٦| إنكسار

156 14 0
                                    

___

كُنت أنظر داخل عينيه التي إمتلأت بالدموع بشكلٍ مُفاجئ هل يبكي الآن حقًا؟

" ديفيد، ما بك؟ لِمَ تبكي؟ "

أردفتُ بنبرة واهِنة، وقد شعرتُ بالدموع تجتمع بمُقلتاي أنا الأُخرى دون شعور مني، واللعنة لِمَ أبكي الآن؟

شهقة غادرت ثغري حينما وجدته يُحاصرني بين أضلعه يشد على عناقي وقد تعالت شهقاته.

" أنا آسف، آسف، آسفٌ للغاية مادو، لقد كُنت أحمقًا ومُغفلاً كَبيرًا، لقد حاولتُ كثيرًا تجنب ذلك الأمر ولكنني لم أقدِر، لقد قمتُ بإستغلالكِ مادونَّا "

إتسعت عيناي فور سماعي لتلك الكلمات تخرُج من ثغره، ما الذي يقصده بتلك الكلمة؟ كيف يقوم بإستغلالي؟

" مـ-ما الذي تتحدث عنه، هل أنت ثمل؟ ديفيد لقد أصبحنا صديقين مُقربين صحيح؟ لِمَ تحاول العبث معي بذلك الحديث الآن، هل تحاول خداعي أيها الأحمق؟ "

نبستُ بإبتسامة واهِنة وقد كانت غصة عميقة تجتاح حنجرتي تُحاول منع الحديث عن الخروج من حلقي.

لا أعلم لِمَ يحاول خداعي هذا الأحمق بقَول مثل تلك السخافات الآن.

هل عَلِم بأنني أُحبه ولا يُريد أن يُعلقني به لكونه يخشى ألا يعود لطبيعته أم ماذا؟

يا له من أحمق.

كيف له أن يُفكر بذلك الأمر حتى، لقد حاولت تجنب الأمر كثيرًا ولكنه لا يُفلِح.

حاولت تجنب تلك المشاعر التي تجتاحني في قُربه، وتخطي تلك النظرات التي ألمحها تُبعث إلىَّ من حينٍ لآخر وتقوم ببعثرة كياني بأكمله.

لم أتوقع يومًا أن تكون قصص الخيال حقيقة وأن تقع الجميلة بحب الوحش، أعلم بأنني لستُ بجميلة ولا هو بوحش، على الأقل هو ليس كذلك بنظري!

ولكن يبدو أنه قد حدث مادونَّا، لقد وقعتِ بحبه أيتها الحمقاء السازجة.

لقد عَشِقتِ رائحة عِطره التي إنتقيتها خصيصًا من أجله.

وقعتِ أسيرة لإبتسامته التي من الطبيعى أن يرها أي شخصٍ آخر مُخيفة، ولكنها كانت لطيفة بالنسبة لكِ.

وقعتِ لتلك الضحكة التى دومًا ما تُلقبينها بالفاتِنة، ولو أنَّ شخصًا غيرُكِ قد سمعها لفرَّ هارِبًا ومُرتعبًا مِنه.

أنتِ لم تكوني بجانبه طوال هذه الثلاثة أشهُر من أجل لاشيء.

ولم يكُن الأمر يومًا شفقة بحاله كما إدعيتي؛ بل كان حُبًا وولعًا بهِ أيتُها الخرقاء.

المنبوذWhere stories live. Discover now