الفصل العاشر

42 5 0
                                    

الفصل العاشر
عشقت رجل وهمي
مريم عبدالرحمن
_____________________________________
أشرقت شمس يومٍ جديد، إستيقظت تلك الجميلة مع شعورها بالألم في جسدها، بعد اطفاء منبهها التي يناديها بالذهاب للعمل، تخللت بأخباسها لخصلات شعرها تكاد تقتلعه من رأسها من شدة الألم، اخذت تحدث نفسها:
-محلمتش بيه ليه؟
دخلت روزالين الغرفه مبتسمه لصديقتها:
-كنت جايه اصحيكي حالاً عشان الشغل.
هزت رأسها بإيماءة و هي تقول:
-تعبانه اوي النهاردة.. او اقولك.. انا تعبانه كل يوم.
فتحت روزا ستائر الغرفة لتدخل الشمس تخترق اعين "منة" البنية، التفتت لها صديقتها قائلة:
-النهارده تتعبي، بكرة تستريحي، انا واثقه من ده.
صمتت قليلاً قبل ان تؤردف تلك الجملة الغريبة:
-محلمتش بيه النهاردة..
-قصدك يونس؟
-اه..
لتفكر روزا قليلاً بصوتٍ عالٍ:
-اممم.. ممكن عشان مفكرتيش فيه قبل ما تنامي؟
-يعني افكر فيه عشان احلم بيه؟ يا بنتي دي شخصية وهميه.
شدت روزا يديها بلهفه:
-انتي يا منة بتعرفي ترسمي، ارسميه...
تعالت ضحكات منة لاول مره منذ ايام لم تفعلها:
-تصدقي فكرة حلوه، انا بقالي كتير مرسمتش.
-يبقا يلا.. خلينا نقوم نروح الشغل بسرعه و انتي في الشغل ارسميه.

تداولت الساعات و هي تجلس الان على مكتبها وسط الموظفين، فتحت تلك الورقه البيضاء بأقلامها الرصاص، باتت ترسم بدقة، كانت اول ما رسمت هي عيناه الخلابة الساحرة التي سحرت قلوبها من أوهام، أيعقل من تريد الزواج به هو رجل يأتي بأحلامها فقط! يا لها من تراهات انثى! إنه رجل وهمي. بعدما سمعت صوته الرجولي خلفها أدارت رسمتها بداخل اوراقها و نظرت له بابتسامه صغيرة:
-علي؟ انت كويس؟
وضعت يديها الصغيرتان على كتفه المصاب أثر البارحة، أردف بدهشه:
-متخيلتش الاقيكي هنا؟ أسر سابك تشتغلي!
تحولت تلك النظرات و الملامح للذعر عندما تذكرت قتله أمامها، نهضت و اقتربت منه بهدوء و نطقت بهمس قرب أذنيه:
-أسر اتقتل قدام عيني و احنا نازلين من على السلم، كان شخص لابس قناع و كل لبسه اسود مش باين مين و انا طبعاً خوفت و جريت.
اتسعت عيناه بصدمة، مسك يديها و هو يجلس و يجلسها امامه على مقعدها، قائلاً بحدة:
-انتي بتقولي انتي مستوعبة اللي بتقوليه؟
-يا علي.. اعتقد ده نفس الشخص اللي قتل دكتور جاسر و بعدين اي علاقته بدكتور جاسر عشان يبقا عارف لعبته و كان هيقولهالي!
ظهر على عيونه القلق و الذعر مما جعلها ترتبك أكثر:
-في اي يا علي ما ترد عليا.
-انا مبقتش فاهم حاجه خالص... مش عارف حتى اعمل اي و مين دول عشان يعملوا كده؟ اي دخلني انا و اسر و انتي معاهم! مين دول اصلا! العداوة كانت بيني انا و أسر يا منة و بعدها عرفت بالصدفة امبارح انك مراته و...
قاطعته قائلة:
-ليه قتلت اسر يوميها! أو حاولت تقتله بالأخص!
زفر بضيق قائلاً:
-أسر كان بينا تعاملات في الشغل و هو غدر بيا و بعت واحد يقتله و اصلا مكنتش اعرف ان ده يوم جوازه.
-أرجوك فهمني.. انا بقيت حاسه اني متلغبطه، انا ليه جوا اللعبه دي؟ انا ذنبي اي؟
-بصي يا منة! انا و اسر لما بقا بينا عداوة و حاولت اقتله انتي قولتي انك هربتي و رجعتي القاهره و اشتغلتي في الشركة هنا، انا بقا مكنتش اعرفك اصلا و في مقابلة امبارح بينك انا و انتي و أسر عرفت انك مراته، صدقيني انا مش عامل لعبة ولا حاجة انما اللي قتل دكتور جاسر و قتل أسر هو بيلعب علينا كلنا حتى أنا... و قبل ما تتكلمي و تقولي ان اي علاقتك باللعبة دي! كان نفسي اقولك بسبب انك اتجوزتي أسر لكن اسر عنده 3 زوجات و عيال كتير يقدر صاحب اللعبه ينتقم منهم من زمان و كمان أهو قتل أسر يعني لو فضل وراكي صاحب اللعبة، مش هيبقى أسر السبب... و قبل ما تتكلمي تاني هتقولي ان انا السبب! هقولك و هما ليه يلعبوا معاكي و مش معايا! و هتسألي كمان اتاكدت منين انك انتي المقصودة من اللعبه اصلاً؟ احب اقولك متنسيش دكتور جاسر اللي قالك انتي في لعبه و تاني يوم اتقتل، متنسيش كمان قتلك لمعتز اللي لحد دلوقت قفلوا قضيته انها انتحار بسهوله كده و السبب مش دكتور جاسر خدي بالك.
-طب يا علي هو كده اللي بيلعب معايا عاوز يإذيني ولا بيحميني؟
-عاوز يكيفك على مزاجه يا منة، شخص قريب و في نفس الوقت بعيد.

عشقت رجل وهميWhere stories live. Discover now