٣| صديقة السوء

169 14 0
                                    

___

ثلاثةُ أيامٍ قد مضت بالفعل، والغريب في الأمر أنَّ العاصفة قد إنتهت بمُجرد أن عُدت إلى المنزل.

كُنت أستعد للعودة إلى العمل كأي يومٍ آخر، ولكن هذه المرَّة كانت الكثير من الأفكار تُداهِم رأسي أكثر من أي وقتٍ قد مضي.

فكان ذلك الشاب يحتَّل تفكيري بالكامل، لا أعلَمُ ماذا حدَث له، هل هو بخير أم كُشِفَ أمرُه؟

لا أعلم لِمَ لم ينقَطِع تفكيري بشأنه طوال هذه الثلاث ليالٍ الماضية، ولكنني أعتقد بأنه يجب علىَّ الإطمئنان عليه.

" مادو هل سمعتي آخر الأخبار؟ هُناك بعض السُكان من الريف يقولون بأنهم رأوا رجُلاً يُشبه الذئب يجول المنطقة من حولِهم مساء ليلة أمس، وقد أصابه أحد الصيادين بسهمٍ في قدمِه، ولكنهم لم يستطيعوا الإمساك به، هل تعتقدين أن... "

=> لم يُنهِ أندرو حديثَهُ حتى رفع رأسهُ ليجد مادونَّا قد غادرت بالفعل.

عقد حاجِبيه مُتمتمًا بـ ' غريب ' ولكنه إعتقد بأنها قد فعلت ذلك بسبب تأَخُرها عن العَمل، فلم يَشغَل باله بالأمر كثيرًا.

لقد قامت بتصليح سيارتها وتركيب زُجاجًا آخر غير الذي قامت بتدميره مُسبقًا، وها هي الآن تقود سيارتها نحو ذلك المكان الذي لا يعلم طريقهُ أحدٌ سِواها.

كانت قد أحضرت بعضًا من ملابس أخيها والتي لن يشعُر بإختفائها نظرًا لخزانته المُكدَّسة بالملابس من جميع أشكالها.

كما أكدَّت على وجود عُلبة الإسعافات التي لا تُغادِر أسفل كُرسي قيادتها إستعدادًا لأي أمرٍ طارئ.

=> وصلتُ إلى الكوخ بالفعل، وقد تضاربت دواخلي عندما وجدتُ الباب شِبه مُغلق.

كل ما جال بخاطري في ذلك الوقت أنهُ رُبما غادر المكان بعد ما حدث معهُ ليلة أمس، ولكن إلى أين سيذهب؟

حملتُ الملابس وعُلبة الإسعافات في يدي وكنتُ أتقدم من الكوخ بخُطواتٍ مُترددة، فكُلما إقتربت منه خُطوة إزداد شعور الخَوف من عدم وجوده بداخلي.

قُمت بإزاحة الباب قليلاً، وقد زفرتُ بِراحة عندما رأيتُ جسده يتمدد فوق الفِراش أمامي.

رأيتُ جسدِه ينكمش على ذاتِه بمُجرد أن سمع صَوت الباب يُفتح، ولكنني قُمت بتهدئته بإخباره أنها أنا، فوجدتُ جسده قد سكَن في مكانه وكأنه شعر بأمان عندما عَلِم هويتي.

كانت قدمه اليُسري تذرف دمًا، بجانب الكثير من الدماء التي كانت تملأ الفِراش من حوله وكأن قدمه كانت تنزف طيلة الليل دون توقف.

المنبوذOnde as histórias ganham vida. Descobre agora