اليوم الرابع و الخامس:"إرتباك"

756 24 0
                                    

اليوم الرابع:

إستيقظت من نومها و علامات التعب لم تفارق وجهها ، لم تنتبه للساعه لتعلم إنها متأخره عن محاضرتها ، صُعقت و قفزت من السرير لتتلاحق نفسها ، غسلت وجهها و ارتدت ملابسها و خرجت مسرعة لتنبه أخيها و ذهبت .

كان الجميعُ مُنشغل و تمشي مهرولةً هِيَ لوحدها في ساحة الجامعه ، وجدت صف محاضرتها و دخلت و هي تطأطأ رأسها ، إستقبلها بصراخ يسألها عن سبب تأخرها و لم تعرف بما تُجيب و كان ذاك جالسٌ فالصف الثالث يضحكُ عليها ، كم يُحب حمدان أن يراها تتعرض للإهانه ، فما فعلتهُ ليس قليلاً بحقه.

طردها و لم يسمح لها بالدخول ، ظلت تبكي من الإحراج الّذي تعرضت لهُ ، رأتها فاطمة جالسة لوحدها و توجهت لها ، سألتها عما يبكيها فقالت لها ما حدث و ردت عليها:
-ما عليه حبيبتي انتي مب اول وحده يصيرلها جي لازم تتعودين عهالشي .

شعرت بحجم الراحة على الرغمِ من معرفتها القليلةِ بها ،، ظلت معها و كان أحدٌ ما يراها من بعيدٍ و يتألم من رؤيتها تبكي و لكن لم يستطع محمد أن يتصرف ، حينما انتهت المحاضرة توجهت لذات الدكتور الذي طردها لتستسمحهُ عذراً و رد عليها:
-مره ثانيه ما بتدخلين لو تأخرتي!

حين رحلت عنهُ توجهَ لهُ محمد و عاتبهُ على إهانته لها، فبالرغم من ذلك لم يتوجب عليه أن يُحرِجها أمام بقية الطلبة، كان يستطيعُ أن يُحدثها بهدوء من دون إحداث أي ضجة ، إستغرب من دفاعه عنها فسأله:
-شالسالفه محمد اول مره اشوفك تدافع عن طالبه
-والله مادري شقولك يا مايد بس احس بشعور غريب
-ها محمد بديت أشك؟
ضحك محمد و ذهب تاركاً خلفهُ فضولٌ يأبى أن يعثر على إجابه لأسئلته الكثيرة.

كان موعد محاضرته و ذهبت قبل الوقت بخمس دقائق كي لا تجد ما يؤخرها و يحرجها من جديد ، حينما دخل إستغرب من وجودها و لكن سُرّ قلبه لأنها أول من رآها ، أتت فاطمة لتنضم إليها و جلستا تثرثران حتى تبدأ المحاضرة .

تحدث عن مشروع لتهيأتهم لمشاريع الجامعة و طلب تسليمهُ بعد أسبوع في مثل هذا اليوم و من يتأخر لا يُقبل منهُ أي شيء . إنتهى وقت المحاضرة و توجهت إلى منزلها متعبةٌ منهكة و إرتمت على سريرها لتغط في نومٍ عميق حتى الليل.

استيقظت لترى أن الساعة تصادف الثانية عشراً في منتصف الليل و لوهلة لم تعرف كيف ستعود للنوم من أجل الإستعداد للغد.

اليوم الخامس :

ظلت حتى الساعة الخامسة فجراً و عادت للنوم و لم تنتبه لنفسها حتى الساعة الواحدة ظُهراً .

بينما في الجانب الآخر كانت تبحثُ عيناه في قلقٍ عنها! لم يعلم بأن النوم سبقها و لم تستيقظ . ذهب متوجهاً لفاطمة ليسألها عن مريم و أجابته بأنها لم تحادثها البته، طلب منها أن تتصل بها لتطمئن عليها و لم تُجب.

بعد ساعة إتصلت بها مريم لتطمئنها بأنها بخير و لم تأتي لأنها لم تستيقظ من نومها العميق ، كانت نهاية الأسبوع و فرحت لأن الأسبوع مر على خير بعد تعبٍ و مشقه .

قررت هيَ و فاطمة تمضية اليوم بالخروج لأحد المحلات التجارية و حضور دار السينما ، قامو بحجز تذكرتين و ذهبتا لتأخذا بعض الطعام ليتفاجئان باللذي يقف أمامهما !

نعم هوَ ، حمدان و من غيره و معهُ ميرة تلكَ المغرورة التي ترمقها بنظرات تكبر و إستصغارٍ لها !

كانت علامات الدهشه على محياها ، فلم تعرف بأنهما إخوة و توأمٌ أيضاً ! صدمة لازمتها لأن الشيء الوحيد اللذي يشترك بينهما هو الوقاحة!

صودِفَ بأنهُ جلس ورائها ، و كان طوال الفيلم و هو يضيقها فساعةٌ يركل الكرسي متعمداً و ساعةٌ يرمي عليها بعض حبوب الذرة ، غضبت و قامت أمام الجميع و أشارت بإصبعها مهددةً بأنهُ سيندم إن تمادى و لم يتوقف مما أثار غضبه و بشده! لم تشعر بنفسها إلا و هوَ يسحبها من شعرها المغطى بحجابها قائلاً:
-صفعتيني و سكت أما إنج تهدديني و جدام الناس هني صدق بتندمين عهالشي!

ظلت ترتجف حتى فُلتت من قبضته ، طلبت من فاطمة أن تذهبا و عادت للمنزل ، إختبئت تحت وسادتها التي تملؤها الدموع و هي تنعته بأرخص الكلمات من شدة قهرها و نامت.

ليتني لم أثق بكWhere stories live. Discover now