اليوم السابع "صدفة"

626 25 1
                                    

اليوم السابع:

كان صباحاً مشرقاً ، إنهُ يوم السبت و فاقت و هيَ تسمع زقزقةَ العصافير بجانب نافذتها ، نهضت و فتحت النافذة لتدع أشعة الشمس تدخل لغرفتها ، أغمضت عيناها و وقفت أمام المكان الذي تدخل منهُ الأشعة ظلت لمدةِ ٥ دقائق و من ثم إتجهت لتغتسل إستعداداً لهذا اليوم.

يوم السبت هو موعد خروج العائلة للغداء في أحد المطاعم الفخمة ، ذهبت لتتزين و تتجهز ، تذكرت أمراً .. الرسالة! ظلت تقول بينها و بين نفسها:
-ياربي أنا كيف سويت جي وين كان مخي يوم كتبت هالكلام ! كيف لي ويه أشوفه الحين و شو بيقول عني جدامهم ،، الله يستر.

كانت على نيتها خائفة مُحرجة ، لم تعلم ما ستكون ردة فعلهُ عندما يراها ، جاءت أخته مهره و دخلت غرفتها قائلة:
-مرررييمممم!!
خافت فظنت بأنها عرفت بأمر الرسالة:
-م مه مهرة ت ترا أنا م ما كنت أقصد والله ماعرف وين كان مخي يوم سويت جي!
ظهرت علامات الإستغراب على وجه مهرة مستفسرة:
-ليش شو سويتي!
مريم-ليش انتي ما تعرفين!!
مهرة-اعرف شو؟
مريم-هاا ل لا و و لا شي ..
مهرة-مريم قولي سو مستوي!
مريم-ش شوفي أنا بقولج بس لا تعصبين
مهره-قولي!

قالت لها عن حبها الذي تكنّه و المدفون في أعماق قلبها منذ سنين ، تقريباً منذ أن كانت طفلة ، دُهشت مهرة لما سمعت و لم تستطع أن تقول شيئاً ، لم تستطع الوقوف معها في خطأ فكانت تعلم أن زايد يُحب أخرى و لن تقف معها فقط لأجلها.

قالت متفهمه:
-مهره انا اعرف ان الشي غلط و انه عرس زايد عقب شهرين بس حبيت افضفضلج
-مريم انسي هالشي لانه بيضايقج
تنهدت ثم قالت:
-ان شاء الله

رأته و لم يُعرها أيّ إهتمام ، كانت تظنهُ غاضباً بشأن الرسالة و لكن سرعان ما حدث موقف أثبت لها أنه لم يعرف إنها صاحبة الرسالة.

كانت تمشي مسرعه فصدمته و لم تره و قالت :
-عمى ما تشوف؟
-آسف آسف "ضاحكاً"
رفعت رأسها فقد انخفضت لأن هاتفها وقع و إنحرجت ثم قالت:
-آسفه كنت أتحراك أخوي
-لا عادي ماله داعي تتأسفين

ظلت تفكر أيُعقل إنهُ تقبل الوضع؟ أم إنه لم يعرف إنني المرسلة ! فإن كان كذلك حمداً لله مليون مره،،

أصبحتِ تشغلين فكري ليلاً و مساءاً
إشتقتُ لتكلك العينان السوداوان
لم أرهما منذ ثلاثِ أيامٍ
و قلبي يدُق حنيناً طالباً رؤيتها !
تعالي و أشبعي ناظري
كحلي عيناي برؤيتكِ
ألا تلبين النداء؟
إني أحترقُ و أنا أخفي مشاعري
و لا أُريد أن أُصاب بالتبلد..

قاطعتهُ إبنته عن الكتابه قائلة متوسلة:
-بابا خلينا نطلع شوي ؟
-وين تبين تسيرين حبيبتي؟
-أي مكان بس ماما لازم تي معانا

أنزل محمد رأسهُ خائباً و هو يقول محدثاً نفسه:
-ليّتها معنا صغيرتي.. ليّتها معنا

إتجه لأحد المطاعم كي يأكل طعام الغداء مع صغيرته ، و يالها من مصادفة ، قد رأى صاحبة العينان السوداوان ، نعم مريم هنا تجلس أمام ناظريه .

رأته و تفاجئت قائله:
-دكتور محمد؟!!
-هلا والله مريم ، شهالصدفه الحلوه
مريم قامت بتعريفه على العائله و سرّوا جميعاً برؤيته و لكن لاحظ أحدهم نظراته الحميميه لها ، زايد رآه و أحس بشعور لم يشعر بهِ من قبل ، كانت تلك الغيرة و لكن ليس لأنهُ يُحبها بل غيرةً على إبنةِ خالته.

عادت للمنزل و ألقت بهاتفها على السرير ، دخلت لتغتسل و تستعد للنوم فقد كان الوقت متأخراً و هيَ مُنهكة و لديها يومٌ حافل ، سمعت هاتفها يرن ، كان المتصل مهره ، أجابت عليها و كانت تقول لها مندهشه:
-ما شفتي زايد كيف كان يطالع الدكتور اليوم!!
-لا ليش كيف كان يطالعه؟
-شوي و بيصفعه
-خيبه ليش
-سألته و قال كان يطالعج بنظرات غريبه
ظلت مُستغربه فكيف لدكتور مثله أن ينظر لها بهذه النظرة و إبنتهُ تقف بجانبه ، قالت:
-يمكن يتهيأ له
-يمكن

ودعتها و تمنت لها ليلة سعيده ، انخرطت في فراشها الدافئ و أغمضت عيناها لتنام بعد يومٍ حافل.

ليتني لم أثق بكWhere stories live. Discover now