4

4 1 0
                                    

.
.
.

مستلقية براحة على تلك الاريكة السوداء...في جو تغمره موسيقى الكمان برفقة رائحة مميزة للقهوة العربية التي تفضلها طبيبتها النفسية "كارمين باركر"
التي تجلس بقربها حاملة دفترا ما ...
قطع تلك اللحظات الشاعرية صوت الطبيبة الواثق

_اذا فيوليتا ..
_لو سمحتي .. لااحبذ هذا الاسم !!
_ لا بأس فيولا .. كما قلت سابقة عليك مساعدتي في البحث عن ضحكتك و ملامحك التائهة في السنين الخمس الماضية .. شفاؤك بيدك ، عليك فقط المحاولة.

_كما قلت سابقا .. ظننت انذاك ان الامور تحسنت الا ان .. 
  اغمضت عينيها بشدة مسترجعة صفحة من المجلد الضخم الذي خط عليها تاريخها ..

فلاش باك..

  كانت جالسة مع عائلتها السعيدة بذلك الخبر .. شركاتهم بعد عناءٍ فازت بمناقصة ضخمة ..وعلاوة على ذلك تحدث والدها بصوت فرح
_علينا اقامة حفل فخم احتفالا بفوزنا ... فليكن في نهاية هذا الاسبوع.
لترد ماريانا بغرور ...
_اريد عشر دعوات لمعارفي ..
لتقول فيولا غير واعية بسب نوبة الحقد التي اجتاحتها جاعلة كل العيون تسلط عليها بدهشة ...
_و انا ايضا بابا .. من غير اللائق ان لا ادعو اصدقائي الجدد ،فور تجهيز الدعوات ارسل لي عشرة !!!

.
.
.
بعد ان وزعت بطاقات الحفل على رفاقها، نطق كلايد  ساخرا
_لنا الشرف في تلبية دعوة السيفلين
  لتنظر له فيولا بفتور... كان وسيما... من اب اسود و ام اوروبية، ببشرة فاتحة بوضوح عن ابناء جنسه و لحية خفيف ، شعر اسود مرفوع ...والغريب هو العينين الصفراوتين ... وسيم بغموض...
_ان لم ترغبوا في الحضور فلا تفعلوا .. ظننت فقط اننا اصدقاء..
لترد ايمي و هي تنظر له بعتاب..
_طبعا سنحضر عزيزتي .
ليوافقها  جايك و ريتال ، اما داني فقط كان ينظر للدعوة بتمعن...
_هل الحفل كلاسيكي؟
ردت : اجل طبعا.
_حسنا يا رفاق... لنلبس الاسود عزاء على الساعات التي سنهدرها بعيدا عن الألوان.!
  ضحك الجميع على كلاماته... كان ميكسيكيا وسيما بشدة، يعيش في بعيدا عن بلده في السكن الجامعي . كانت فيولا تراقبه عن كثب دوما .. يبدو متوحشا في نظرها... ضخم البنية، عسلي الشعر .. وقد كان  بعينين رماديتين تلمعان بشراسة... وابتسامة جانبية ماكرة تعلو وجهه دوما ... و ذراع تكسوها وشوم سوداء غريبة .. يدعي انها مباركات ليده التي يرسم بها كي لا يفقد براعته ... لكنه سيبقى لغزا في نظرها!!

.
.
.

تقف في اعلى الدرج بخف منزلي وردي و رداء الحمام ... ترتعش بعصبية شديدة... الاضواء العلوية المطفأة لم تسمح للضيوف برؤيتها...نظرت للاسفل بخيبة فقد حضر جميع المدعوين الا هم .. قررت ان لا تنزل فهي لاتريد رؤية السخرية في عيون الكساندرا وماريانا .. شعرت بتحطم قلبها و امتلأت مقلتيها بدموع القهر... لتظهر من العدم ابتسامة مشرقة فور ان لمحتهم يدخلون القاعة باناقة غير معهودة ... ركضت بتعثر الى غرفتها ... منادية الخادمة لمساعدتها ..

    كحورية هاربة من احدى الأساطير خطت الدرجات الرخامية  ... مسترعية انتباه الحضور ... بشرة بيضاء شاحبة بغرور... و زمرديتان متوجتان بكحل كثيف ... شفتان مطليتان باحمر دموي ... و امواج كستنائية متمردة باثارة ... لتختم طلتها بفستان طويل عاري الكتفين من المخمل الاسود ...
استقبلها والدها فور نزولها مقبلا يدها بحنان ... لتبتسم له برقة مستأذنة لاستقبال رفاقها..
_لم اكن اتوقع حضوركم ... اشكركم جدا .
ليرد الجميع عليها  وفجاة ينطق جايكوب بذهول ...
_ سيفيلين .. انت تبدين ..!!!
لتضحك بخجل ..
_و انت ايضا جايك تبدو انيق بشدة.
  كان غريب الاطوار مرتديا بذلة سوداء فخمة عكس ملابسه اليومية ..
  لتلتقي فجأة زمرديتيها بتلك الابتسامة العاشقة، التي اتسعت فور انتباه جنية الكستناء لها، جاعلة حمرة الخجل تطغى على خدي تلك البائسة لاول مرة.. تلك البائسة التي تكاد تموت خجلا ،غافلة عن  العيون الحاقدة التي تراقبها!!..
.
.



. Viola .Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum