٦

370 52 15
                                    

كنت في فِراشي أستعد للنهوض بعدما أغمي علي، أجل لقد عضني اليوم مجدداً ولكن هذه المرة في المعصم الآخر وحرص على فعل هذا أثناء نومي، أكره حدوث هذا وأكره أن هذه الغرفة هي أول شيء أراه في كل مرة أفتح فيها عيني وأكره كل شيء هنا، بسبب حالتي الصحية السيئة وجروحي لم أملك أي فرصة لتنفيذ خطة الهرب...

رغم الدوار الذي ينتابني كنت أسمع صوت لغط كثير من الجزء الجنوبي من القصر، لم أفهم ما يحصل، بسبب فضولي الجامح نهضت من السرير ثم وضعت أذني على الأرض وعندها بدأت موسيقى كلاسيكية باللعب، عقدت حاجبي لأتمتم "ربما تكون حفلة؟"

عرفت حينها سبب انشغال الخادمات في ذلك النهار عندما طلبوا مني المساعدة بالحديقة، كانوا يقومون بالتجهيزات لهذه الحفلة، ولكن ما المناسبة الآن.

كان صوت الموسيقى يتسرب إلى الغرفة ولكن لم يكن مزعج، كنت أستمتع بالأمر فأنا لم أجرب أي شيء جديد غير البكاء والألم لفترة، هذا أفضل من لا شيء...

كنت أمام النافذة أراقب الخارِج مثل عادتي، تلك البحيرة والغابة الملعونة تخنق علي المكان أكثر، اتمنى أن أعثر على طريقي، جفلت عندما سمعت صوت خلفي يقول "مرحباً!"

استدرت على الفور ورأيت رجل غريب أشقر أمامي، كان يرتدي بدلة رسمية بيضاء، لديه أعيُن زرقاء ووجه بشوش على غير العادة، نظر في أنحاء الغرفة وتحدث إلي بشكل طبيعي كما لو أنه بيته "آسف على اقتحام مكانك لكني شعرت بالملل بين هؤلاء العنصريين لذا أخيراً عثرت على شخص مثليْ!"

عقدت حاجبي باِستغراب وابتلعت ريقي، كان إنذار الخطر يصدح في عقلي قبل أن يمد يده لي ويستطرد "أنا مارتن! لا تقلقي لن أمتص دمائك أنتِ تعلمين لست من ذوي العيون الحمراء، وأعرف أن الباب مقفل ولكن لدي القدرة على اختراق الجدران" قال الأخيرة بسخرية.

بقيت يده معلقة أمامي للحظة، على الفور فكرت باِستغلاله لربما ينقذني فصافحته بتردد وسألت "ماذا تقصد بأصحاب العيون الحمراء واختراق الجدران؟"

جلس على طرف السرير وأخذ يهزّ نفسه باِستمرار مثل طفل صغير "كيت إسمك جميل! عيون حمراء تعني مصاص دماء أصلي، تعني أن سلالته كلها من مصاصي الدماء بينما أنا لست أصليّ لأن أمي بشرية... الأصليون مغرورين جداً لا أعرف لماذا قبِلت دعوة كايلر في الأساس"

لا يبدو هذا الرجل خطير ولا يهمني أن أعرف كيف عرف إسمي، بل يبدو طفولي وساذج وهذا جيد بالنسبة لي، فكرت بأن أسحب منه بعض المعلومات التي قد تُفيدني، جلست على السرير قربه وحادثته "أنت تعرف أني... مخزن دماء طازج لكايلر صحيح؟"

قلب عينيه وأجاب "بالطبع أعرف، جميع من في هذه الحفلة يعرفون، رائحة دمائك قوية، لقد فكّر البعض بجلب عبد دماء كهدية لكايلر البغيض رغم أن الأمر غير قانوني ولكن الشائعات تقول أنه مفتون بدمائك ولن يقبل تذوق شخص آخر"

|| مفتون ||Where stories live. Discover now