الفصل الاول

457 16 4
                                    

الفصل الأول
من : عشقت رجل وهمي
الكاتبه : مريم عبدالرحمن
#عشقت_رجل_وهمي
___________________________________
فتاة في عمر الثاني عشر، تجلس على أريكة صغيرة بجانب بضع من الفتيات، يتزينوا و يضعوا مساحيق التجميل، فتيات لا يتعدوا الثامن عشر من عمرهم، ها هو الحدث من محافظة البحيرة ببلدة ريفية جميلة، أما هؤلاء الفتيات فيجلس بجانبهم عائلاتهم الذي ينظروا للفتيات الأخريات بعيون حاقدة و واضحة، حتى الفتيات تحقد على بعضها البعض، تأتي والدة تلك الفتاة الصغيرة ذو الاثنى عشر عاماً التي تُدعي (منه) قائلة والدتها بمرح :
- بكره يا بت يا منه تكبري و نجوزك سيد سيده.

نظرت لها (منه) بغضي مبالغ و واضح، و شعرت بالتقيؤ من حديثها ذلك و من تلك الكلمات التي تسمعها من الفتيات، يحدثون أن الزواج و الرجال هو كل ما يتمنوه، تمنت الأن تلك الفتاة الصغيرة بأن لا تصبح مثلهم في يومٍ ما، خرجت (منه) من ذلك المنزل الكبير و جلست بالخارج بجاني بض من الأبقار، تنظر للسماء بحزن و إذا بها الشمس تلدغ أعينها فتنظر للأرض مجدداً، تريد النظر لأعلى لا لأسفل! نظرت بجانبها و ها هي الفتيات المزينة بطريقة عشوائيه تحمل بعض من آواني الطعام الفاخرة المكلفة بأجود أنواع الطعام للذهاب إلى " دار العمدة " فجلست أختها المزينة مثل تلك الفتيات، قالت لها بكل سخريه :
- مش عاوزه تيجي معانا ولا أي يا وش الفقر؟

نظرت لها منه بحزن ممزوج بالغضب قائلة لها :
- و انتي مالك، بعدين انا هروح ليه؟

ضحكت (عبير) بسخرية و ربربت على دهرها بسخرية أيضاً، قائة بكل وهمية و تنهيدة تملؤها الأحلام:
- يا بت يا هبله ده أحنا رايحين لابن العمة بنفسه اللي رجع من السفر، بيقولوا عليه انه حليوة و جاي عشان يتجوز بنت من بنات بلدة و اكيد هيختارني أنا، عشان أنا اجمل بنت.
- و انتوا لية تتجوزوا و تتخطبوا و انتوا صغيرين كده؟
- والله ما في غيرك صغير و مبيفهمش يا حتة بومة، دي كل البنات هتموت و تروح و تشوفة بس، لكن انتي خايبه، و هي الواحدة ليها إي أصلاً غير بيت جوزها!

نظرت لها الصغيرة بإشمئزاز لا يدل على سنها الصغير قائلة لها بإسلوب ليس براقي:

- لا ما انا مش هبله عشان البس زيكوا كده و اتزين بالمنظر الاهبل ده و اخد حبة اكل عشان اروح اتجوز، ده ولا كأنكوا رايحين عشان تعجبوا الأمير، يلعن ابو الرجالة اللي تخلي واحدة ست تعمل في وشها الهطل اللي عاملينه او في لبسها الهباب اللي مهببينه.

أبعدت (عبير) شقيقتها الصغيرة بغضب مموهه قائلة لها :
- يوووه عليكي يا بووومة والله مكدبتش اما قولت بومة.

تركتها و أخذت بأوانيها الممتلئة بالطعام و ذهبت تجاة دار العمدة... أما بداخل تلك الدار يوجد نقاش ساخن بين الجدة الكبيرة التي تتجاوز الستين عاماً و الحفيد ذو الواحد و عشرون عاماً بداخل صالون الدار قائلة الجدة (عزة) لحفيدها أسر :

عشقت رجل وهميWhere stories live. Discover now