ضائع| lost

الواقع ليس برعب الطريقة التي يهرب بها منه

.- لَوْ كَاَنَتْ لِجُدْرَانِ هَذِهِ اَلْغُرْفَة فَاهْ لَنَطَقَتْ وَدَلْتَكَ عَلَىَ طَرِيِقِ اَلْخُرُوُجِ مِنْهَا -

 أَنَا أَعْلَمُ مَكَانَ اَلْبَاَبِ جَيِدًا أَحْفَظُهُ عَنْ ظَهْرِ قَلْبْ لاَ أَحْتَاجْ لِأَحَدٍ يَدُلُنِي عَلَيْهْ أَنَا فَقَطْ لَا أُرِيِدُ اَلْذَهَاَبَ لِأَيِ مَكَانْ 

- وَهَلْ تَسَعُكَ هَذِهِ الغُرْفَة؟ عَلَىَ حَاَلِكَ هَذَاَ اَلْعَاَلَمُ بِأَكْمَلِهْ ضَيِقٌ عَلَيْكْ

 -أَصَبْتْ

.

.

.

جونغكوك بطل روايتي الذي أعلن إستسلامه في بداية سطورها للأرق الذي أصابه بعد المعانات والبؤس الذي عان منه بسببه والجنون الذي أصاب عقله أفكاره، ياترى كيف كان يعيش هذا الجبان الهارب من الواقع قبل أن تصيبه لعنة الأرق؟

قبل ثلاث أشهر  قبل إنتحاره

عادة مايبدأ الناس يومهم بعد شروق الشمس يستيقظون ليحاربوا ويعيشوا يوما جيدا مليئ بالأشياء الجديدة والدروس مكافحين للبقاء من أجل يوم آخر

لكن جونغكوك يبدأ يومه بعد منتصف الليل  يستيقظ من ذلك السرير وسط غرفة صغيرة تملئها الفوضى من ملابس وبقايا أكل وغيرها ،وكيف تتوقع أن يكون لون غرفة كئيب يعيش حياته ويكرر تفاصيل يومه القاتلة لسنوات طويلة؟ ... سوداء منطفئة كحال من ينام فيها يعيش وحيدا في تلك الشقة المهجورة المنعزلة والبعيدة عن أنظار البشر شقة قريبة  من غابة كان حالها كئيب كحال صاحب الشقة المهجورة تلك 

شقة لشخص فقد طعمه في الحياة لا ألوان فيها  لعلها ترسم البهجة في جدرانها أو لوحات تحكي في فنها قصص وتخفي في طياتها معاني حتى وإن كان إسمها الإكتئاب 

يستيقظ بعد منتصف الليل بهدوء  دون قول أي كلمة  وأن كانت مجاملة لنفسه بالخطأ  يجول في تلك الشقة بملابسه السوداء كذلك يبدو هذا الفتى مهووس باللون يدعى الأسود يذهب بخطواته الصغيرة حافيا إلى المطبخ سبب إستيقاظه هو معدته التي بدأت بصراخ من جوعها إستيقظ ليسكتها ويعود لملجئه ومهربه الوحيد السبات الذي يعيش فيه لوقت طويل ولا يفكر في البديل يعد بعضا من المعكرونة التي لا تستغرق سوى القليل من الدقائق ليتم تحضيرها يحمل صحنه ليجلس في غرفة وسط المنزل يراقب النجوم والقمر من تلك النافذة يأكل بهدوء بينما ينظر بعيناه الواسعة لذلك المنظر الخلاب يتمنى من أعماقه ويرجوا أن تكون حياته كسماء هذا الليل سوداء جميلة تلطخها بعض النجوم اللامعة ويطبعها القمر مجرد أحلام لا يتستطيع رؤيتها في ذلك السبات أيضا الصمت يسود المكان مايُسمع فقط هو صوت قطرات ماء حنفية المطبخ المزعجة صوتها المزعج كان يحاول كسر الصمت الذي يقتل حياة تلك الشقة الكئيبة 

إنتهى من طبق المعكرونة وكوب الماء وإنتهى يومه معهما يعود بهدوء وصمت إلى غرفته لينام فيها ليستيقظ بعد عشرين ساعة أو أكثر ربما موهبته في النوم رحمة ليريح به ضميره الذي يأنبه ونفسه التي تعاقبه لكنه قتل روحه دون قصد بهذه الحياة التي إختار عيشها 

لما يعيش كل هذا؟ لا يتحدث لأيام طويلة ،هو حتى لايكلف نفسه ليفكر في سعادته ويسأل نفسه وما حالي هذا؟ 

تستمر الأمور يتغير العالم وتدور الفصول والأرض حول نفسها بينما يستمر في العيش بالطريقة ذاتها ألا يمل؟ ماالذي ألمه لدرجة أنه نسى أحرف السعادة وقواعد الإستمرار في الحياة؟ 

الواقع ليس برعب الطريقة التي يهرب بها منه

 لقد فهم الأمر بشكل خاطئ لكن....... إلى أي مدى سيتمادى وسيعيش بهذا الجحيم الذي رسم حدوده بنفسه وجعله شديد القساوة على نفسه 

حين يصيبه الجحيم الذي يخشاه وتجبره ظروف الحياة 

بينما يسيقظ في أحد الأيام وينهي روتينه المعتاد يعود لغرفته محاولا النوم ولكنه يتقلب يمينا ويسارا ولكن لا نعاس يزوره اليوم ليخلصه من الوواقع الذي يخشاه ينهض من ذلك السرير يحاول تغيير مكانه للنوم على الأريكة لكن الوضع إستمر ساعات عيناه لا ترى النعاس أو حتى أي إرهاق يبدو أنه لا نوم سيزوره بعد الآن بينما هو قد بدأت ملامح وجهه تلك الخيالة وترسم بعض الحياة حتى وإن كانت ملامح غضب 

..

.

.

.

مالأفكار التي ستدور في عقله بعد أن كان يتهرب منها لسنوات هل سيحاول البحث عن إجابات لتسؤلاته؟

لمعرفة الجواب تابع الأجزاء القادمة قريبا

609 كلمة ربما البارت قصير بعض الشيء لكنه سيطول مع الوقت والأحداث

يتبع 

لا تنسو التصويت وترك تعليق ورأيكم الصريح جميع آرائكم تهمني شكرا لحسن متابعتكم