اليوم الثامن : مفاجأة..

610 26 0
                                    

اليوم الثامن :

ها هوَ الأسبوع يُعاد من جديد ، يوم الأحد الساعة الثامنة صباحاً ، إستعدت للذهاب لجامعتها كالمعتاد ، كان يصادف يوم غد يوم ميلادها و فالحقيقه لم تكن مهتمه كثيراً على الرغمِ من أنها سوفَ تبلُغ الثامنةَ عشر من عُمرها ، السنه المنتظرة عند جميع الفتيات !

ركبت مع فاطمة التي قامت بالمرور عليها لتذهبا سوياً و كانت فاطمة مخططة لمفاجئتها ، طلبت منها اذ كانت تستطيع القدوم للمبيت عندها و أن تستأذن والدتُها فالأمر ، فالواقع لم تتوقع بأنها ستوافق و لكن فاجئتها بموافقتها أثناء مكالمتها بالعاتف للسؤال ، شعرت براحة فقد حان الوقت لتُغير من مزاجها المُتعكر .

نزلتا من السياره بعد أن قاموا بركنها في موقفٍ بعيد ، لسوء حظها كان ترتدي الكعب العالي في هذا اليوم ، و مشت مسافة تقارب الخمسين متراً حتى تعبت.

رآها من بعيد و سرَح بها و ظل يُتمتم من دون أن ينتبه لنفسه :
كيفَ لتلك العيون أن تسّحرني
و أنا الَّذِي كُنت أظنني إستحالة أن أقع بالسحر!
كيفَ لتلك الشفتان الحلوتان أن تذيبني
و أنا الَّذِي كُنت أعمى عن هذا الأمر!
كيفَ لذاك الوجه البريء أن يأخُذَ عقلي
و أنا الَّذِي جاهدت لحِفظ عقلي من هذهِ الأمور التافهه
لربما كان الإعجاب ليسَ بأمرٍ تافه
فهوَ حتماً يؤدي لأمرٍ أكبر "الحب"
هل يُعقل أن أقع بحب فتاة يَفرِق بيننا عقدٌ كامل؟
لا أظن بأن الحب قد يتعلق بعمرٍ ما..
فلطالما الحب لم يعرف جمالاً إلا جمال الروحِ قبل الوجه ، حلاوةَ الإسلوبِ قبل الكلام!
هل أواجهها؟ لا لن تُصدقني و لربما كرِهتني
فهل يُعقل أن يقع أحدهم بالحب بمجرد معرفة الشخص أسبوعاً واحداً؟
و لكن لم يعرف الحب زماناً يوماً ولا حتى مكان! لم يِعرف مكانةً أو حتى مِهنة..
هل ستتفهم ما يدور بقلبي؟
عليّ أن لا أتسرع بالتصرف فقد أندم على ما فعلتهُ سنيناً!

أعرف قلبي جيداً ،، إن تعلق بقلبِ أحدهم و همّ بالرحيل ؟ يكرهُ كُل من يحاول الإقتراب منه ! يخسر ثقته بالناس و يخسر منْ حولهُ أيضاً ، يؤلمني التفكير بالأمر ، تؤلمني فكرة أنني مُجبر على أن أتفهم "هذا أنا"

دخلت المحاضرة و كان النعاس يملأ ملامحها حتى غفت و لم تشعر بنفسها ، رآها و لم يشأ أن يُحرجها و يوقضها من نومها فلربما كانت تعبه .

عادت للمنزل و أخذت غفوة و إستيقضت عند الساعة السابعة ، أعدّت أغراضها و وضعت كل ما تحتاج إليه للذهاب عند فاطمة ، اتصلت بها و قالت انها قادمة و لم تعلم ما تُخبئ لتُسعِدها ، وصلت و قالت لها بأن تدخل المنزل و تتجه للطابق العلوي الغرفه الثانية على اليمين.

كانت مُحرجة من أن تدخُل و تصادف أحداً و لكن فاطمة رفضت النزول إليها فإضطرت للذهاب وحدها . لم يكن هناك أحدٌ فالمنزل لحُسن حظها .

أغلقت أنوار الغُرفة و أنارت الشموع على الكعكة التي قامت بإعدادها من أجلِها ، ملأت الغرفة ببالونات الهيليوم ، دخلت و عندما سمعت صوت الباب يُفتح ، ظهرت أمامها و هيَ تُغني لها مع الأغنية التي وضعتها:
happy birthday to you!
happy birthday to you!!
happy birthday .. happy birthday
happy birthday maryam!!!!

ظلت مُندهِشه و خانها التعبير فلم تعرف ما اقول أو ردة فعلها! بكت من فرحتها و لأنها شعرت بأن أحدهم يكترث لأمرها ، إحتضنتها و ظلت تبكي في حُضنها.

أحياناً .. أصغر الأمور تُسعد قلباً كان ضائِقاً لوهلة
أقل الكلمات تضيف الفرح لملامحٍ حزينة
لا ينتظر المرء هديةً أو مفاجئة من شخصٍ يُحبه
و لكن ينتظر أن يكترث بأمره
أن يسأل و ينطق بما يُسعده
فهوَ ربما ليس ناقصاً لسماع المتاعب
ربما يحتاج كلمة تضعُ نكهةً في حياته الباردة

ظلت تشكُرها و تُعاتبها لأنها أتعبت نفسها ، قالت لها بأن الأخوات ليس بينهما هذا الحديث .

كانت تُفكر بأنهُ كيف لفتاتان بإسبوعٍ واحد أن تُصبحا قريبتان لهذا الحد ! فالحقيقة مريم تُحب هذه العلاقات بأن تتقرب من الطرف الآخر بسرعة .. تثق بها و كأنها أختها ، فمريم حُرمت من نعمةِ الأخت فهيَ تعيش مع أخٍ واحد فحسب .

سهرتا و نسيتا إنهُ ورائهما جامعة في يوم غد ، كانتا تتابعان فيلماً و حولهما بعض الطعام ، كانت أجمل ليلة في حياتها فقد غيرت روتينها الممل ، خلدتا للنوم عند الساعه الثانيةَ صباحاً حتى اليوم الثاني.

ليتني لم أثق بكTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang