5

8 1 0
                                    

.
.
.
مقتربة بخطوات رزينة نحو طاولة النبيذ بعد ان ناداها والدها للتعرف على صديق طفولته السيد "جورج كلايتون" ...
الذي كان برفقة ابنه الوحيد ... و طبعا لم يكن سوى صاحب الابتسامة البلهاء... حاولت قدر الامكان تجاهل نظراته لتردف بصوت ناعم...

_انه لشرف كبير لي رؤيتك اخيرا عم جورج
_ وانا ايضا سعيد بذلك صغيرتي.

   ليبتعدا بعد مدة للتحدث في احدى صفقات العمل، تاركين فيولا عالقة معه
_اذا آنستي ، انا سيث كلايتون في الواحد والعشرين من العمر ادرس ادارة الاعمال ...
ليمسك يدها مقبلا ظاهرها بنبل..
حاولت التحكم بمشاعرها و الحفاظ على قناع البرود المبتذل .... كان في نفسها عمرها ، و بينهم شبه واضح .. نفس الزمرديتين ، نفس لون الشعر ... و يرتدي الاسود مثلها ، الا انه كان اسمر بعض الشيء، ارتشفت من كأسها مستمتعة بطعم الڤودكا اللاذع ... لتلتقي الزمرديتان بإذنها مردفة...
_فيولا ... من جامعة دافنشي!
_ سررت حقا بلقائك .. اذاً فيوليتاا..
   قطم عبارته حضور ابنة العم الفاتنة، ماريانا ... بفستان احمر دموي... ملكة غجرية هربت من حكايات شهرزاد ... نظرت لفيولا بشر ، لتبتسم لسيث باصفرار...
_سيث ، بحثت عنك كثيرا... عليك القدوم معي نحن ننتظرك بفارغ الصبر!
   سحبته بقوة غير آبهة برفضه...

باك..

   دمعة يتيمة تحجرت على ذلك الخد الوردي ، لتردف الدكتورة باركر بعد صمت دام طويلاً...

_حسنا عزيزتي ...يكفي لليوم... فيولا عليك ان تعلمي ان الماضي و رغم المه الا انه نقطة بداية لكل حكاية .. منطلق لتاريخ الشخص .. ليس جزءًا من الذاكرة .. ولا حتى خسارة يجب تخطيها .. الماضي هو انت .. الماضي هو بدايتك و لكل بداية نهاية .. فلا احد يعلم ما يخبؤه لنا المستقبل .....  مارسي هواياتك و حاولي التقليل من شرودك، نلتقي الاسبوع القادم كوني جاهزة !! مع السلامة.

رحلت بهدوء تاركة شهقات متألمة تعلو بقهر في تلك الغرفة .. انفجار بعد جرعات زائدة من بؤس خام!!
.
.
.

  "تقبل اننا الشمس و القمر تحتضننا السماء ولكننا لن نلتقي ابداً"
.
.
.

  تقبع على تلك الارجوحة وسط حديقة بجمال آخذ دون ان تنتبه له ... جثة، تحوم روحها في زمن آخر...
.
.
.

   كانت جالسة بصمت مع رفاقها ، تتناول حساء خضر رغم فخامة المطعم الذي يرتادونه... لتستمع بانتباه لداني...

_كما اخبرتكم .. ساقيم معرضا الشتاء المقبل في المكسيك.
لتستنكر ريتال..
_معرض للفاتنات...ميولك غريب إلا انه مميز!!
يضحك كلايد مردفا..
_و هل تريدينه ان يرسم العصافير مثلك ... الحسناوات جديرات بالرسم.
لينفجر الشابان بالضحك وسط نظرات ايمي المحتقنة...
_ليس غريبا ريتال .. فرسم الحسناوات احسن من رسم الجثث.. اليس كذلك فيولا؟
قالها دانيال بسخرية لاذعة وقبل حتى ان تفكر في الرد .. لاح طيف من الافق .. طيف لطالما آرق منامها هذه الايام... ابتسامة حنون ارتسمت على قسمات وجهه الاسمر... لتبادله بدورها باخرى خجولة مبعثرة... إنها المرة السادسة التي تلتقيه فيها بعد الحفلة ... يختلق صدفاً لتصدقها بدورها برحابة صدر...
_مساء الخير ياسادة !
قالها سيث بلطف ليرد الجميع عدا داني .. ليقترب سيث منها ، ممسكا يدها .. ليقبلها بشغف ... و لقاء آخر لزوجين زمرديين تحت اسم الصدفة... و آه كم احبته من لقاء!!..
_صدفة سعيدة فيوليتا... اشتقت لرؤيتك.
كلمات تصرح بعشقها ... قالها بثقة جعلت حمرة خجل تطغى على بريئة لم تعرف الحب يوما ...
.
.
.

     آهات مكتومة صدرت عن تلك الجالسة على ارجوحة المشفى .. لتهب رياح تطايرت خصلاتها بفعلها.. كي تتوجه بعدها الى ملاذها هذه الايام ....
.
.
.

. Viola .Where stories live. Discover now