0

73 11 21
                                    


|Prologue|

.
.
.
تطلعتُ من النافذة لكآبة الجو ...
لسحب رمادية تنذر باقتراب طوفان ... لم يكن ليقدر بشيء مقارنة بالطوفان الذي يحدث بداخلها ... نيران لن تخمد الا بموتها ...
أعادت نظرها لتلك الغرفة الكئيبة ...
لتعود بذاكرتها إلى خمس أعوام مضت...

كانت جالسة بهدوء على تلك الاريكة الفخمة تنظر للاشيء ... تجتاحها حالة من البرود واللامبالاة ... غير آبهة بالتفاهات التي يقولها افراد عائلتها الاستقراطية في إجتماعهم الأسبوعي الذي حرص والدها على التقيد به ... تنهدت بملل للمرة الألف وهي تستمع لإبنة عمها ماريانا وهي تتفاخر بإختيارها ضمن عشر عارضات عالميا للمشاركة في عرض الازياء الفخم الذي سيقام بباريس ، مدينة الحب و الازياء ...
يحق لها التفاخر فقد كانت مثالية .. شعر غجري ثائر يصل الى خصرها .. عيون زمردية واسعة تنضب بالحياة..
أقل ما يقال عنها فاتنة.. عكسهـــا .. ورغم كونهما في نفس السن إلا أنها نحيفة وقصيرة ,جسد ضئيل ليس لفتاة بلغت ربيعها الثاني .. و شعر كستنائي باهت يصل إلى رقبتها .. و عينين رغم خضارهما إلا أنهما ميتتين .. لا يحق أن تصف نفسها بالأنثى .. وهي تعترف أنها تحسد ماريانا على جمالها ونجاحها .. ليتها فقط كانت طبيعية هذا كان أقصى أمنياتها ... قطع شرودها جملة والدها:

_ فيولا ... غداً ستبدأ جامعتك عزيزتي؛ هل انتي مستعدة؟

كادت تجيبه لولا الدخول الخاطف للألباب و الذي استرعى اهتمام العائلة ... و من غيرها ألكساندرا سيفيلين ؛ عارضة الأزياء المشهورة ... أو بالأحرى والدتها ... قالت وهي تتهادى بفستانها النبيذي الفخم...

_ان لم تكن مستعدة .. فلاداعي لإنتمائها لآل سيفيلين عزيزي!

ابتسمت فيولا لسخرية القدر ... تبا .. حتى امها تشمئز منها بوضوح للعلن ... ثم نظرت لهم بلامبالاة و توجهت نحو الدرج المفروش بالسجاد الاحمر ... وفور وصولها للدرجة الاخيرة توقفت قائلة وهي تلف احدى خصل شعرها المموجة حول اصبعها المطلي بلون الدم ...

_لم و لن انتمي اليكم ...

.
.
.


. Viola .Où les histoires vivent. Découvrez maintenant