٨| كسر اللعنة [ النهاية ]

188 16 13
                                    

___

هل هو يُحبني لتلك الدرجة التي جعلته يتجرد من كُل مشاعر الحِقد والأنانية من أجلي؟

أنا لا أعلم من تلك السيدة، ولا أعلم عن أي جريمةٍ ارتكبها ديفيد في الماضي يتحدثان، ولكن ما أعلمه جيدًا أنني كُنت مُغفلة كبيرة.

كيف رحلتُ عنه في تلك الليلة بينما كُل ما بداخلي كان ينتمي إليه؟

كيف تخطيتُ تلك النظرة المُنكسرة وتلك الرجفة التي حاول إظهارها بمثالية من أجل أن يجعلني أبتعد عنه؟ وكفتاةٍ خرقاء قد صدقت!

كيف إستطعتُ بعد كُل ذلك الحُب الذي أكِنه له بقلبي أن أُوَلي وجهي عنه وأرحل تاركةً إياه غارِقًا في ذلك الشعور المُوجِع بمُفرده؟

لقد تشاركنا كُل لحظاتِنا السعيدة سويًا وقد تخيلتُ عنه عند أول إنكسار له.

لم يشاركني أسباب بقائه على تلك الهيئة خشية فُقداني من مَعرفة ذلك الوحش الذى كان عليه يومًا.

كان يخشى مُفارقتي، يخشى فُقداني، وأنا الغبية التي لم تفهم الأمر.

وكيف لا أفعل وأنا لا أختلف عنه شيئًا!

لم أُخبره السبب الحقيقي الذي جعلني أبقى معهُ عند أول مرة عندما رأيته.

لقد كُنت أستغل مظهره أنا الأُخرى لتخطي ذلك الألم الشنيع والذنب الذي إرتكبته.

كيف لا أُسامحه وأنا قبل أن يدُق حُبه على باب قلبي كُنت أبقى معه شفقةً منِّي عليه وعلى ذاتي.

لم أتقبّل يومًا رحيل والداي، ولم أتقبل فكرة أنهما قد غادرا الحياة بسببي.

عندما كُنا عائدين إلى المنزل في ليلةٍ عاصِفة كتلك التي قابلته فيها قد إنقلبت سيارتنا، وهجم علينا مجموعة من الذئاب الذين قاموا بتهشيم والداي أمام أعيني.

لقد نجوت من الحادِثة بأعجوبة، ولكنني كُنت أكِن الكثير من الحقد والكراهية تجاه أي حيوانٍ يسير على أربع ويحمل هيئة الذئاب.

لدرجة أنني قُمت بقتل جروٍ صغير (صغير ذئب) حقدًا على موت والداي.

ومُنذ ذلك اليوم وذنبُ ذلك الجرو يعتريني وأُحاول التخلُص منه.

وعندما رأيته لأول مرَّة شعرتُ بأنَّ رَوح ذلك الجرو الصغير قد عادت في هيئته.

أردتُ التكفير عن ذنبي بالإعتناء به، وأقسمتُ على البقاء معه حتى يعود لطبيعته.

المنبوذWhere stories live. Discover now