشى أن تُخبره ما حدث معها فيأتي إليها في ذلك الجَو السئ ولن تستطيع الإطمئنان عليه بسبب سوء التغطية.

فقررت مواجهة الأمر بمُفردها، ثُم أنها ليست المرَّة الأولى التي تتعرض فيها لمثل هذه الصدمة.

=> هل أُبلِغ الشُرطة أم أترُكه غارِقًا في دمائه على الأرض وأُغادر تاركة إياه خلفي وكأن شيئًا لم يكُن؟

مادونا، أنتِ لستِ تلك الفتاة الضعيفة التي ستصرخ باكية في منتصف الطريق طالِبةً النجدة، أنتِ أقوى من ذلك حسناً؟

نهضتُ عن الأرض بعد صراع طويل مع أفكاري لمُدة تجاوزت العشر دقائق، وقد كان ذلك الشيء لا يزال مُستلقيًا بجانبي على الأرض.

إستجمعتُ قواي وقررتُ أخذه معي إلى السيارة أو بمعنى أصح جَرِّه إليها، فأنا أعتقد بأنه كان شخصًا عاديًا، ولكن حدث معهُ شيئًا قد جعله يتحول إلى هذا الشكل.

أو لربما قد أصابته تلك اللعنة التي سقطت من السماء قبل قليل، من يدري!

قمتُ بجَرِّ جسده على الأرض صعودًا فوق التل، وقد كانت بنيته ضعيفة كما توقعت، فقد كان جسدُه خفيفًا عندما اعتلى جسدي، ولكنَّ قبضته كانت قوية كاللعنة.

وصلتُ به إلى السيارة وقُمت بوضعه في الكُرسي الخلفي بعد أن قُمت بتجريده من ملابسه وتقييد كُلاً من يديه وقدميه.

وبالطبع لم أنسَ تقييد فمه الذي رُبما يحتوي على بعض الأنياب الحادة، فأنا لا أريد أن ينتهي بي الأمر مُعتصرةٌ داخل مَعدة مُستذئب.

المنبوذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن