الفصلُ العاشِر والأَخِير

445 55 85
                                    

"لقاءٌ آخر مع الراوِيةِ الشهيرة جِيون نايا،لذا نايا كَيفَ حالُكِ اليوم؟"

"أعتقدُ بأني بأفضل حالاتي"

نبست هي مع بسمةٍ خفيفة كعادتها ليبتسمَ الأخرُ أيضاً

"إذاً ما كِدنا نتخطى شِفاء،لِتظهرِ لنا برِوايةِ مآب"

"مُفاجَئةَ!"

صاحَت هِي تحاولُ تلطيفَ الأجواء ليضحكَ الجميعُ بِمن فيهِم طاقمُ العمل

"ماذا تَعنِي مآب بالنسبَةِ إليكِ؟"

"مآب،شيئٌ قريبٌ إلى قلبي في الواقِع،لماذا؟فكرةُ مآب قد خالجتني في وقتٍ صعب لذا تستطيعُ القول بأنني كَتَبتُها هُروباً مِن واقِعي"

"شخصيةُ جيما كانت لطيفةً للغاية وكَم أسعدني أن أخُط بعضاً مِن المواقفِ اللطيفة التي حدثت بينها وبينَ سُوبِين،كانت تِلك المواقِف علاجاً لقلبي وروحي"

"أما الأمرُ الأخر فهُوَ يتمحورُ حولَ نمطِ الشخصية،نمطُ سوبين يتضمنُ المنطقية،رأيتُ بأن هذا النوعَ مِنَ الأنماطِ مظلومٌ وللغاية،كيف؟دائماً ما يعتقدهُ الجميعُ بارداً ومُتبلِدَ المشاعر والأحاسيس،هُوَ ليسَ كذلك،هو منطقيٌ فحسب،ليسَ مترفعاً،مغروراً أو مُتغطرساً"

"مفهومكِ في الحياةِ عميقٌ للغاية،ألازلتِ على رأيكِ ذاك؟"

أردفَ المُذيعُ وهو يضحكُ بخفة قاصداً إبعاد جوِ التوتر،لكِن الأُخرى هزت رأسها بالنفي وهو ما صعقَ الأول

"في نهايةِ المطافِ صدقت فِراستُكَ حَولَ الحُب،هُو موجود،لكِنكَ مُخطئٌ في أمرٍ واحد،لسنا نحنُ من نبحثُ عنه بل هُوَ من يأتي إلينا بنفسِه"

كانت خارِجتاً مِن محطةِ الإذاعة بينما يدُها لا تُفارقُ جيوبها،شعرت بيدٍ تلُفها بعنف نحوَ الخلف،وبحدقتينِ تنظرُ لها بِعمق

"سُوبِين؟"

كانَ صامِتا فحسب،يتأملُها وكأنها الوحيدةُ في هذا العالم وراحت هِي بدورها تُحدقُ فيهِ فحسب

رفعَ يدهُ ممُسِكاً بأنامِلها وواضعاً إياها ناحيةَ صدره وتحديداً عندَ خافِقه،كان يضربُ بِعنف والأولى تنظرُ لهُ بعينٍ مدهوشةٍ فحسب

"الكبتُ قد يُريحني في بعضِ الأحيان ولكنهُ في أحيانٍ آُخرى يمُزقُني مِن الداخِل"

"سُ-سُوبِين؟!"

"كالزُمُردِ الذي يُعلقُ على التيجان كُنتِ أنتِ زُمُرُدتي،كلاصقِ الجروحِ كُنتِ أنت شفاءً لي،رغمَ مقدرتي على الكلامِ صرتُ أبكماً أمامَ محاسنكِ كما الخجول،ولكني اليومَ وبثبات سأمثُل أمامكِ مُعترفاً بما خبئتهُ من مشاعرَ نحوك"

"نَايا،أنا وبِكُلِ حواسي أُحِبُك،أعشقك وأهيمُ بِك"

"علقتني بِك، حتى وإن لم تكن موجوداً أستشعرُ طيفكَ بِجواري،لو كانَ الحُب كلماتٍ تُخط لنفِذت أقلامي ولكنها روحٌ توهب فهَل تكفيكَ روحي؟"

"صَديقُ الجميعِ ليسَ لهُ صديق؟ وأنا لا أسعى لأكونَ لكِ صديق بل سأكونُ لكِ حبيباً"

"تِشوي سُوبِين إليكَ المآبُ إليك!"

"جِيون نَايا"

أَنـتِ.Where stories live. Discover now