٥| شعور الحب

165 15 10
                                    

___

شعرتُ بأنه يحمل الكثير بداخله.

وددتُ سؤاله ومُشاركته ذلك العبء الذى يُرهق روحه ويؤلم قلبه لتخرج منه تلك التنهيدة المؤلمة، ولكنني لم أستطع.

فليس لي الحق في سؤاله بأي شكل، ففي النهاية أنا لم أكن سوى غريبة عنه وهو كان كذلك بالنسبة لي، رُبما!

" ديفيد "

تحدث بشكلٍ مُفاجئ بعد أن دام الصمت بيننا طويلاً.

فقد كان هو غارقًا في ذكرياته كما أعتقد، وأنا كنتُ غارقةً به، أقصد التفكير به وبِحالِه.

" ماذا؟ "

" أُدعى ديفيد، لقد مرَّ ستة أيامٍ بالفعل على معرفتنا، ولم يسبِق لكِ أن علمتي إسمي، على الأقل الآن يُمكنك مُناداتي به إن أردتِ "

ديفيد؟ يا له من إسمٍ جميل.

" هل ستظلي مُحدقة بي كثيرًا؟ "

أردف جاعلاً عقلي يعود إلى أرض الواقع بعد أن شردت به مُجددًا، مابال عقلى يشرُد كثيرًا هذه الأيام؟

" اووه أعتذر منك، ولكنَّ إسمك لطيف نوعًا ما! "

مددتُ يدي للمُصافحة عندما تذكرتُ بأنني لم أُخبره بإسمي كذلك.

" وأنا أُدعى مادونَّا، مادونَّا رومان، ويُمكنك مناداتي بـ مادو فقط إن أردت "

هل حقًا مضى على معرفتي به ما يُقارب الأسبوع كاملاً ولم أُعلِمه بإسمي؟ كيف نَسيتُ ذلك بحق الإله؟

" مادونَّا! إسمُكِ جميل، لكنني لم أسمعه من قبل "

" هذا لأنه من الأسماء النادرة لتلقيب الفتيات به في عصرنا الحالى "

" حقًا؟ وماذا يعني؟ "

" يعني مُشاجَرة "

هل سمِعتهُ يُقهقه للتو؟

إبتسامة غادرت ثغري بمُجرد أن رأيته يضحك، تلك المرة الأولى التي أراه يضحك فيها منذُ أن إلتقيتُ به.

كانت عيناه المُغمضتين أثناء الضَحِك ثاني أجمل شيءٍ أراه بعد ضحكته بحد ذاتها.

كان يضرب بيده فوق فخذيه ويُصفق كطفلٍ صغير، ضحكته كانت صادقة ونابعة من قلبه.

وقد تأكدتُ من ذلك عندما إجتمعت تلك التجاعيد عند نهاية عينيه، وتلك الدموع التي ملأت مُقلتيه وكأنني أخبرته نُكتةٌ ما!

المنبوذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن