24

1.3K 13 0
                                    


أول ما وصلنا البيت و نزلت جراني من يدي و كان معصب شديد لمن دخلنا عمي صلاح شافنا نادى على راشد بس هو لا وقف ليهو لا رد عليهو ، جراني بقوه لغاية ما دخلني جوه الغرفه و لمن عمي و رامي جوا ورانا قفل الباب و عيونو دي ما قدرت أعاين ليها مرتين ، عروقو من شدة الغضب كانت بارزه فـ اتأكدت ساعتها انو بالجد دا آخر يوم في حياتي ، رميت الشنطه و بقيت برجف و لمن جا علي خلاص هبطت ، قلت ليهو راشد انا.....ما خلاني اتم كلامي و طوالي ضربني كف ، قال لي مية مره حذرتك انا و نبهتك ما تعملي الفي راسك ، قلة أدبك و عنادك دا ما بنفع معاي ، استأذنتي من منو انت عشان تمشي الجامعه؟ و كمان بتكذبي و بتقولي انا قلت ليك امشي؟
قرب مني أكتر و انا الحركه ذاتا غلبتني دخلوا فيني خوف و خلعه و توتر و الكف كان واجعني شديد و دموعي دي نهاي لا وقفت لا خلصت ، هو هنا بقى يجوط فيني و عمي و رامي هناك بضربوا في الباب عشان يفتح ليهم ، قال ليهم بزهج ما عايز افتح الزفت دا و ماف زول يتدخل ، إتلفت علي و قال عامله نفسك عنيده و ما بتسمعي كلام زول مش؟ لكن اصبري لي ، اقسم بالله تاني الشارع دا ما حتشوفيهو ، من اليوم حتتقفلي في الغرفه دي لغاية ما تموتي....
رغم اني كنت خايفه منو شديد و من ردة فعلو بس مرات الخوف لمن يصل نقطه معينه بولد شجاعه و دا الحصل لي ، لزيتو بكل قوتي و قلت ليهو اذا انا ما بنفع معاك انت انت ذاتك ما بتنفع معاي و اصلاً انت ما مجبور علي ، طلقني و ريحني منك و من مشاكلك و قوانينك الما بتخلص دي ، فلاحتك و رجالتك دي بتعملها لي أنا بس أما هديل لو تفت ليك في وشك خشمك ما بتفتحو معاها ، امبارح هي مشت الجامعه ليه ما سألتها؟ ولا ما بتقدر ؟ ولا بتقدر بس لأنو دي حبيبة قلبك ما بتقدر تزعلها ، طول عمرك عامل فيها الشريف الرضى و انت اتفه انسان على وجه الكره الأرضيه و الشفتو امبارح كان خير دليل على الأقل لو ما محترمني انا و ما محترم حاجه اسمها زواج احترم المكان و الناس الإنت قاعد معاهم ديل ، مشكلتك ما بتشوف عيوبك و بتقعد تشاكل و تتعصب في كل الناس على الكبيره و الصغيره و بتعمل فيها الفاهم و الناصح و في الآخر تجي و تترقد في رجلين البنات و في نص بيتك و قدام اختـ.....للمره التانيه ضربني كف! و غضبو زاد زياده  ، بقى يعاين لي بضيق و استنكار ، قلت ليهو دي قدرتك و دي فلاحتك ، بس خليك عارف انو الكفوف دي ما حـ تسكتني ، انت واحد جبان و حيوان و قذر لدرجة قف تأمل ، صدق رغم المشاكل و الإختلافات البيناتنا بس انا من جواي كنت محترماك و شايفاك حاجه مقدسه و عظيمه ، بس بعد موقفك الأمبارح مع هديل بطني طمت منك ، انت وقت هي عاجباك و انت عاجبها ليه ما عرستها من البدايه ، مدام انتوا الإتنين معجبين ببعض و هي ما عندها سيره غيرك و مدام انت بتحترمها للدرجه دي ليه ما عرستها و ريحتني؟ ليه اخترت تدمرني انا و تفرض علي واقع قاسي و ظالم! عارف بسببك انا بقيت اشك في نفسي! بقيت اقعد و افكر انا عملت شنو في دنيتي دي عشان ربنا يرميني في جحيمك ، ياخ انت كرهتني حياتي و كرهتني نفسي ، عايز تصل لشنو انت بس فهمني.....قلت كلامي دا و طوالي قعدت على الأرض و بقيت أبكي بحرقه ، أما هو كان في جك حق قزاز جنبو شالو و ضرب بيهو التسريحه لمن القزاز الفيها اتكسر حته حته ، فتح الباب ، طلع و قفلو بكل قوه ، اول ما طلع عمي صلاح و رامي جوا داخلين ، عمي صلاح قومني من الأرض و قال لي انتي ذاتك غلطانه بتكضبي علينا لشنو، راشد دا انتي عايزاهو يكتلك؟ ما بتعرفيهو انتي؟
رامي قال ليهو كفايه يا أبوي خليها ، عاين لي و قال لي البكى ما بفيد بشي يا مها ، كلنا عارفين راشد و غضبو و انتي ذاتك عارفه الحاجه دي و على ما اظن بقيتي تعرفيهو كويس فـ ما كان تكذبي علينا ، و في الآخر ماف زول حـ يتعاقب و ماف زول غيرك حيتحمل غضب راشد دا كلو،  المهم اتكلموا معاي مسافه و مشوا و انا لسه ببكي في اللحظات ديك دعيت انو ربنا يموتني و يريحني لأني بقيت ما حمل للمشاكل دي كلها و بالجد تعبت من الحياة دي ، قعدت اراجع شريط حياتي من البدايه لحدي اللحظه دي و ما لقيت شي اقدر اقول عليهو من الحاجات الكويسه الحصلت لي ، حياتي كلها كانت معاناة في معاناة ابتداءً من ابوي و أخواني و نهاية بالفقر دا و أمو و الله اعلم لقدام حـ يلاقيني شنو ، انا ما بقدر استحمل دا كلو ، ما برضى الظلم و الحقاره و ما حـ ارضى بكبة الحريه و القهر دا ، راشد دا انا خلاص ما شايفه حياتي معاهو و ماف أمل انو الأمور بيناتنا تتصلح ، حالياً كل الأبواب مقفوله في وشي و ما عندي زول الجأ ليهو و اصلاً الحياة دي خلاص انا قنعت منها و تعبت ، في قعدتي ديك اتذكرت حاجه ، وقفت على حيلي و بخطوات متثاقله مشيت على الدولاب فتحتو و شلت الحاجه دي ، و طوالي اتذكرت اليوم الإتصلت فيهو عبير لـ بت جيرانهم شاهيناز عشان تجي و ترسم لي لمن كنت مسافره لأهلي ، هي بعد ما رسمت لي خلت لي بيقن في الفتيل و قالت لي شيليهو ، و انا ختيتو في الدولاب و ما اتذكرتو إلا هسي ، في لحظة زعل و غضب و لا وعي مني فتحت الفتيل ، شلت الكبايه الجنبي و كبيت فيهو مويه ، أخدت نفس عميق و من غير ما اتردد شربت البيقن الفي الفتيل و قعدت في السرير و انا لسه ما مستوعبه العملتو ، بعد مسافه حسيت بألم في بطني ، شويه شويه بقيت اشوف طشاش طشاش و عرقت شديد ، و فجأه كدا حسيت بسائل طالع من خشمي و تاني بقيت ما شايفه شي غير السواد 💔
___________________________________
______________________

مسكن ألمWhere stories live. Discover now