الفصل الثاني عشر

46 6 0
                                    

الفصل الثاني عشر
عشقت رجل وهمي
لمريم عبدالرحمن
_____________________________________
و كم من عشقٍ نهواه و لم يهوانا؟ كم من وقتٍ مرّ و كأنه لم يمر؟ كم من يومٍ نعيشه و كأننا لم نعشه؟ لكن الزمن يمر و شعورنا يمر و كلاهما يمرّون ببطءٍ هالك.
____________________________________
نظرت لتلك الأوراق و هي متسعة الأعين من ما قرأته، و كيف حصل جاسر على تلك الملفات؟ تحث الأوراق على معلومات و أدلة لسرقة أدم و صديقة جلال لإحدى البنوك، بجانب إلى أوراق مقطوعة من إحدى الدفاتر اليوميه بخط يد أدم مكتوب بها "و لو أدار العالم فتياته مئة مرة لن أجد سوى تلك الضعيفة التي يمكنني إدراكها للقوه بواسطتي، جميلتي عزيزتي منة سأحصل عليكي بعد أن أضع لمسات صنعي لكي و تهيئتك من جديد لتكن عيونك البنيتان لا ترى سواي و لا قلبك الرقيق ينبض لغيري، أردت أن أقبل شفتيكي في غفوتك، لكنها لم تدوم يا له من حظٍ غير متوفر الأن، فعلت ما لم أريد فعله لأجلك، قتلتُ روحاً و سعادة و أفنيت الكئابة، أيتها الحورية أنتي على أرضي خاسرة"
هذا سقيمٌ و ليس بإنسانٍ سوي! تلك لعنة جائتها و لم تعلم كيف أن تنتهي، تمر الثواني و الدقائق و الساعات، جاءت فتاة تعمل معها واضعة يديها على احدى كتفيها لتنفزع تلك الشاردة و هي تخبئ الاوراق في حقيبتها و تؤردف بحنقة:
- اي في اي؟
- واحد بيسأل عليكي و عاوزك تحت و طبعاً انتي محاميته او حاجه فمحدش سمحلة يدخل.
هزت رأسها بإيماءة مع وضع الأوراق تلك في حقيبتها و تأخذها بين أحضانها، كما أن حقيبتها مليئة بكثير من الاوراق منها رسمة "يونس" التي أبدعت بها، خرجت من الشركة و خصلات شعرها تتناثر من شدة الهواء و كأنها حورية بحر تعتلي الأدراج حتى وصلت أما مرئى عينه الساحرة، لإنجذابة بخصلاتها تلك ألجمت لسانه عن الحديث، تحدثت هي بنبرات متحشرجة تبدو و كأنها تريد البكاء:
- يونس! ليه مدخلتش! لو كنت وريتلهم بطاقتك انك شرطي و محقق كانو دخلوك.
إرتبك بينما عيونة تتشبث في عيونها بجمود:
- حصل خير.
ضمت حاجبيها متعجبة:
- هو إي اللي حصل خير؟
- أقصد... بصي.. مش عاوز أعمل شوشرة هنا إني محقق.
هزت رأسها بإيماءة و هي تقول:
- تمام عوزتني ليه؟
و كأن نظراته عليها طالت ليلتفت خلفها بإرتباك قائلاً:
- عاوزك في خدمة بما إن إنتي الوحيدة اللي بتساعديني في الموضوع دة! 
- اساعدك في اي؟
- قوليلي انتي شكه في مين ؟
هتفت بلا مبالاه:
- معنديش فكرة.
- متستعبطيش و اتكلمي.
- صدقني معرفش انا لو كنت اعرف كنت قولتلك.

صمتوا لوهله بينما هي تغيرت ملامح وجهها عندما رأته يتقدم نحوهم و لاحظ "يونس" ملامحها التي تحولت للذعر فجأة، تقدم أدم مرتسم على وجهه الإبتسامه قائلاً:
- منة! صباح الخير.
- صـ.. صباح النور.
نظر "أدم" لذاك الشخص المجهول نظرة حادة إعتلته من أسفلة لأعلاه بدقة ليؤردف بإستهزاء:
- مين ده؟
- ميخصكش.
قالها هو بنبرة حادة بعد إنتهاء جملة "أدم" مباشرةً، لم يسمح لها بالإجابة حتى، حاولت "منة" تصليح القلق الذي حدث خوفاً أن يقتل معشوقها الوهمي الذي كاد و بات و صار وهمي لكن دائم معنى الوهم في تلك الأثناء:
- يا أدم ده يونس أبن عمي جايلي من البلد مخصوص عشان يتطمن عليا.
- أه! يتطمن عليكي! تمام انا مستنيكي فوق محتاج اقولك جملتين و همشي.
تركهم بينما "يونس" يطالعه بحدة ثم أردف بنبرات إستهزاء:
- مين ده؟ و كدبتي عليه ليه؟
- ده أدم أبو عطا و ابوه صاحب الشركة ..و هو شخص كويس يعني.
- المهم يا منة مش راضية بردو تدليني على أي حاجة تانيه؟
هزت رأسها نفياً مطاطأة تلك الرأس في الأرض خجلا و توتراً من الكذب التي فعلته بغضون دقائق بينما هو أجاب بنبرة حادة:
- لو حبيتي تقولي حاجه انتي عارفة مكاني و متردديش يا منة و متخافيش من حاجة لإن واضح إنك خايفة اوي.
ماذا ستقول  أو ماذا ستفعل؟ لم بعطيها فرصة للحديث او الدفاع، ذهب متلاشياً من أمامها  لتغرق بداخل أعماق تفكيرها و غموضها و المعلومات فقط للتي تعلمها، صعدت لطابق عملها لتراه يجلس على مكتبها وسط الموظفين و يعبث بأوراقها و لا أحد يجرؤ على محادثته فهو إبن مالك الشركة، تنهدت براحة بأنها تركت تلك الأوراق بحقيبتها و ءهبت لتجلس لجانبة قائلة بنبرة هادئة:
- اي يا أدم كنت عاوزني في حاجة!
أخذ شهيق ليزفرة بتلك الكلمات بحدة:
- ابعدي عن علي يا منة.
لتؤردف بسخريية دون تفكير:
- ليه؟
- علي بيإذيكي.
- و انت؟
- انا اي؟
- مبتأذنيش؟
-انا مجتش جمبك أصلاً.
إقتربت منه بحدة و هي على وشك الانفجار:
- انا مش خايفه منك يا ادم، اعرف ده، ولا عمري هخاف منك و لو عاوز تقتلني اقتلني.
- مش فاهم معنى كلامك دة؟
- انت بتعمل فيا كده لية؟
قالتها و هي على وشك البكاء و الإنهيار، بينما هو حاول إستيعاب الامر قائلاً:
- مش فاهم!
- انت اللي قتلت بتلعب معايا.
صرخ بوجهها قائلاً :
- العب معاكي اي انتي محنونة يا بت؟ انا معملتش حاجة من وراكي غير اني كنت براقبك ساعة قتلك لمعتز و انا اللي نضفت وراكي الجريمة، عشان بحبك يا منة.
قال جملته الاخيرة تلك لتأخذ من قلبها حيذٌ أكبر من حجمه قائلة بحدة:
-  بتحبني فتروح تقتل و تعمل جرايم؟
إتسعت عيناه بصدمة قائلاً:
- قتل أي و بتاع اي انتي مجنونة؟ انا معملتش اي حاجه غير اني اعجبت بيكي و روحت اتفقت مع روزا انها تحببك فيا عشان انا لقيت مواصفات البنت اللي نفسي اعيش معاها، انا عاوز اتجوزك و كنت خايف ترفضيني و بحاول اخليكي تحبيني.
- اومال مين قتل جاسر و أسر ؟ 
- الحاجة الوحيدة اللي اعرفها يا منة ان علي السبب في كل دة.

عشقت رجل وهميWhere stories live. Discover now