"الأرق!"

166 28 91
                                    

-جُوُنْغكُوُكْ ؟بَعْدَ اَلْنَظَرِ إِلَيْكَ لِوَقْتٍ طَوِيِلْ إِكْتَشَفْتُ أَنَكَ ضَاَئِعْ 

-ضَاَئِعٌ بِمَاَذَاَ؟ 

-بَكُلَ شَيْءٍ... حَتَىَ فِيِ فَهْمِ نَفْسِكْ 

-وَكَأَنَ اَلأَمْرَ يَتَطَلَبُ وَقْتًا طَوِيِلاً لِمَعْرِفَتِهِ

جيون جونغكوك يا أيها الجبان توقف عن الجلوس على هذه الأريكة والتحديق دون حيلة انت لم تكلف نفسك حتى بالتفكير في لوحة  الواقع  الأليم الذي رسمتها لنفسك لعلك تضيف بعض الألوان عليها وتتخلى عن هوسك بالأسود ، الأرق سيصيبك بالجنون لا مفر لقد مرت ثلاث أيام على هذا الحال جالسا تحدق بصمت حتى ملامحك خالية من المشاعر هل ستموت في هذه المحطة المهجورة؟ توقف عن إنتظار النوم لن يزور محطتك  بعد الآن أنت تنتظر عبثا صدقني فقد تركك أيضا رحب بصديقك الجديد "الأرق!"

قرر القيام أخيرا من ذلك المكان هادئ كعادته نظر جيدا للمكان من حولة ليرتدي معطفا أسود اللون وحذاء متوجها للخارج لم يخرج منذ وقت طويل في وقت كهذا من النهار وضع كلتا يديه في جيبه بعدما إرتدا قبعته ليذهب للمشي وإلى أين قرر الذهاب فجأة ؟مع هذه الخطوات الكبيرة والسريعة في ذلك الجو البارد 

وصل أخيرا إلى وجهته صيدلية قريبة من المدينة من الجيد أنها كانت معزولة عن وسط المدينة قليلا لأنه يكره التجمعات والبشر بإختصار دخل إلى الصيدلية بهدوء ليتحدث بصوته المنخفض والهادئ "أنا اعاني من الأرق " 

 كان بائع الصيدلية تلك بشوش يبتسم دائما في وجه زبائنه حتى لو كانت أول مرة لهم إبتسامته تلك كانت شفاء بحد ذاتها يمكنك أن تقع في حبه بالخطأ بسبب تلك الإبتسامة ساحرة ولم تكن تلك الإبتسامة  الجميلة سوى القليل من جمال و وسامة وجهه المنحوت عيناه البندقية المبتسمة تجعلك تائه في جمالهما بينما شفتاه الصغيرة التي لا تخرج منها سوى كلام معسول وطيبا ذات بشرة بيضاء مع شعر أسود ببعض الخصلات الصفراء اللامعة، طويل القامة  ملابسه تلك رغم بساطتها لكنه يبدو كعارض بها  مع معطفه الأبيض الذي يشعرك بأنه ملاك كان دائم التفائل والإيجابية لا يمكنك تخيل غضبه او  السماح بكسر قلبه وحزنه فستتعلق به بمجرد رؤيته حتى وإن كان عابر طريق غريب نظراته كافية لتقع  بين يدي سحره ضحية

" كائن لا يمكن التفريط به"

جونع هوسوك "نعم كيف يمكنني أن أساعدك؟"

 ليرد بوجهه البارد ذاك وكيف يمكن أن يكون وجه مكتئب عدا وجه بارد خال من الحياة "هل أنت أصم ؟أخبرتك بأني أعاني من الأرق وأحتاج إلى دواء لذ أسرع ولا تضيع وقتي"

لتتحول تلك اللطافة الي تعلوا وجهه إلى وجه جدي، الإنفصام الذي حدث أنذاك بعد كلماته كان مخيفا ولا يمكن وصفه"لا يمكن أن أعطيك أي دواء دون توصية من الطبيب لذا غادر لا يمكن مساعدتك"

أصبح الصمت سيد المكان ليغادر بعدها جونغكوك بقلة حيلة

هوسوك"أكره الناس أمثاله يعاملون الجميع وكأنهم المذنبون عن المشاكل التي يعيشونها فليسوا الوحيدين في هذه الحياة هم حتى ليسوا أبرياء بل أكبر مذنبين"

يعود ذلك الكئيب لمنزله لعله يجد طريقة للنوم ثانية 

يجلس بهدوء يخاطب نافسه بحاوارات لم يقم بها منذ وقت طويل هذا الأرق أجبره على قيام الكثير إنها البداية فقط كيف ستكون النهاية؟ وماسيقوم به هذا الجبان؟

جونغكوك مع نفسه"كيف يمكنني النوم؟ أنا لا أستطيع الصمود أكثر لا أريد عيش هذه الحياة وواقعها فكلاهما أليم تألمت بما يكفي.....الذهاب إلى الطبيب مستحيل لن أقوم بهذا لا أستطيع الإختلاط مع الكثير من البشر الغرباء الأمر أشبه بالجحيم مالعمل؟"

ظل ينظر إلى تفاصيل منزله يبدو أنه لا حظ الكثير من التفاصيل الجديدة فهو لم يكلف نفسه يتنظيفه أو القيام بتغيرات فيه  من قبل "هل علي بذل الكثير من الجهد لأصاب بالإرهاق هكذا يمكنني النوم بعد يوم طويل لكن ماذا يمكنني أن أفعله لأصبح مرهقا؟"

-"فقط فكر في نفسك أيها الأبله"

تفاجئ جونغكوك من هذا الصوت الذي صدر وأجاب عن سؤاله فهو يعيش وحيدا منذ سنوات من يمكن أن يدخل منزله ويجيبه بتلك الطريقة الساخرة

جونغكوك"من كان هذا؟ هل أنا أتخيل أم ماذا؟"

 كان صوت تلك المرأة بنبرة السخرية الموجهة نحو  جونغكوك وكأنها تعرفه منذ وقت طويل من هذه لتتحدث عن حياته فهو شخص منعزل عن البشر منذ سنوات  كيف يمكن أن يحدث هذا؟من هذه؟ 

-"يبدو أنك أعمى أيضا تستطيع رؤيتي فقط أنظر إلى خلفك"

لينفذ جونغكوك كلامها بحذر لكنه لا يجد شيئا خلفه "اللعنة لقد تم خداعي"أردف بغضب

لتعلوا صوت قهقهاتها "لقد خدعتك ثق بي وأنظر إلى يسارك الآن"

لينظر إلى يساره فتتوسع عيناه من ما رأته كيف لها أن تكون بهذا القرب وصوتها يسمع وكأنها بعيدة عنه تمام البعد الأمر غريب بل حتى هذه المرأة غريبة  

جونغكوك"من أنت؟"

.

.

.

.

.

يتبع

اسفة على الانقطاع مدة طويلة كنت أحتاج لوقت للكتابة الكثير من الافكار تدور في بالي وانا كسولة لكتابتها سأحاول تعويضكم في الفترة القادمة 

لا تنسوا التصويت والتعليق شكرا علة حسن قراءتكم إحظوا بيوم سعيد 


ضائع| lostWhere stories live. Discover now