الفصل الثاني

163 12 2
                                    

الفصل الثاني
من : عشقت رجل وهمي
لمريم عبدالرحمن
__________________________________
تقدمت (منة) بصدمة لوالدها:
-بابا! انت بتقول اي ؟
نظر والدها بحدة ليست بعادتة، فهو يميزه الطيبه و الحب خاصةً لأولاده:
- ما انا مش هستنى اما تروحي القاهره و ترجعيلي بعار زي اختك عبير .

ادمعت عيناها الصغيرتان و أمسكت بيداه ترجوه:
-بابا انا عمري ما اجبلك العار أبداً، لكن متودينيش هناك و تجوزني واحد مشوفتوش غير دقيقه في حياتي كلها.

أبعد يداه عن يداها كي ينفر تلك الكلمات التي سردتها:
-مش هتلاقي احسن من أسر بيه.

هبت جدة أسر بعصاتها كي تستند عليها، و نظرت بسخرية لمنة محدثه أبيها قائله:
- بنات اليومين دول مرعيِن اوي يا محمود بيه و فعلا مهتلاقيش أحسن من حفيدي أسر .

أما عن عبير فكانت تجلس بإحدى بناتها بعيداً تبتسم و تمرح من داخلها، أيعقل وجود شقيقة تمرح لشقيقتها للزواج من طليقها؟ فرّت الجدة (عزة) ثم تقدمت منة بعنف تجاه غرفتها صارخه:
- انا مش هتجوز الجوازه دي انا هسافر و رايحه لعمي .

أمسكها والدها من خصلات شعرها بشدة، صرخت إبنته بألم و بكت:
- يا بابا سيبني ..
-انتي مش هتخرجي من الاوضه دي غير على بيت جوزك، الواحد عايش عشان تجوبولوا العار يا ولاد الكلب!!

أسقطها أرضاً بغرفتها و أغلق بالمفتاح، أما هي ظلت كالزهره الذي قُطفت من جذورها و نست أحلامها...

حتى موعد زفافهم، ها هي أمام المرأه بغرفتهم يزينها الفتيات، مرتدية فستان الزفاف الرقيق و بعض من الذهب، عيناها مليئتان بالكسر؛ كالعصفور الذي إنكسرت أجنحته لم يعد له مجال للطير، يملؤ المكان بضع من الزغاريط الشعبيه، أما أسر فينتظر عروسته بالخارج، بعدما وضعت اللمسه الأخيره خرجت و إذا به يمسك بيداها، و كان زفاف ليس بطويل، ذهبت لتلك الدار المشؤومه، نظرت لها بيأس، عندما دخلت إستقبلت زوجاته الثلاثه ببناتهم الثمانيه، نظرات حقد و غل و يدل على مستقبلها الملعون و المشؤوم، على حياتها التي طالت تنفرها، نطقت الجده بحب:
-حضرتلكم الاوضه اللي في الدور الارضي اوسع و احلى عشان العروسه الجميله اللي نقيتها يا أسر .
-الله يخليكي لينا يا ستي ...

دخلوا بغرفتهم و أغلقها خلفهم، فنظرت له بدموع:
-انا هدخل الحمام...
-ادخلي يا عروسه ادخلي.

اسرعت بدخولها للحمام تبكي بإنهيار، فقط أخذت أفكار تتسلل لها بأنها يجب التأقلم على تلك الحياه الأن، بعد خمسة عشر دقيقه خرجت من دورة المياه مبتسمه قليلاً و إذا بها تنظر له ملقي على أرض الغرفه يملأوه الدماء، أحدهم غرز السكين بصدره، أصرخت و إبتعدت للخلف و هي تبكي بحرقه:
- هيفتكروني انا اللي قتلته... ينهار اسود... يارب انقذني يارب..
و حاوطت بيدها فمها كي لا تصرخ من المنظر البشع و أغمضت أعينها تبكي:
-يارب اعمل اي!!! اعمل اي يااااارب ..

عشقت رجل وهميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن