الفصل الثالث عشر و الاخير

116 9 0
                                    

الفصل الثالث عشر و الاخير
عشقت رجل وهمي
لمريم عبدالرحمن
__________________________________
متى سنلتقي أيها المحب! أين سنشارك لحظاتنا الجميلة؟ هل عندما نهزم إبليس وجنوده! أم عندما نهزم أحلامنا الكبيرة على واقعنا؟ تساؤلات قد تسألها تلك الجميلة و هي تنظر لعيونه الساحرة، التي باتت تسحرها خيالياً قبل واقعياً، تنظر يميناً و يساراً يكفي أن لا تنظر له بينما هو شارد لقيادة السيارة، و بعد صمت طال لمدة، نظرت له و هي تؤردف بحدة:
- يعني هنعمل اي دلوقت؟
ليضرب مقود السيارة بنفاذ صبر يختخت بكلمات غير مفهومه، ليرفع صوته فجأة قائلاً:
- يا بنتي حرام عليكي رفعتيلي الأدرينالين من كتر ما عصبتيني، دي رابع مرة اقولك رايحين بيتي.
لتضع يديها على فكها بإستفهام قائلة بنبرة يسودها الحيرة:
- و انا أجي البيت معاك ليه؟
- أولا مش من جمال أهلك.. ثانياً مراتي و ابويا في البيت أكيد مش شاقطك لمراتي و ابويا.. متنيل واخدك نقعد نحل و نفكر و بعدها هتدليني على بيت أدم و هتروحي تتكلمي معاه الكلام اللي هقولهولك.
لتزفر بضيق قائلة:
- وانا مش هروح البيت اللي فيه مراتك.
رفع يديه فالهواء يضربهم بقوة ليؤردف بغضب:
- هو انتي عشيقتي وأنا معرفش؟ يا بنتي دي مراتي هي اللي تزعل إنك داخلة البيت أصلاً يلعن غباءك، أنا من الأول مكنتش مستريحلك و أصلاً أول مرة شوفتيني عرفتي إسمي منين؟ خدي بالك انا مش ناسي و الموضوع ده قضية تانيه خالص وكل حاجه هعرفها في وقتها.

أذرفت تلك العيون دموعها و هي تنظر له بثبات كي لا تسقط الدموع المثبته داخل عيونها و يظهر ضعفها له، فهو فقط صرخ بالحق في وجهها، تنهد و هو يمسح وجهه بكفيه قائلاً:
- خلاص يا منة حقك عليا متعيطيش أنا اللي غلطان.

و بعد إطالة الصمت التي كانت علية قالت بصوت محشرج:
- انت عندك حق انت للأسف مقولتش ولا حرف غلط يا أستاذ يونس، و لو فضلت أحكيلك من دلوقتي لحد بكرة مش هتصدقني أنا عرفتك إزاي و هتوديني مستشفى مجانين، ياريت نحافظ على المسافة اللي بينا يا أستاذ يونس و حضرتك متطولش لسانك عليا و أنا كمان هلزم حدي اللي عارفاه كويس..
لتنطق أخر جملة بهمس من بين شفتيها بحنقة:
- لإنك هتمشي من غير ما تقولي زي كل مرة.
إحتفظت بدموعها و أحلامها و حبها وشعورها بالأمان و الاطمئنان، هذا هو ما كان يريده من أول مقابلة لكن الأن شعر بوخز في قلبه و كأنه يريد حديثها الساحر ااذي يسحره، كالبلهاء هي لا تعرف كي تجذبه إليها! وكيف يتجذب رجل متزوج؟ هذا ليس من قيم أخلاقها الشرقيه، دلفوا للمنزل تحت تلك العيون التي ترمقهم بحدة، تقترب منه زوجته قائلة:
- مين دي يا يونس؟

ليرمقها هو الاخر نظرة تعلمها جيداً تحمل ما يعجز لسانه عن سرده:
- شغل، اعملي فنجانين قهوه.
- مبشربس قهوة.
قالتها و هي تعتلي نظراتها لها من أسفلها لأعلاها قائلة في مجد عقلها "اتجوزها على أي؟ دي فلات ومعفنه" و كأن بتلك النظرة علمت زوجته ما يدور داخلها لتؤردف بحدة:
- اومال يا عسل بتشربي إي؟
- مبشربش..

عشقت رجل وهميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن